مجتمع

اختطفوه وعذبوه بوحشية.. والد طفل زاكورة يحكي لـ”العمق” القصة الكاملة

لا تزال جماعة تغبالت بإقليم زاكورة، تعيش على وقع حادثة الاختطاف المرعبة والتعذيب الوحشي الذي كان ضحيته الطفل “خ، هـ” ذو الـ11 ربيعا، بتاريخ 11 نونبر الجاري، قبل أن يعثر عليه بعض شباب الدوار مغمى عليه ومكبل اليدين، وعلامات التعذيب بادية على وجهه.

جريدة “العمق” اتصلت بالحسين الهاشمي، والد الطفل المذكور، لتسليط الضوء على هذه الحادثة المؤلمة التي اهتز لها الرأي العام الوطني، ووصل صداها إلى قبة برلمان حيث تقدم نائبان برلمانيان عن إقليم زاكورة بسؤالين حول القضية لكل من وزير الداخلية، ووزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان.

وقال الهاشمي، إن ابنه “خ”، قد استفاق بعد 17 يوما من دخوله في غيبوبة، غير أنه لا يزال في مصلحة الإنعاش لا يتحرك ولا يتكلم، مضيفا أن تقرير الطبيب أكد أنه لم يتعرض للاغتصاب، بل أصيب فقط على مستوى الوجه واليدين، حيث تلقى لكمات قوية أحدثت أضرارا كبيرة على محياه.

وعن ظروف وحيثيات اختطاف وتعذيب فلذة كبده، يروي الهاشمي والألم يعتصره: أن ابنه خرج في صباح يوم السبت 11 نونبر الجاري، للعب كرة القدم مع أقرانه بدوار “أيت مناد”، غير أنه لم يعد للمنزل، “وكنا نظنه قد ذهب لمنزل عائلة أحد أصدقائه، قبل أن يطول غيابه ونبدأ في البحث عنه بمعية عدد من أفراد الدوار” .

المتحدث، الذي بدت من صوته علامات التأثر البالغ، قال إن مجموعة من الشباب عثروا عليه في منطقة خلاء تبعد بحوالي كيلومتر عن الدوار في حدود الساعة الحادية عشر صباحا، مدرجا في دمائه ومكبل اليدين، ولا يتحرك، مضيفا أنه فضل الاتصال أولا برجال الدرك الملكي من أجل أن يعاينوا ما حدث لابنه بعد أن فطن إلى أن ما تعرض له جريمة مدبرة، ليتم بعد ذلك نقله إلى المستشفى.

وأضاف والد الطفل “خ”، أن أحد المتهمين والذي يبلغ من العمر 16 سنة وينتمي إلى نفس الدوار هو من قام باستدراجه، قبل أن يقوم متهم آخر في عقده الثالث، بتكبيله وحمله على أكتافه لمسافة كيلومتر عن الدوار وينفذ جريمته في حقه، حيث وجه لكمات قوية إلى وجهه ورأسه،وتركه في الخلاء، بعد أن سحله مسافة 70 مترا”.

وأردف، أنه جرى نقل ابنه إلى المستشفى الإقليمي بزاكورة، قبل أن يقرر الطاقم الطبي، إرساله إلى مستشفى ورزازات حيث تم إخضاعه للفحص بجهاز “سكانير”، وتبين أنه مصاب على مستوى الرأس غير أن الأطباء أكدوا أن إصابته لا تحتاج لعملية جراحية، مضيفا أنه استفاق من غيبوبته التي دخلها منذ 17 يوما، ولا يزال يرقد بمصلحة الإنعاش دون حركة.

وبحسب، الحسين الهاشمي، فأحد المتهمين البالغ من العمر 16 سنة قام بتسليم نفسه لعناصر الدرك الملكي، وأكد لهم أنه نفذ الجريمة بمعية شخص آخر من أبناء الدوار متزوج وله أبناء، والذي لاذ بالفرار، حيث صدرت في حقه مذكرة بحث وطنية.

وأوضح قائلا: “المتهم اعترف خلال التحقيق معه بتنفيذه الجريمة وذلك انتقاما مني لأن ابنتي التي تتابع دراستها بالإعدادي رفضت الزواج منه، بحسب ما يزعمه، واختار الانتقام منها باختطاف شقيقها وتعذيبه”، مضيفا أن الفتاة نفت خلال الاستماع إليها من طرف عناصر الدرك أن تكون على أية صلة به.

وأبدى الهاشمي شكوكه حول وجود طرف آخر أوعز للمتهم بالقيام بالجريمة بمقابل مادي، مضيفا أن على السلطات أن تبحث عن الفاعل الحقيقي لأن ما يزعمه المتهم من أن قيامه بالجريمة كان بدافع الانتقام بسبب فتاة لا يقبله عقل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *