أدب وفنون، حوارات

أخصائية نفسية: البيغ احتقر المرأة واستغل أسماء الضحايا للركوب على الموجة

أثار الفيديو كليب الجديد لمغني الراب المغربي توفيق حازب جدلا واسعا، مما قسم رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إلى من اعتبره كليبا بعيدا عن ثقافة المغاربة ويتضمن مشاهد جنسية صريحة، فيما اعتبره آخرون عميقا ويسلط الضوء على “النفاق المجمتعي” الذي يعيشه بعض المغاربة.

جريدة العمق حاورت إيمان حادوش، أخصائية سلوك ومرافقة نفسية وعضوة دائمة في حملة المرأة العربية لتحليل مضامين الكليب ورسائله.

ما هو تقييمك للفيديو كليب بشكل عام؟

الفيديو كليب يجمع بين الإيحاءات الجنسية و العنف، واللذان لا يناسبان الجمهور الناشيء.
لا إعتراض لدي على عرضه للفئة العمرية المناسبة، لكني أعترض على كونه غير مصنف ضمن المحتوى الخاص بالبالغين، خصوصا أن اليوتيوب مفتوح و متاح للجميع و جمهور الراب عموما هم المراهقين.

هل يمكن اعتبار الفيديو كليب مدافعا عن المرأة أم مسيئا لها ؟

الفيديو منذ البداية إلى النهاية، إساءة واضحة و تحقير و تشييء للمرأة، بل هو ملخص لكل ما تحاول الحركات المدافعة عن حقوق المرأة و مقاربة النوع، محاربته.
أين هو الدفاع عن المرأة في فيديو، صورت فيه المرأة بملابس داخلية، مقيدة على سرير بخيوط من حرير، قبل أن يتم ذبحها؟ ناهيك عن الكلمات التي تنعتها بالفاجرة، وتتباهى بمضاجعة صديقتها.

الفيديو ملحمة إسفاف و هتك واضح لصورة المرأة و حقوقها.

ما تعليقك على الإشارة لبعض الضحايا في آخر الفيديو كليب؟

بالنسبة لأسماء الضحايا الواردة في آخر الفيديو، يمكن وصف الأمر بكلمتين: صفاقة و وقاحة.
أن يجرؤ المغني على وضع أسماء ارتبطت بتراجيديات، على فيديو بذلك الانحطاط، يؤكد أنه غير مدرك نهائيا لمدى أهمية القضية، و هو حتى لم يكلف نفسه عناء البحث عن إسم ضحية إفران، ليكتب إسمها كاملا.

من الواضح أن البيغ بعد أن بهت صيته، حاول إثارة ضجة، أولا بخلق ملاسنات و تراشق مع مغنيين آخرين، ليجذب إليه جمهورهم. قبل أن يركب على موجة ” الكلاش” ليطلق أغنيته الجديدة. لكنه ارتكب خطأ فادحا، حين حاول الركوب على موجتين دفعة واحدة، موجة ” الكلاش” و موجة ” الدفاع عن النساء ضحايا العنف” فحتى متخصصي الركمجة، لا يركبون على موجتين دفعة واحدة.

هناك اخرون وصفوا الكليب بأنه “عميق” ويحمل رسائل نبيلة.. ما تعليقك ؟

عن أي عمق يتحدثون؟ و أي عمق في إستعراض امرأة مقيدة على فراش قبل ذبحها؟ مع خلط واضح لمفاهيم نفسية مختلفة، لا يمكن وضعها في نفس الخانة؟ الإساءة لم تكن فقط إساءة للنساء، بل للمصابين بالشيزوفرانيا، حيث صورهم السيد العميق على أنهم مجرمين قتلة.

العمق هو أن نعالج قضية ما، بشكل “عميق”، يعني بالتطرق لكل الجوانب الخفية و البحث عن جذور المشكل بكل تفاصيلها. و ليس أبدا عبر استعراض سخيف و سطحي لظاهرة معينة.

أي عمق في فيديو يحمل كل كليشيهات الراب الرديء المعتادة؟ و التي تتلخص في سيارة فارهة، فتاة أو عدة فتيات عاريات، سيجار، مشروبات وعنف بجميع أشكاله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *