حوارات، مغاربة العالم

في أول حوار بعد تتويجه.. يزمي: لا أعترف بالحظ وهذا ما ينقص المغرب للتطور

بسيط، متواضع، ويبتسم دائما.. يحاول في كل مرة يطل فيها على شاشة قناة عربية أو عالمية للحديث عن مساره، زرع بعض بذور الأمل في قلوب الشباب من خلال قصته التي بدأت من المغرب وتحديدا من فاس ثم فرنسا وسنغافورة (حيث يقيم حاليا)، محققا خلالها عدة إنجازات واختراعات أدهشت العالم.

رشيد يزمي، باحث وبروفيسور، فاقت عدد براءات الاختراع التي حصل عليها مائة وخمسين براءة، فهو المغربي الذي لا توجد اليوم في العالم بطارية لهاتف محمول أو لحاسوب محمول صغير الحجم، لا تحمل بصماته، فلولا اختراعه لكانت الهواتف المحمولة، على سبيل المثال، لا تزال ثقيلة في الوزن، وكبيرة في الحجم.

عن تتوجيه الأخير بجائزة “تكريم” في الكويت وحضوره والدته برفقته، عن رأيه في مستوى التعليم والبحث العلمي في المغرب وفكرة العودة لبلده وأشياء أخرى.. كان للعمق مع رشيد يزمي هذا الحوار:

حدثنا عن التكريم والتتويج الأخير بدولة الكويت

أخبرت باختياري للتتويج من طرف رئيس مبادرة تكريم السيد ريكاردو كرم من مقره في بيروت في أبريل الماضي.

كنت جد سعيد باختيار اسمي من طرف هيئة عربية، توجت قبل ذلك من طرف ملك الأردن الراحل الحسين والرئيس الأمريكي Jimmy Carter و Bill Gates وقبلهم الكثير من الحكام والمقاولين والفنانين والمثقفين. وكان لي الشرف أن أصبح أول مغربي يفوز بجائزة “تكريم” في العلوم والتكنولوجيا.

كانت والدتك ترافقك في حفل التتويج.. حدثنا عن دورها في مسارك العلمي وما هي رسالتك لها ؟

حين زرت المغرب في شهر يوليوز الفارط، أخبرت عائلتي بالخبر وقدمت لهم دعوة لحضور حفل تتويجي بالكويت، وكانت والدتي أول من قبلت العرض، فرغم تقدمها في العمر، تحملت عناء السفر من المغرب إلى الكويت، كما حضرت أختاي نادية ووفاء وزوج اختي عبد السلام الازرق.

وبالنسبة لحضور والدتي فهو دليل على حبها واعتزازها بي، كما يمكن اعتباره رسالة للنساء المغربيات و الأمهات على وجه التحديد، اللواتي يبذلن قصارى جهدهن لمساندة فلذات كبدها حتى لو بلغت أعمار متقدمة.

حين ذكرت اسم أمي في الخطاب الذي ألقيته أثناء تتويجي، بدأ الحضور بالتصفيق، وهو ما جعلها سعيدة للغاية، وأيضا حين فاجأها صحفي كويتي بـ”الميكرو” لتقول بعض الكلمات في حقي، زادت سعادتها، فلم أرها أسعد من تلك اللحظات.

هل أنت راضي على مستوى التعليم والبحث العلمي في المغرب ؟

المغرب بدأ من الأسفل و هو يتقدم شيئا فشيئا، فطوال عقود بعد الاستقلال لم يكن هناك اهتمام بالبحث ولا بالتعليم، لكن الأمور تتحسن الآن وأنا متفائل بمستقبل البحث العلمي والتعليم العالي.

صحيح أنه من الصعب إصلاح النظام الحالي ربما لدوافع مادية أو نفسية، لكن يجب أن نفعل.

البحث العلمي أصبح سوقا عالميا مزدهرا ومهما، فالجامعات تبحث عن أجود العلماء و المختصين في الميدان الذي تريد تطويره. و لا يهمها في ذلك لا هوية الباحث ولا جنسه ولا جنسيته، وبطبيعة الحال تقدم له مغريات كثيرة بغية توظيفه.

في جامعات سنغافورة مثلا، أكثر من 30% من الأساتذة أجانب.. هل هذا ممكن في المغرب؟ لا أظن مع الأسف، لذلك يجب تغيير بعض العقليات لكي يتمكن المغرب من دخول السوق العالمية للبحث العلمي وهذا ما أتمنى أن أراه يوما إن شاء الله.

هل تفكر في العودة والاستقرار بشكل دائم في المغرب ؟

عمري الآن 65 سنة، ولا زالت لدي بعض المشاريع في المغرب أرغب في تنفيذها وتحقيقها ولكن كما يقال اليد الواحدة لا تصفق.. لكنني وما دمت أملك الصحة والإرادة، سأحاول بذل كل الجهد لتحقيق مشاريعي الصناعية في بلدي.

ما هي رسالتك للطلاب والباحثين والمبتكرين المغاربة الذين يعتبرونك قدوتهم ؟

أقول لهم إن الطريق الوحيد للنجاح هو العمل و العمل و العمل ثم المثابرة و الصدق و النزاهة وليس هناك شيء اسمه الحظ.

الشباب المغربي والمغاربي يتميز بابتكاره و خياله وإذا زدنا على ذلك الحلم بحياة أفضل فقد سرنا نصف الطريق نحو النجاح.

بعد كل هذه السنوات .. هل أخذ رشيد اليزمي حقه ؟
انا لا اطلب اي حق.. كل ما أنجزته في حياتي كان نتيجة عمل و اجتهاد وصبر و ايمان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *