سياسة، مجتمع

الفاسي: من أصل 32 مدينة عتيقة بالمغرب 14 فقط لها تصاميم التهيئة

كشف وزير إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، عبد الأحد الفاسي الفهري، عن وجود 14 مدينة فقط من أصل 32 مدينة عتيقة بالمغرب تتوفر على تصاميم التهيئة ورد الاعتبار المصادق عليها.

ونبه الفاسي إلى ظهور عدة إشكاليات في المدن العتيقة ومنها بداية تراجع القيم والأنظمة الاجتماعية والاقتصادية، وتنامي الهشاشة الاجتماعية، علاوة على تزايد مضطرد لظاهرة المباني الآيلة للسقوط.

وسلط العرض الضوء على إشكاليات كصرة المتدخلين وعدم وجود تحديد واضح لمسؤوليات، وتعدد الأنظمة العقارية السائدة وتعقد وتشعب نظام الملكية، بالإضافة إلى تراجع الوظيفة السكنية مع تكاثر وانتشار عشوائي للأنشطة الاقتصادية.

تعدد المتدخلين

وسجل عرض للمسؤول الحكومي حول برامج تدخل الوزارة في المدن العتيقة”، بلوغ نسبة التغطية بتصاميم التهيئة 44 في المائة، فيما تبقى 18 مدينة عتيقة بدون تصاميم التهئية ورد الاعتبار المصادق عليها، بنسبة 56 في المائة.

ورصد الفاسي وجود عدة إكراهات تحول دون تعميم تصاميم التهئية والمواثيق المعمارية، منها تعدد المتدخلين وضعف انخراطهم في إعداد تصاميم التهيئة ورد الاعتبار، وصعوبة تجميع المعطيات وبرامج العمل القطاعية.

وزاد “غياب إطار تعاقدي متعدد السنوات، وضعف الميزانيات القطاعية المرصودة لتنفيذ المشاريع، وندرة مكاتب الدراسات المختصة في ميدان التراث، وتباين في التخطيط والبرمجة المتعددة السنوات لدى العديد من القطاعات.

وأفاد العرض أن المدن العتيقة الـ14 المشمولة بتصاميم التهيئة موجودة في كلميم، تزنيت، تارودانت، بني ملال، دمنات، مكناس، الرباط، سلا، القصر الكبير، العرائش، أصيلة، تازة، شفشاون، وجدة.

إشكالية التدخل

وأضاف عرض الوزير أن 7 تصاميم تهئية ورد الاعتبار موجودة في طور الانجاز، موضحا أن تلك المدن العتيقة موجودة مدن طنجة، أزمور، الجديدة، أسفي، فاس، البهاليل، وزان.

وأوضح العرض أن 10 تصاميم تهيئة ورد الاعتبار في طور البرمجة، مشيرا إلى أن تلك المدن العتيقة المستهدفة موجودة في تطوان، والصويرة، ومراكش، وقصبة تادلة، وأبي جعد، والدار البيضاء، وصفرو، وخنيفرة، ودبدو.

وسجل عرض وزير إعداد التراب الوطني والتعمير انجاز 12 ميثاق معماري ومشهدي بنسبة تغطية بلغت 38 في المائة، موضحا أن 9 مواثيق معمارية ومشهدية أخرى موجود في طور الإنجاز.

وعن أسباب عدم تعميم المواثيق المعمارية، أكد الوزير أن هنا عدة إكراهات ومنها صعوبة تعبئة المتدخلين لتنفيذ مقتضيات المواثيق في إطار تعاقدي، وضعف الميزانيات المخصصة للمشاريع المقترحة، وإلزامية تنفيذ مقتضيات المواثيق المعمارية.

مدن بلا استراتيجية

وبيّن العرض أن المغرب يتوفر على 32 مدينة عتيقة، تقطنها 750 ألف نسمة، لتشكل بذلك 2.2 في المائة من ساكنة المغرب، و3.6 في المائة من الساكنة الحضرية، وتضم 250 ألف بناية، و20 ألف مرفق عمومي.

وأظهر العرض أن المدن العتيقة يرتكز بها ما بين 10 و40 في المائة من الأنشطة الاقتصادية، في وقت تساهم الصناعة التقليدية داخل المدن العتيقة في تأمين 7 في المائة من الناتج الداخلي الخام، علاوة على 11 في المائة من الأنشطة السياحية.

وكشف العرض عن تخصيص 5.29 مليار درهم لمعالجة البنايات المهددة بالانهيار ما بين 2002 و2018 همت القيام بـ71 تدخلا في 21 مدينة عتيقة، بمساهمة من الوزارة قدرت بـ2.31 مليار درهم، واستهدفت 94782 أسرة.

واقترح عرض الوزير إعداد إستراتيجية وطنية للمحافظة ورد الاعتبار للمدن العتيقة، عبر إعطاء دينامية جديدة للمدن العتيقة داخل التكتلات الحضرية التي تنمي إليها، مع ضمان التقائية وانسجام التدخلات العمومية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *