سياسة

استفزازات البوليساريو: الأمم المتحدة ترد على رسالة المغرب

الأمين العام للأمم المتحدة

ردت الأمم المتحدة على لسان المتحدث باسم الأمين العام، “ستيفان دوجاريك”، على الرسالة التي وجهها السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، باسم الحكومة المغربية، بشأن ” تمعن “البوليساريو” في انتهاكاتها واستفزازاتها في المنطقة العازلة في الكركرات، وكذلك شرق منظومة الدفاع في الصحراء المغربية”.

وأكد “ستيفان دوجاريك”، في ندوة صحفية، أمس السبت، إن الأمم المتحدة تلقت رسالة من المغرب حول انتهاكات لوقف إطلاق النار والاتفاقات ذات الصلة المبرمة في الصحراء، مضيفا بقوله: “كما تعلمون هناك إجراءات متبعة لتقييم هذه الادعاءات من قبل بعثة الأمم المتحدة”.

وأضاف أنه “استنادا إلى مهام الرصد والمراقبة المحايدة التي يقوم بها زملاؤنا في الصحراء، فقد كانت بعثة المينورسو حاضرة خلال هاتين الحالتين التي أبلغ بهما المغرب، ولم تلاحظ أي شيء يمكن أن يشكل انتهاكا لأحكام الاتفاقيات السارية”.

وأوضح المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن الحوادث التي يتم تحديديها على أنها انتهاك للاتفاقيات السارية مع الأطراف يتم اتخاذ إجراء فوري بشأنها للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار، مضيفا أن هذه الانتهاكات يتم إبلاغ مجلس الأمن بها أيضا لتضمينها في تقاريره.

وأطلع المغرب، الخميس، مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة على انتهاكات واستفزازات “البوليساريو” في المنطقة العازلة بالكركرات، وكذلك شرق منظومة الدفاع في الصحراء المغربية.

وجاء في الرسالتين اللتين وجههما السفير، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، الى مجلس الأمن وأمين عام الأمم المتحدة، “باسم حكومة المملكة المغربية، أود أن أنهي إلى علمكم أن “البوليساريو” تمعن في انتهاكاتها واستفزازاتها في المنطقة العازلة في الكركرات، وكذلك شرق منظومة الدفاع في الصحراء المغربية”.

وأثار المغرب من خلال الأدلة والصور الداعمة انتباه أعضاء مجلس الأمن وكذا الأمين العام للأمم المتحدة إلى الانتهاكات الثلاثة التالية:

– في 6 يناير 2019، نظمت الميليشيات المسلحة التابعة لـ “البوليساريو” مناورات عسكرية وتمرينات قتالية، بواسطة معدات ثقيلة وذخيرة حية في بلدة مهيريز شرق منظومة الدفاع في الصحراء المغربية.

– في 7 يناير 2019، شرعت “جبهة البوليساريو” في نقل “بنية إدارية” مزعومة إلى بلدة مهيريز نفسها. – في 8 يناير 2019، نشرت “البوليساريو” مركبتين عسكريتين في المنطقة العازلة للكركرات”.

وكانت جبهة البوليساريو، قد أقدمت الأحد الماضي، على القيام بمناورات عسكرية استفزازية في الناحية العسكرية الرابعة بمنطقة “أمهيريز” التي تسميها الجبهة بـ”الأراضي المحررة”، بحضور الأمين العام للجبهة الانفصالية إبراهيم غالي، وأعضاء ما يسمى بـ”الحكومة والأمانة الوطنية ووفود من المؤسسات الوطنية ومن المناطق المحتلة”.

ولم تقف استفزازات البوليساريو عند هذا الحد، حيث أفادت وكالة أنباء البوليساريو أن الأمين العام للجبهة الانفصالية إبراهيم غالي “دشن مجمعا إداريا بالناحية العسكرية الرابعة”، مشيرة أن هذا “المجمع الإداري يضم مقرا للإدارات الجهوية للمديريات الجهوية التابعة للناحية (الأفراد، الأمن، الإمداد، الإشارة، الصحة، المحافظة)”.

وتعليقا على هذه الاستفزازات، قال عبد الفتاح الفاتيحي الخبير في شؤون منطقة الصحراء والساحل، في تصريح لجريدة “العمق”، إن “هذه المناورات مرفوضة وتعارض مقتضيات القرارات الأخيرين لمجلس الأمن الدولي والذي قال إن المناطق المعزولة لا يجب أن لا تكون محط تحرك كيفما كان نوعه تفاديا لأي توثر في المنطقة”.

وبحسب الفاتيحي فإن هذه الاستفزازات تضع “المغرب في موقف قوة ويعزز موقعه التفاوضي لاسيما في خلق أجواء الثقة التي يمكن أن تكون الأساس من أجل إيجاد المفاوضات والتي تدمرها الجبهة بهذه الأفعال المنافية لمبادئ القانون الدولي وخاصة القرار الأخير لمجلس الأمن 24.40”.

وشدد الفاتيحي أن “ما قامت به جبهة البوليساريو فيه رسائل إما أنها لا تريد الذهاب بعيدا في المفاوضات خاصة بعد انتهاء المائدة المستديرة بجنيف والتي كرست أساسا النقاش بخصوص الواقعية والمشاريع التنموية التي يمكن أن تستفيد منها المنطقة ككل ولاسيما الدول التي حضرت النقاش”، مضيفا أن “قضية الصحراء ليست قضية نزاع وجودي وسياسي كما كان تاريخيا لكن أصبحت قضية ذات بعد استراتيجي”.

وفسر المتحدث، استفزازات البوليساريو بأن هذه الأخيرة “حينما تحس بأنها قد انفلت ترافعها من أجل إيجاد دويلة هناك، تبدأ في القيام بهذه الأعمال التي هي مرفوضة وفيها عدم الانصياع لقرارات مجلس الأمن الدولي الذي أشار بالحرف إلى ضرورة الانسحاب التام والكامل من تلك المناطق”.

وتابع أن البوليساريو “تعود اليوم لاستعمال الذخيرة الحية وتقوم بهذا بالموازاة مع مرور رالي موناكو داكار وهذا فيه تهديد لسلامة المشاركين وتهديد لأكبر سباق دولي تشارك فيه عدد كبير من الدول”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *