منتدى العمق

وليد أيت حمو.. من رحم الجمعية إلى سماء باريس

نبذة عن مسار البطل الواعد

صحيح ان البدايات دائما ما تكون صعبة للغاية على أي شخص ؛ و لكن لكل طريقته في التغلب على هذه الصعاب و التقدم إلى الأمام ؛ فإذا كان البعض قد سلك اقصر الطرق نحو الأحلام و العكس صحيح أيضا ؛ فإن البطل الواعد وليد ايت حمو اختار ان يسلك طريقا يبدو في اختصاصه ان له بعد مسافاتي طويل و زمني قصير لتحقيق حلم أم الألعاب و الجري ورائه إلى الرمق الاخير و إلى أخرالأنفاس و ذلك ليمثل عائلته و قريته بل بلده احسن تمثيل .

وليد أيت حمو أو الجوهرة السوداء ؛ من مواليد 14/05/2002 بالجنوب الشرقي المغربي إقليم تغير قلعة مغونة جماعة أيت سدرات السهل الغربية أيت يحيا , درس في مدرسة زاوية مولاي عبد المالك بايت ريدي , و بعدها التحق بثانوية الإعدادية إمام مسلم بتيزي .

من هنا سيتحول وليد إلى حديث الساعة على ألسن المحليين بل أكثر من ذلك , إسم ظهر في أفق أم الألعاب ( العاب القوى ) من رحم جمعية أيت يحيا لألعاب القوى , حيث انه منذ سنة 2013 ظهرت طموحاته الرياضية و العاشقة لام الألعاب و حاول تجسيدها على ارض الواقع عبر مشاركاته المكثفة في الألعاب المدرسية سواء المحلية التابعة لإعدادية الإمام مسلم أو الإقليمية و الجهوية بتنغير أو الرشيدية و ما إلى ذلك , في ظل اللياقة البدنية العالية و الطموح القوي لهذا البطل الواعد شغل أنظار الجماهير و أيضا أنظار أساتذة التربية البدنية في المؤسسة ؛ و أولهم الأستاذ لحسن الكرسي أستاذ التربية البدنية بالإعدادية ذاتها و قد اتجه هذا الأستاذ مباشرة إلى استقطاب هذا الشاب الواعد إلى داخل و تأطير الجمعية الرياضية لألعاب القوى ايت ايحيا و قد نجحت في كسب رهان البطل الواعد و ألحقته بها سنة 2014 .

اتجه وليد لبسط السيطرة على جل الألقاب في العدو الريفي و في جميع المسافات التي يختص بها ككل , التحق بمركز تكوين العدائيين ( بمدينة خنيفرة و هو الآن يزاوج بين الجري و الدراسة بسلك الثالثة اعدادي )؛ بعد أن لفت أنظار كل المتتبعين له و نرصد لكم بعض الألقاب التي حققها :

تمكن من إرساء مكان له هناك بنجاح ؛ و تمكن من تحقيق المرتبة الثانية في بطولتي العدو الريفي في كل من الملتقى الفيدرالي بالجديدة و الفدرالي بالرباط . إضافة إلى انه ظفر بلقب بطل المغرب مسافة 2000 متر في بطولة المغرب لألعاب القوى بالرباط أيضا ثم حقق لقب وصيف بطل المغرب في العدو الريفي في البطولة المغربية بابن سليمان .

دعونا لا ندهب بعيدا عن هذه الفترة بالضبط حيث سافر البطل الواعد الى تونس للمشاركة في البطولة المغاربية لألعاب القوى و تمكن من ان يعود إلى المغرب بلقب المركز الثالث موسم 2016/2017 .

بعد هذه المحافل الرياضية الغنية التي حضي بها الجوهرة السوداء وليد , كانت الصعقة الكبرى التي تلقتها جماهير و عشاق هذا العداء خلال هذه الظرفية أنه أجرى عملية جراحية ستبعده لفترة عن ميادين أم الألعاب .

مع توالي الأسابيع و تعافي وليد ايت حمو من أثر العملية التي خضع لها ؛ صوب أنظاره نحو العدو الريفي الفيدرالي بابن جرير و حصل على المرتبة الخامسة هناك .

في حين وصل في المركز الثامن بفاس في البطولة الفيدرالية للعدو الريفي .رغم العياء البدني حلق بطلنا هذا إلى الديار التونسية للمرة الثانية و تمكن من الحصول على المرتبة الرابعة هذه المرة و ارجع معظم المتتبعين لصحة وليد سبب هذه المرتبة لكونه عائد من الإصابة ( العملية الجراحية ) ,

في ظل التجارب و النتائج المرضية التي خاضها و ما حققه العداء المقاتل محليا و خارجيا ؛ سنحت له الفرصة للتحليق عاليا مرة اخرى و هذه المرة ليس إلى تونس الشقيقة و إنما إلى الديار الاوروبية من بوابة باريس من خلال المشاركة في بطولة العالم للعدو الريفي المدرسي بباريس و تمكن من تحقيق نتائج باهرة نظرا لمشاركته الأولى هناك اد أنه حل بالمركز 24 وسط باريس.

افتتح وليد أيت حمو موسم 2018/2019 بنتائج جيدة للغاية بعد عودته من باريس فرنسا , حيث تمكن من احتلال الرتبة الأولى في كل من العدو الريفي الفيدرالي بخريبكة .

و تمكن من الدخول أولا في بطولة العدو الريفي بمراكش ؛ تم المرتبة الأولى من العدو الريفي الفيدرالي بالقنيطرة , و في الأخير المرتبة الأولى في العدو الريفي الفيدرالي بابن كرير .

كانت أخر التجارب الخارجية التي عاشها العداء المتميز وليد إلى حدود الساعة هي تجربة الصحراء الخليجية عبر المشاركة في البطولة العربية لاختراق الضحية بالأردن كمشاركة أولى له , حيث ظفر بالمركز الثاني هناك .

ان الرياضة قبل ان تكون ممارسة بدنية أو حركية فإنها ممارسة أخلاقية ؛ اي ان الرياضة اخلاق و هذا العداء الواعد تميز دائما و ابدا بروح المنافسة في الميادين و بالاحترام و الاخلاق العالية ثم فلسفة الرقي الاخلاقي و التواضع ؛ و هذا ليس تعاطفا معه و انما واقعه و نظرة الناس اليه هي التي جعلتنا نقول فيه هذا , و هذا ليس بغريب عليه طبعا كيف لا و هو يمتلك قدوة كبير و اب روحي غالي و محبوب الجماهير ومنقب المواهب ؛ انه المدرب لحسن الكرسي الذي وجد ضالته في هذا المجال منذ ان التحق بالإعدادية امام مسلم ( له الفضل في ظهور كل من عمر العايدي عضو فعال حاليا في الجمعية الرياضية لألعاب القوى ايت يحيا و جمال ايت وشن الذي انسحب مبكرا من الميادين لدواعي خاصة ثم حسناء اوبرام المقاتلة التي لا تستسلم في الميدان رغم المرض الذي اهلك صحتها مؤخرا , نتمنى لها الشفاء العاجل ان شاء الله … ) , و دون نسيان الجيل الحالي الذي هم في الطريق الصحيح في الجري وراء الحلم لما لا أن يكون حلم الأولمبيات ؛ و كل شيء ممكن يكفي الإمان بالقدرات و قليل من جانب المساعدة المادية .

سنعود في مناسبات قادمة إن شاء الله للحديث عن بقية الأبطال المحليين الذين تحدوا و لا يزالون يتحدون الصعوبات في ظل ما تعرفه المنطقة من عدم رد الجميل لمن يستحق () و أقصد هنا في الجانب الرياضي طبعا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *