أخبار الساعة

صندوق النقد الدولي يحذر بأن “فسحة الفرص تضيق” أمام الاقتصاد العالمي

حذر صندوق النقد الدولي السبت 13 أكتوبر 2018 بأن “فسحة الفرص تضيق” بوجه الحفاظ على النمو العالمي فيما تتزايد النزاعات التجارية وتواجه الأسواق الناشئة أزمات مالية، ودعا الدول إلى تفادي التصعيد بعمليات تخفيض تنافسي للعملات واستخدام أسعار الصرف لأهداف المنافسة.

وكان وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين قد قلل من مخاوف عبر عنها اجتماع للصندوق هذا الأسبوع في جزيرة بالي إزاء نزاع تجاري بين الولايات المتحدة والصين، معتبرا أن العالم يمكن أن يكون رابحا إذا ما أُجبرت بكين على تغيير سياساتها التجارية.

لكن صندوق النقد الدولي قال في بيان إنه فيما لا يزال النمو العالمي حاليا “مستقرا”، إلا أن المخاطر “تتزايد باستمرار وسط توترات تجارية متصاعدة ومخاوف جيوسياسية مستمرة”.

وعقد الصندوق الدولي اجتماعاته السنوية مع البنك الدولي في الجزيرة الإندونيسية في وقت سابق هذا الأسبوع في أجواء متشائمة يهيمن عليها النزاع التجاري بين أكبر عملاقين اقتصاديين، وأوضاع مالية متوترة تواجهها الأسواق الناشئة.

والثلاثاء خفض صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو إجمالي الناتج الداخلي العالمي بمقدار 0,2 نقطة مئوية وصولا إلى 3,7% للعامين 2018 و2019، مشيرا إلى النزاع التجاري.

وقالت المنظمة التي تضم 189 دولة إن “فسحة الفرص تضيق” داعية الأعضاء “الى الامتناع عن التخفيض التنافسي (للعملة) واستهداف معدلات الصرف لأغراض تنافسية” في تصويب على ما يبدو للولايات المتحدة والصين.

وقال منوتشين هذا الأسبوع إنه أبلغ رئيس البنك المركزي الصيني قلقه بشأن ضعف العملة الصينية.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد اتهم بكين بخفض قيمة عملتها لتخفيف أثر الرسوم التجارية الأميركية.

لكن منوتشين الذي كان يتحدث على هامش اجتماعات بالي رفض التعليق عما إذا كانت واشنطن ستعلن في تقرير لوزارة الخزانة مرتقب الأسبوع المقبل أن الصين تتلاعب بالعملة.

ومن شأن ذلك الإعلان أن يطلق إجراءات بحق الصين يمكن أن تؤدي إلى تدابير عقابية.

– آراء متضاربة –

خالف منوتشين أيضا تحذيرات دولية متزايدة بشأن الخلاف التجاري بين الولايات المتحدة والصين، معتبرا أن الضغط على بكين لتبني سياسات تجارية أكثر انفتاحا سيكون مفيدا للجميع.

وقال “هدفنا مع الصين واضح جدا: أن تكون لنا علاقة تجارية أكثر توازنا”.

وتابع “أعتقد أننا إذا ما توصلنا إلى ذلك، فسيكون الأمر جيدا للشركات الأميركية والعمال الأميركيين والأوروبيين واليابان وجميع حلفائنا الآخرين، وجيدا للصين”.

لكن تصريحاته لم تلق تأييدا كبيرا في بالي السبت.

وقال حاكم البنك المركزي الياباني هاروهيكو كورودا إن “النزاع التجاري سيضر بجميع الاقتصادات وليس فقط الولايات المتحدة والصين”.

وأضاف “هذا النزاع لن يكون جيدا لاقتصادي الولايات المتحدة والصين وكذلك لاقتصادات آسيا والعالم”.

وتصاعد التوتر التجاري مؤخرا مع إعلان إدارة ترامب فرض رسوم على ما قيمته مليارات الدولارات من السلع الصينية في مسعى للتصدي للعجز التجاري ولما تعتبره واشنطن ممارسة تجارية صينية غير مقبولة.

وقال منوتشين إن الهدف النهائي لواشنطن هو “علاقة حرة وعادلة ومتبادلة” مع بكين.

وينصب الاهتمام الآن على الأمل بعقد لقاء بين ترامب ونظيره الصيني شي جينبينغ على هامش قمة العشرين في الأرجنتين ودفن الأحقاد باتفاقية ما.

وقال منتوشين أن أي قرار لم يتخذ بعد وأن الولايات المتحدة لا تطلب — “في الوقت الراهن” — أي تنازلات صينية قبل أن يوافق ترامب على عقد اجتماع.

وقال للصحافيين “إنه أمر أشجعه ونجري مناقشات بشأنه (…) لكن في الوقت الحاضر، ليس هناك شروط مسبقة، والرئيس سيقرر بهذا الصدد”.

وتشهد الأسواق العالمية أيضا انهيار العملة في بعض الأسواق الناشئة — مثل تركيا والأرجنتين — فيما تتسبب الأزمات المالية المحلية والمعدلات المرتفعة للفوائد الأميركية في جذب المستثمرين إلى الدولار.

وقال بيان صندوق النقد الدولي إنه سيسعى لتعزيز دور منظمة التجارة العالمية وتعزيز الثقة في نظام التجارة العالمي.

وأكد أنه سيستمر في مساعدة الدول على مواجهة الكلفة الاقتصادية والاجتماعية “لتفشي الأمراض ومخاطر الفضاء الافتراضي والتغير المناخي والكوارث الطبيعية وندرة الطاقة والنزاعات والهجرة واللاجئين وغيرها من الأزمات الإنسانية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *