مجتمع، منوعات

مغاربة سرحتهم شركة الحريري دون تعويض يكشفون للعمق معاناتهم

عمدت شركة “سعودي أوجيه” التي تعود لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، على “تسريح ما يقارب 1500 عامل مغربي دون إعطائهم مستحقاتهم المادية وتعويضات آخر الخدمة التي تصل تقريبا إلى 9 مليار سنتيم مغربية”، حسب وزارة الجالية المغربية.

وأوضح محمد اليحياوي أحد العمال المغاربة بالشركة في تصريح لجريدة “العمق”، أن الشركة التي يتمتع صاحبها بالجنسيتين اللبنانية والسعودية، كانت تظم قبل إغلاقها 60 ألف عامل من العديد من الجنسيات في كل مدن السعودية، ليتقلص العدد أواخر سنة 2015 إلى النصف، حيث أصبح 30 ألف عامل فقط.

اليحياوي الذي شغل في الموارد البشرية بالشركة، قال في التصريح: “لقد عزمنا على القيام بمجموعة من محاولات التواصل مع السفارة السعودية هنا بالمغرب منذ 2015 قصد معرفة وضعيتنا، لكن دون جدوى، لنقوم بوقفات احتجاجية أمام ذات السفارة حتى نبين أننا غير راضيين عن الإهمال الذي تتعامل به معنا الدولة السعودية”.

وأوضح أن “الأمر يبدو طويلا لأنه لا وجود لأية ضمانة تحدد تاريخ حصولنا على مستحقاتنا”، متسائلا بالقول: “هل سيبقى الحال هكذا حتى نموت كما مات 5 أشخاص لم يأخذوا مستحقاتهم التي ستضيع لا محالة”.

فبعد 24 سنة من الخدمة في الشركة التي تعمل في مجال البناء والصيانة، قال اليحياوي: “كنت في سنة 2015 بين خيارين وضعنا أمامهما الدولة السعودية، الأول إما أن ننقل الكفالة لكفيل ثاني بمبلغ مالي ليس سهلا، علما أننا جلسنا سنة بلا عمل، أو الاختيار الثاني وهو الرجوع إلى المغرب وستتكلف الدولة بتقديم مستحقاتنا في أقرب وقت ممكن”.

وأردف قائلا: “كما قاموا بوضع محامي من اختيارهم وتكلفوا بأتعابه المادية، لتسهيل الإجراءات القانونية والادارية، لكن الواقع عكس ذلك لأنهم أرادوا إبعادنا عن التواصل معهم بشكل مباشر عبر إدخال وسيط”، حسب قوله.

من جهته عبر حسن بداني الذي اشتغل 6 سنوات كمحاسب في الشركة، عن “ندمه الشديد للعمل هناك لأن هذا لو حصل في أوروبا لوُجد له حل بسرعة قبل أن نأخذ طائراتنا”.

وأضاف بالقول: “لا نتحدث عن 1500 عامل فقط بل حتى عائلاتهم التي يكفلونها، هؤلاء المسرحون بدون تعويضات مدتها إحدى عشر شهرا دون مستحقات آخر الخدمة”، معلقا عن المبلغ الإجمالي لمستحقات جميع العمال المغاربة بالقول: “وزارة الجالية المغربية في تواصلها مع السفارة السعودية قالت لهم إنه يصل إلى 9 مليار سنتيم تقريبا”.

يذكر أن شركة “سعودي أوجيه” التي ترجع لعائلة الحرير، تعتبر الثانية في حجم معاملاتها في السعودية وتضم عمالا من عدة بلدان، خاصة المغاربة واللبنانين السعوديين والهنود والباكستانيين والمصريين والفرنسين، كلهم يقومون بأشكال نضالية أمام سفارات السعودية ببلدانهم لتمكينهم من مستحقاتهم، كما أن عددا من العاملين المغاربة تم تسريحهم بمستحقاتهم قبل أن تتأزم وضعية الشركة سنة 2015.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *