الأسرة

تعرف على الآثار الخمس للشجار في المنزل على الأطفال

الرباط – خالد أبجيك

يعتبر الآباء قدوة لأطفالهم، لهذا يجب عليهم أن يتعلموا كيفية حل النزاعات بطريقة سلمية ومتحضرة وإلا سيتعلم الأطفال أن يكونوا عنيفين أو عدوانيين أو خائفين في حياتهم اليومية.

بغض النظر عن مدى سعداتك ونضوج علاقتك، ستكون هناك دائما مشاجرات ولحظات صعبة في المنزل. لكن في بعض الأحيان، قد تنسى أن طفلك موجودين ويمكن أن يكون لهم تداعيات خطيرة، سلبية على نموهم.

لهذا السبب نريد اليوم أن نشارك خمسة من الآثار التي يمكن أن يحدثها الشجار في المنزل على الأطفال، والتي أوردها موقع “ستيب توهيلث”.

العنف المنزلي وآثاره

وفقا لليونيسيف، فإن العائلة هي أهم مؤسسة اجتماعية لتربية وتعليم وحماية أفرادها. ولكن بسبب ضعف التواصل أو الإدارة العاطفية، فإن الشجارات بين الوالدين يمكن أن تتحول إلى صراعات خطيرة لا تؤذيهم فحسب، بل أيضا أطفالهم.

وبحسب متخصصين، فإن الأطفال في جميع أنحاء العالم هم أكثر عرضة لخطر العنف في بيئتهم المنزلية أكثر من أي مكان آخر.

وقد يعتقد الوالدين أن شجاراتهم لا تؤثر على أطفالهم، لكن الحقيقة هي أن المعارك بين الوالدين، سواء كانت لفظية أو جسدية هي جزء من العنف المنزلي. لهذا السبب، من الشائع أن تكون للشجارات في المنزل تأثير مباشر أو غير مباشر على الأطفال.

أثر المشاجرات في المنزل على الأطفال

يمكن لعوامل مختلفة تشكيل العلاقات الأسرية. قد تكون اجتماعية أو عاطفية أو سلوكية أو حتى بنيوية.

هذه العوامل ممكن أن تتعدل من خلال العنف البدني أو العاطفي في المنزل أو من خلال استخدام القوة عندما يصبح أي شكل من الأشكال العدوان المتعمد أو غير المتعمد أداة شائعة لمحاولة حل المشاكل.

هذا يجعل جميع أفراد الأسرة يعتقدون أن العنف طبيعي، مما سيؤثر على كل جانب من جوانب حياتك، خاصة أطفالك الذين يفتقرون إلى القدرة على طرح الأسئلة ، أو النقد، أو تغيير وضعهم.

وهذه أهم تأثيرات مشاجرات الوالدين على الأطفال.

1- الآثار المادية
الصراعات داخل المنزل يمكن أن تتجلى جسديا لدى أطفالك. قد تتطور ببطء شديد، حيث يمكن لطفلك أن يعاني من مشاكل النوم، أو اضطرابات الأكل، أو الأمراض النفسية الجسدية، إلى غير ذلك، والقائمة طويلة.

2- التأثيرات العاطفية
من المهم الإشارة إلى أن الأطفال ليس لديهم إطار مرجعي آخر غير آبائهم. لهذا قد يصارعون لفهم انفعالاتهم في المنزل حيث الشجار هو القاعدة.

قد يكون من الصعب على الأطفال إدارة الإحباط أو الغضب، لهذا يعبرون عن أنفسهم من خلال العدوان. وهذا يسبب السلوك العنيف، إما تجاه الآخرين أو أنفسهم.

قد يشعرون أيضا بالعجز عند مواجهة هذه الصدمة. وهذا يمكن أن يؤدي بهم إلى الانسحاب عن الآخرين بسبب القلق والخوف.

3- الآثار الاجتماعية
تأثير آخر للشجار في المنزل هو أن طفلك قد يفقد قدرته على التواصل بشكل جيد وإقامة صداقات أو علاقات وثيقة أخرى مع الناس.

هذا، لأنهم يخافون من مواجهة الصدمة مرة أخرى، ويستخدمون سلوكيات الإبطال لمنعهم من الشعور بأشياء تربطهم بذكريات عنيفة. وقد تتطور أيضا إلى غياب التعاطف، أو الانفصال، أو العدوان، أو الانخراط في السلوك الإجرامي.

4- التأثيرات المعرفية
الأطفال الذين يشاهدون والديهم يتشجارون يجدون صعوبة في التركيز. كما قد يكون من الصعب عليهم الانتباه، مما يؤثر على أدائهم الأكاديمي وتطورهم.

ومن الممكن، أيضا، بالنسبة لهم تطوير سلوكيات فصامية. وهو آلية دفاع يحاول من خلالها أن ينأوا بأنفسهم عن الواقع للحد من الصراع والتوتر.

يعتبر هذا اضطرابا لأنه يمكن أن يغير من وعيك وهويتك وذاكرتك وتصورك لما يحدث من حولك.

5- تقدير الذات
لأنهم لا يزالون في طور النمو، قد يشكل الأطفال مشاعر سلبية حول أنفسهم. وقد يعتقدون أنهم مذنبين أو مسؤولين عن شجار والديهم.

هذا غالبا ما يؤدي إلى تدني احترام الذات والاكتئاب والقلق.

وفي الأخير، يمكن القول إن العنف الأسري يرتبط بشكل مباشر بالأذى والسلوك العدواني وغير الحساس بين الأطفال عندما يكونون صغارا، وكذلك في مرحلة لاحقة من حياتهم. إذا لم يتم التعامل مع هذه المشكلة في الوقت المناسب، فإنها يمكن أن تصبح تهديدا ليس فقط لصحة الأطفال، ولكن أيضا على المجتمع.

وبصفتكم آباء، عليكم تحمل مسؤولية تصرفاتكم الخاصة وإدارتها بأفضل طريقة ممكنة. حتى إذا مررتم بحياة صعبة أو كانت ذكريات عائلتكم محملة بالعنف أو الإساءة، فإنكم لا تحتاجون إلى تمرير هذا إلى أطفالكم.

حاولوا تغيير هذه الأنماط السامة، وحلوا مشاكل علاقتكم بطريقة مدنية ومحبة. إذا كان الأمر صعبا للغاية، فحاولوا العمل بالاستعانة بمعالجين.

تعتبر صحة أطفالكم وعافيتهم أمرا حيويا، تأكدوا من أنهم سعداء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *