مجتمع

أطباء بالشمال: المستشفيات تعمل بالقدرة الإلهية وتبرعات المحسنين (صور)

وجه أطباء بالقطاع العام في إقليمي تطوان والمضيق-الفنيدق-مرتيل، “نداء استغاثة من أجل إنقاذ القطاع الصحي من السكتة القلبية”، معلنين خوض حداد عام إلى حين تدخل وزارة الصحة والحكومة لحل مشكلة الخصاص الحاد في الموارد البشرية والمستلزمات الطبية.

جاء ذلك في وقفة احتجاجية داخل المستشفى الإقليمي سانية الرمل بمدينة تطوان، زوال اليوم الأربعاء، شارك فيها أطباء بإقليمي تطوان والمضيق-الفنيدق، بدعوة من النقابة المستقلة لأطباء القطاع العامة.

الأطباء غيَّروا أثناء الوقفة وزراتهم البيضاء بأخرى سوداء، معلنين الاستمرار في لبس السواد إلى حين الاستجابة لمطالبهم، وذلك ضمن ما أسموه بـ”موسم الحداد” تعبيرا عن “الوضعية الكارثية لقطاع الصحة” بالبلد، وفق تعبيرهم.

يأتي ذلك بعدما قررت النقابة المستقلة لأطباء القطاع العامة، جعل 2019 سنة الاحتجاج، معلنة خوض مجموعة من الوقفات والمسيرات والإضرابات والمقاطعات بمختلف المستشفيات العمومية والمراكز الصحبة بالبلد، وهددت بتقديم مزيد من الاستقالات الجماعية وتفعيل خطوة الهجرة الجماعية للأطباء.

الكاتب الإقليمي للنقابة المذكور بإقليم تطوان، أحمد القايدي، قال في كلمة له خلال الوقفة، إن المستشفيات العمومية بالمغرب “لا تزال مستمرة في العمل بالقدرة الإلهية وتبرعات المحسنين”، مشيرا إلى أن مساهمات المتبرعين لم تعد تكفي لأداء مصاريف الممرضين والدواء.

واعتبر أنه في حالة “عدم تدخل الوزارة الوصية والحكومة للقيام بدورها في توفير الوسائل الضرورية لتقديم العلاجات للمرضى، فإن المؤسسات الصحية بالبلد ستبقى عبارة عن أنقاض وجدران لا حياة فيها”، لافتا إلى أن “هذا الوضع سيقودنا إلى أداء صلاة الجنازة على القطاع”، على حد وصفه.

وتابع قوله: “غيَّرنا الوزرة البيضاء إلى السوداء، لنعبر عن حداد سنعيشه في قطاع الصحة إلى حين تغيير الأوضاع من طرف الوزارة، ووقف سياسة رفع يد الدولة عن القطاعات الاجتماعية، ومنها قطاع الصحة، لأن هذه السياسة لا تخدم الشعب بتاتا”.

وبخصوص وضعية المستشفيات العمومية بإقليمي تطوان والمضيق-الفنيدق، أوضح القايدي أن هناك “خصاصا حادا وانعدام أغلب المستلزمات الطبية والأدوية، بما فيها الأدوية الاستعجالية”، لافتا إلى أن هناك أدوية “انقرضت بشكل نهائي، مثل دواء الكاردينال الخاص بأصحاب الأزمات المفاجئة”.

الطبيب بقسم الإنعاش والتخدير، أردف بالقول إنه “حينما يأتي مريض فاجأته أزمة ما، نضطر إلى أن نطلب من أسرته شراء دواء الكاردينال من الصيدليات، ولا يجدونه أيضا، خاصة خلال ساعات الليل، وهو ما يجعل تهمة الإهمال تلقى على الأطباء وليس على الوزارة الوصية”.

أما الأدوية الأخرى، يضيف المتحدث، “فلم نعد نتحدث عنها، خاصة في ظل الارتفاع الكبير لطلبات الاستشفاء، علما أن الإقبال على قسم المستعجلات بمستشفى سانية الرمل فاق الطاقة الاستعابية لهذا القسم”، حسب قوله.

وفي تصريح لجريدة “العمق”، قال الدكتور القايدي إن الوضع الحالي للقطاع الصحي “أصبح لا يطاق ولا يحفظ كرامة الطبيب ولا المريض، في ظل الخصاص المهول والحاد للموارد البشرية والأدوية والمستلزمات الطبية”.

وأشار إلى أن “هذه الحالة دفعت العديد من الأطر الطبية إلى تقديم استقالاتهم إداريا أو عن طريق المحاكم، وهو ما يزيد من تأزيم الوضع”، معتبرا أن “السياسة الترقيعية للإدارة في سد الخصاص أصبحت متجاوزة، والخصاص جد مهول بجميع الأقسام، خاصة بالأقسام الحيوية كالمستعجلات والقسم الجراحي وقسم الأطفال”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *