منتدى العمق

نريد أما تبني أجيالا

تتعالى الأصوات وتنطلق الدعوات من حين لآخر مطالبة بتحرير المرأة ومنحها حقوقها ومساواتها بالرجل، وإخراجها من بيتها بعذر وبدون عذر، وفرضت أنظمة عديدة من الجامعات والمعاهد قوانين تنص على الاختلاط بين الجنسين في المؤسسات التعليمية بمختلف مراحلها، ناهيك عن الضغط المتواصل من قبل بعض الدوائر في الغرب لتعزيز حضور المرأة في المجال السياسي وتشجيع مشاركتها في الرياضة والفن وتقديم البرامج وترويج السلع….

وللأسف الشديد استطاعت هذه الأصوات والهجمات المنظمة أن تؤثر في بناتنا وأخواتنا فخلقت لهن هموما من عدم وملأت رؤوسهن بالأوهام والأفكار المشوشة يصبحن عليها ويمسين فاختلط الحق بالباطل وغصن في الشبهات، ووسائل الإعلام تحيط بأسماعهن وأبصارهن فكانت الإصابة فادحة مؤلمة وأثرها جلي على النفوس والقلوب. من هذا المنطلق فإني وبصفي كإنسان مسلم عربي أدعو إلى الوقوف وقفة جادة لتدارك الموقف وتصحيح المسار قبل فوات الأوان وعض أنامل الندم والحسرة.

وهنا أنبه إلى أن إعداد وتكوين الأم المثالية يعتبر من أهم المشاريع الناجحة إسلاميا في هذا الزمان الشائك، ومن هذا المنطلق يجب أن تبدأ مسيرة التربية والتعليم من السنة وأن يركز الأبوان على التأصيل الشرعي والتأسيس الخلقي والتعليم النوعي والأدب الاجتماعي وأن تسهم وبدور فعال المؤسسات الإسلامية والمراكز الدعوية والمساجد من خلال محو الأمية ومعاهد التعليم العتيق في تعميق الفهم الصحيح والمتزن للإسلام وذلك لإعداد فتاة قادرة على بناء البيت المسلم وتحمل متاعب الحياة والصبر في تربية الأبناء وتخريج جيل صالح يؤسس لمجتمع سوي مستمسك بعرى دينه راق في أخلاقه وتعامله وسلوكه، منفتح على علوم عصره، متطلع إلى مستقبل أفضل.

فوالله إنه لنصر كبير وفتح مبين وأجر عظيم حين نصنع مثل هؤلاء الأمهات المجاهدات المجتهدات النادرات، عندما تتحقق أهدافنا النبيلة وغاياتنا الكبرى المتمثلة في بناء جيل راسخ الهوية قوي المبادئ يكون وسام شرف وتاجا من ذهب نرفعه على رؤوسنا جميعا، فكما يقول حافظ إبراهيم في أبياته المشهورة:

الأم مدرسة إذا أعددتها $ أعددت شعبا طيب الأعراق
الأم روض إن تعهده الحيا $ بالري أورق أيما إيراق
الأم أستاذ الأساتذة الألى $ شغلت مآثرهم مدى الآفاق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *