مجتمع، ملف

هستيريا تلميذات كازا: القصة الكاملة لمشعوذ خيرهن بين “كفن أو قفل” (صور)

في زقاق هامشي بدرب السلطان عمالة الفداء بحي “ليهودي”، تقع ثانوية الإمام القسطلاني أمام بيوت هشة، اتخذ شباب عاطل عن العمل من زواياها متكئا لهم.

أصبح اسم الثانوية هذا الأسبوع متداولا على ألسنة المغاربة، الكل يتساءل عن سبب تعرض تلميذات “القسطلاني” لهستيريا صراخ، على إثر تداول مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، رجح الكثير من النشطاء فرضية “تناول التلميذات لمادة مخدرة”، بينما قال البعض الآخر إنهن “أصبن بالمس”.

سحر وخرافات رجل “السماوي”

رواية اتفق عليها تلاميذ المؤسسة التعليمية القسطلاني، قصة مثل تلك التي نشاهدها بالمسلسلات المغربية، تفيد أن الفتيات تعرضن لعملية تنويم بسبب قراءة كلام غريب على مستمع التلميذات من طرف أحد الرجال الذين يقومون “بخطف الأطفال للعثور على الكنز”.

“هل تختارين الكفن أم القفل” جملة كانت كفيلة بزرع الرعب وإدخال التلميذات في هستيريا الصراخ، حسب تصريحات التلميذات، أربعة منهن بدأن بالصراخ وسقطن وسط ساحة المؤسسة على الساعة 10h30 قبل أن تنظم إليهن خمس تلميذات، وتبدأ المجموعة كاملة بتمزيق ثيابهن وتعنيف كل من حاول الاقتراب منهن، والدخول في هلوسة والبوح بكلام غير منطقي.

من أمام باب المؤسسة التعليمية أكدت التلميذات في تصريح لجريدة “العمق”، أنهن تعرفن على الرجل الذي قام بقراءة كلام غريب على مسامعهن، فاقتادته الشرطة، لفتح تحقيق مفصل معه، قبل أن تخلي سبيله يوم الأربعاء، لعدم توفر أي دليل قاطع لاعتقاله، فضلا على تأكدها أنه غير ملم بأمور الرقية الشرعية، عكس ما جاء على لسان مدير المؤسسة أثناء التحقيق معه.

بيئة وأسر هشة
بعدما عمت الفوضى في المكان استعان مدير المؤسسة بخدمات طبيب من مركز صحي مجاور للمؤسسة، قول تؤكده رسالة نصية توصلت جريدة العمق بنسخة منها، قيل إنها من الطبيب الذي أستدعي من مركز مجاور للمؤسسة للكشف عن التلميذات، تقول الرسالة: “استدعانا مدير المؤسسة لمعاينة حالات مستعجلة، وعند قدومنا وجدنا التلميذات وهن في حالة هستيرية وبكاء وصراخ، قررنا عزل بعضهن لتهدئتهن، لكن الأمر كان جد صعب في البداية، وما زاد الأمر صعوبة، تصديق أسر التلميذات، تعرض بناتهن للسحر ، لتتعالى أصوات العائلات وتبدأت الأمهات باللطم والبكاء في مشهد مرعب”.

يضيف الطبيب في رسالته “عمت هستيريا الصراخ في الفناء الذي كان يتواجد فيه التلاميذ، الأمر الذي دفع بالمدير للاتصال بالشرطة وبالوقاية المدنية لحماية مؤسسته من الفوضى” يضيف الطبيب “بدأ وقت قصير لا يتجاوز ساعة زمن بدأ الهدوء يعم المكان وبدأت الفتيات بالهدوء، وذهبن برفقة أسرهن في حالة طبيعية بدون أي مضاعفات”.

تعليمات عليا تمنع المدير من التحدث:
وسط مجموعة تلاميذ تأخروا عن موعد الحصة وأقفل الباب في وجههم، يقف حارس البوابة وهو يمسك عصا وكأنه “جلاد فار من عهد قبيلة قريش”، يغلق الباب وهو يصرخ في وجه تلميذات لا يتخطى سنهن 15 سنة، يحاول جاهدا منعهن من الاقتراب من البوابة وينعت إحداهن بأبشع الأوصاف.

في محاولة لتسلل من وسط التلاميذ الواقفين عند الباب، والدخول لمقر المؤسسة التعليمية لمقابلة مديرها تعترض طريقي حارسة عامة، قبل التعريف بنفسي ترفع صوتها وتبدأ بالصراخ “لا يمكنك الحديث معه، أعطانا تعليمات بعدم استقبال أي صحافي، لماذا تحاولون النبش في قضية ليست لدينا أي علاقة بها؟، سمعة هذه المؤسسة جيدة جدا لولا حادث الهستيريا المفتعل من طرف تلك المراهقات، لقد شوهوا وبمؤسستنا ولطخوا بسمعتنا في الأرض”.

أتجاهل حديثها وأحاول إقناعها بضرورة لقاء المدير أستمر في التوجه إلى مكتبه الموجود في زاوية مبنى الثانوية، أخيرا يظهر المدير في مكتبه ينظر إلى وكأنه رأى شبحا قادما من عالم آخر ويقول: “من أنت؟” لا شيء سيقال بعد البلاغ الذي صدر عن المديرية، ليست لدي أي حقائق أخبرك بها”.

بوجه شاحب بلحية بيضاء يطأطئ المدير رأسه في الأرض ويمتنع عن البوح بأي كلمة، تحت إشارات تهديد الموظفة التي منعتني من الدخول إلى مكتبه، ينظر إلي يخرج ابتسامة صفراء ثم يضيف قوله “تعليمات من شخصيات عليا تمنعني من التصريح بأي كلمة تخص الواقعة”.

بكلمات متثاقلة ملغومة، وجمل غير مركبة، تغلب عليها إشارات توحي وكأن أحدا مسك سيفا ليقطع رأسه، يضيف مدير إعدادية الإمام القسطلاني “اعتذر منك ابنتي لا تحمليني أكثر فلم تعد لي طاقة لتحمل الضغوطات، يكفيني ما وقع هذه الأيام داخل مؤسستي”.

هستيريا جماعية معدية:
تصريحات لم تخرج عن قالب البلاغ التوضيحي الذي صدر عن المديرية الإقليمية مرس السلطان يبوح بها مديرها عبد العالي السعدي في لقاء “بالعمق” قائلا: “الأمر يتعلق بهستيرية جماعية بدون سبب دخلت فيها الفتيات الواحدة تلوى الأخرى”.

يضيف السعدي قوله “الكشف الطبي الذي خضعت له التلميذات، نفى تعاطيهن لأي مادة مخدرة، والدليل هو التحاقهن بصفوف الدراسة في اليوم نفسه”.

أما عن الشخص الذي قام بتصوير مقطع الذي يوثق للواقعة وقام بتسريبه، ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي، يؤكد المدير الإقليمي “فتحنا بحثا معمقا في الواقعة، وثم التعرف على الشخص الذي قام بهذا الفعل ، وتبث أنه شخص من داخل المؤسسة التعليمية، وقريبا ستتخذ في حقه الإجراءات التأديبية”.

حكاية صورة

يتساءل الكثير من القراء عن حكاية الصورة التي تظهر فيها الفتيات في هالة “هستيرية”، في الأصل الصورة مأخوذة من مقطع الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وثقه هاتف نقال أحد الموظفين بالمؤسسة التعليمية من داخل قاعة الأساتذة، بعد نقل التلميذات واحتجازهن بالقاعة قصد عرض حالتهن على الطبيب المعالج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    هنا ربما وقع خطا.قيل فبي التقرير اطلق سراح المستبه فيه لانه لا تظهر عليه انه يتعاطى للرقية الشرعية.الفتيات قلن انهن اقليت على مسامعهم كلمات غير مفهومة.وتهديد بالكفن او القفل.وهذا يعني بالموت.او قفلهم.ممة يعني انه عمل سحري.اما الرقية الشرعية فهي ضد ذالك .فهي قرائة القرءان وادعية ماثورة عن النبي صلى الله عليه وسلميجب اعدة القبض على المسبه به والتحقيق معه.وكيف تمكن من دخول مؤسسة تعليمية تربوية.