منتدى العمق

“الأستاذ المعجزة” بين نارين ..

“كاد المعلم أن يكون رسولا”, لكن سرعان ما حقق الإختلاف عن الزملاء الأخرين أصبح معجزة على لسان كل التلاميذ الذين عادوا من بعيد وحققوا نتائج جد إيجابية جعلت من ” مهدي منيار” أو المعجزة كما يلقبه المعجبون من أشهر التربويين وطنيا وحتى عربيا بحكم إستغلاله الجيد للمواقع الإجتماعية ونشر أشرطة الفيديو وهو يلقن الدروس أمام ألاف التلاميذ والكل يصمت عند كلامه ويجيب عند الضرورة.

لماذا يا ترى تم إغلاق المعاهد الخاصة لهذا الشخص ؟ وهل فعلا بسبب الرخصة ؟ وإن كانت فعلا لماذا لم تغلق باقي المعاهد الأخرى والمؤسسات الخاصة والصيدليات والمحلات وكل مكان يستغل بدون ترخيص ؟ ولماذا في هذا الوقت بالذات ؟ … الإشكاليات لن تنتهي والإجابة مفقودة على لسان كل من يرغب في الإجابة لكن لسانه يعجز عن إيجاد سبب للمعجزة الذي أبكى لأمهات وأولياء لأمور فرحا عند النتائج وأبكى أيضا من فرحوا حزنا عند إغلاق معاهده ليبقى في الأخير معلق في كيان وزاري أمر بالإغلاق فتأت ذلك دون رفض.

وبعد هذه الفاجعة حملات فيسبوكية تطالب الجهات المعنية بالتدخل العاجل لإيجاد حل سريع وتلاميذ يواصلون لإحتجاج أمام المراكز المتخصصة للدعم والتقويم والمهدي يدق ناقوس الخطر تحت شعار “نموت ومنخليش تلاميذ ديالي إضيعوا”, وهو الذي جعل لإختلاف حليفه بحكم أسلوبه الخاص وحسن معاملته مع التلاميذ والإنسجام الظاهر معهم ليصل لأمر إلى التحفيز من أجل الحفظ بمبالغ مهمة وصلت إلى أربعة ملايين سنتيم.

على بعد أربعة أشهر تقريبا من الإمتحان الوطني يسقط “منيار” بمعية تلاميذه في فخ الترخيص الوهمي الذي رماهم مكرهين في الشارع دون مأوى ولا ضالة تحميهم من هواء القرار الجارف الذي صدر في حق المغاربة وكل المتعاطفين وليس في حق المعجزة وحده.

لا أحد ينكر ان هناك أطر تربوية بكفاءات عالية تفشل في السيطرة على 40 تلميذ في القسم فكيف بهذا الشاب الذي يضبط المئات وثارة الألاف، لكن واقعيين ونعطي لكل ذي حق حقه أن “المعجزة” يستحق التشجيع وليس تنكر الجميل كما وقع.

حسب ما جاء على لسان المهدي منيان أن بعض المحسوبين على الوزارة سالفة الذكر قاله له بالحرف الواحد ” إلا نجح كلشي شكون أيجمع زبل و بناي و بلومبي” وكأن البكالوريا في المغرب تساوي التشغيل المباشر في أعلا المناصب.

كيف حالك يا وطني وحتى إن طاردتني فأنا لك وأنت لي..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *