خارج الحدود

صحيفة: إسبانيا الأكثر ترحيبا بالمهاجرين أوروبيا.. فهل ستستمر؟

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية مساء أمس الأحد، تقريرا تشير فيه أن إسبانيا أكثر الدول الأوروبية ترحيبا بالمهاجرين، وذلك حسب استطلاع للرأي أجراه مركز “بيو” للأبحاث الشهر الماضي، كشف أن %86 من البالغين الإسبان يؤيدون استقبال الأشخاص الفارين من العنف والحرب، لكنها في المقابل تسائلت ما إذا كانت مدريد تريد الاستمرار في هذا الترحيب.

واستهلت الصحيفة تقريرها، باسترجاع بعض مشاهد ترحيب دول أوروبا الغربية بموجة المهاجرين واللاجئين في 2015، وذلك حين احتشدت الجماهير للترحيب بالمهاجرين أمام محطات القطار في المدن الأوروبية، وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل آنذاك: “إننا نستطيع فعل ذلك”، بينما سارع السويديون لمساعدة القادمين الجدد للحصول على السكن والرعاية الطبية، وبدأ إيطاليون حملة بحث وإنقاذ مكثفة في البحر المتوسط.

ولكن وبعد مدة لا تتجاوز سنتين، أغلقت عدد من دول أوروبا الغربية حدودها وأبعدت سفن الإنقاذ، كما وقفت حكوماتها وراء السياسيين المعادين للمهاجرين، وحتى مع انخفاض أعداد الوافدين الجدد إلى مستويات ما قبل عام 2015، تسببت قضايا الهجرة في انتخاب الفصائل الشعبوية في النمسا وإيطاليا، وهددت استقرار الأحزاب المؤسسة في فرنسا وألمانيا.

الصحيفة أردفت “الاستثناء الأكثر وضوحا هو إسبانيا، فقد أصبحت هذه الدولة التي تقع على بعد سبعة أميال بحرية من إفريقيا، بمثابة الخط الأمامي الأوروبي الجديد للمهاجرين، الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط، ومنذ بداية العام، وصل حوالي 49 ألف مهاجر إلى إسبانيا، وفقا لإحصائيات منظمة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. ويمثل الرقم حوالي ضعف عدد العام الحالي ممن وصلوا إلى اليونان أو إيطاليا، اللتين كانتا في السابق البوابتين الرئيسيتين إلى أوروبا.”

وأضافت أنه بالنسبة لحكومة يسار الوسط في إسبانيا، فإن الأمر لا يدعو للقلق، ويقول خوسيه ألاركون هيرنانديز أحد كبار مسئولي الهجرة في وزارة العمل:” إننا لا ينبغي أن نشعر بالخوف من وصول 50 ألفا أو ما يقرب من هذا العدد إلى أراضينا خلال عام واحد”، مشيرة أن عدد سكان إسبانيا يبلغ 40 مليون نسمة.

وأوضحت الواشنطن بوست أن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز وحزبه الاشتراكي لطالما سعوا إلى تمييز بلدهم وتحسين صورتها.

وقال سانشيز لدى استقباله 630 مهاجرا كانوا على متن سفينة إنقاذ رفضتها إيطاليا في يونيو الماضي: “من واجبنا تقديم المساعدة لتجنب كارثة إنسانية وتوفير منفذ آمن لهؤلاء الناس، والامتثال لالتزاماتنا في مجال حقوق الإنسان”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *