مجتمع

احتجاجا على “مضايقات” السلطة .. جمعية بالحسيمة تحل نفسها

أعلنت جمعية “آفاق” بجماعة آيث حذيفة إقليم الحسيمة، عن حل نفسها بإجماع أعضاء مجلسها “نتيجة تعرضها للتضييق والإقصاء” من طرف السلطات، مقررة إحالة القرار على الجمع العام للمصادقة عليه، وذلك بعدما كانت قد هددت في وقت سابق بإيقاف جميع أنشطتها والاتجاه نحو حل نفسها بالكامل.

وأوضحت الجمعية في بلاغ لها، أن أسباب هذه الخطوة ترجع أساسا إلى منع السلطات الإقليمية في آخر لحظة، الجمعية من تنظيم النسخة 2 من مهرجان “التميز” الذي كان سينظم بين فترة 04 و13 ماي الماضي، “على الرغم من قيام الجمعية بجميع الإجراءات القانونية وحصولها على موافقة السلطة المحلية لتعليق اللافتات الخاصة بالمهرجان”.

وأوضح البلاغ الذي توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، أنها تفاجأت “بقيام أعوان السلطة والقوات المساعدة بإزالة لافتات وملصقات المهرجان في مشهد هوليودي”، مشيرة إلى أنها حاولت عقد لقاء مع عامل إقليم الحسيمة من أجل “معرفة الأسباب الكامنة وراء هذا الإجراء المتسم بالشطط في استعمال السلطة، وتمت مراسلته تحت عدد 23/2018 بتاريخ 03/05/2018 بدون تلقينا لأي جواب إلى يومنا هذا”.

الكاتب العام للجمعية محمد بنصديق، كان قد قال في تصريح سابق لجريدة “العمق”، إن منع تنظيم المهرجان “يؤكد وجود عراقيل لمنع المجتمع من المدني من القيام بدور الوساطة، خاصة في ظل الأجواء التي تعيشها منطقة الريف”، مشيرا إلى أن النقاش الجاري داخل الجمعية يتجه نحو حل الجمعية بالكامل، مردفا بالقول: “دخلنا العمل الجمعوي بشرف، وسننسحب منه بشرف”، كاشفا أن السبب الرئيسي للمنع هو شريط وثائقي أنجزته الجمعية حول التهميش في المنطقة.

اقرأ أيضا: بعد منع سلطات الحسيمة لمهرجان ثقافي.. جمعية تتجه لحل نفسها

واتهمت الهيئة ذاتها، السلطات بـ”عرقلة أنشطة الجمعية والتضييق عليها وإقصائها من حقها الدستوري والقانوني في الدعم العمومي منذ بداية تأسيسها بتاريخ 17/12/2005، حيث لم تستفد من الدعم العمومي سوى في حالات نادرة، ولعل عدم تأشير السلطات الإقليمية بالحسيمة على اتفاقية شراكة بين الجمعية والمجلس القروي لبني حذيفة بالرغم من مصادقته عليها في دورة رسمية بتاريخ 06 فبراير 2018 بدون إبداء أية أسباب، لخير مثال على ذلك”.

وتابع البلاغ ذاته، أن هذه الاتفاقية التي تم القاؤها بسلة المهملات تهدف إلى تقديم الخدمات الصحية والاجتماعية لمرضى السكري والضغط الدموي، وتعزيز وتأهيل قدرات أطفال وشباب المنطقة إضافة إلى انجاز أنشطة ثقافية واجتماعية و تنظيم مهرجان سنوي.

وأشارت الجمعة إلى “عدم التزام جماعة بني حذيفة بالاتفاقية المبرمة مع نادي بني حذيفة للتايكواندو المنضوي تحت لواء جمعية آفاق، والتي تهدف إلى المساهمة في تنشيط الحياة الرياضية بالجماعة، عن طريق تنظيم بطولة إقليمية سنوية في رياضة التايكواندو بمركز بني حذيفة، وتمثيل المنطقة في المنافسات الإقليمية والجهوية والوطنية، بدعم أقل ما يمكن وصفه بأنه شحيح جدا لا يتجاوز خمسة آلاف درهم في السنة لم نستفد منه ولو لمرة واحدة”.

كما لفت البلاغ إلى “إقصاء الجمعية وأنديتها وأعضاءها بشكل ممنهج -خاصة نادي داء السكري- من الانضمام إلى هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع الاجتماعي بني حذيفة التي تم إحداثها بطرق ملتوية و غير ديمقراطية وغير تشاركية إطلاقا”.

وبناء على ذلك، طالب مكتب الجمعية بنقل اختصاصها من السلطات المحلية إلى المحاكم الابتدائية، “لقطع الطريق أمام المزاجية والتصرفات العبثية والشطط في استعمال السلطة”، واعتماد آلية طلب العروض في الدعم العمومي لـ”قطع الطريق أمام العبث”، مشددة على أنها “لا يمكنها الاشتغال وسط كل هذه المضايقات التي تتنافى وتتعارض كليا مع النص الدستوري و المواثيق الدولية”.

* الصورة من الأرشيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *