وجهة نظر

حي على النضال !

بعيدا عن الانتصار لأي منطق عدا منطق الدفاع الراقي عن مفهوم لا مساومة فيه ولا تبديل ، قريبا جدا من محاولة ذاتية لا تعدو كونها “صيحة في وادي” غايتها لفت الانتباه لمعنى النضال من وجهة نظر متواضعة جدا لا تنميق فيها ..

النضال عزيزي القارئ في مفهومه البسيط العميق مدرسة يتدرج في اقسامها المناضل ،الى ان يمتلك من حجج الدفاع عن مبادئ الهيئة التي ينتمي اليها مايكفيه وزيادة.

النضال تملك واعي ومسؤول لحس الانتقاد وقبول الحوار مع ملكة انصات عالية للآخر ، وبغلالة تفاعل قوية مع التطورات ومستجدات المحيط؛

النضال وظيفة تلقائية ممتدة في الزمان والمكان تتأبى على ” الموسمية” و” المناسباتية ” لا تخفت جدوتها باعتلاء منصب ولا بزواله؛

النضال ليس جبة نرتديها اليوم وننزعها غدا ولا موضة نتبعها حسب الاهواء والأزمنة والأمكنة ؛

النضال تضحية يقودها ويوجهها الايمان بقضية ما والاعتقاد الراسخ بشرعيتها ؛

النضال ان تكون اقرب الى الناس في ممارساتك، تقلم اظافر الاستعلاء والخيلاء في شخصيتك ، وتهذب شواذ هذه التفس الى ان تمتلك من مقومات الانسانية الشيء الكثير ( تواضع ،لين الجانب ، ابتسامة ، تواصل، في خدمة الناس …) ؛

النضال ان تنتصر لقضايا “العدل” و”الانصاف” وكل القيم النبيلة ، وتستغل الفرص لإقرارها في محيطك الصغير اولا وفي هيئتك ثانيا ومجتمعك ثالثا واخيرا …؛

وبكلمة ، النضال الحق رهان و مسؤولية المؤسسات والهيئات كي تفرض التوازن الواعد بينها وبين الدولة …..

فهل ياترى ما تعرفه الساحة السياسية والنقابية والجمعوية يترجم هذا النموذج الصافي للمفهوم ؟! ويعكس الغاية منه ؟!

سؤالان ، لن اترك اجابتهما لذوي الاختصاص هذه المرة ، لأن مانعيشه من زاوية النضال التي نؤمن بها – رغم بعض النماذج المحدودة والمضيئة التي تبعث على التفاؤل في هذه الهيئة او تلك – لا يغير من قتامة وقبح الصورة التي تطالعنا صباح مساء بتلاوينها البئيسة ولسنا نعدم الأدلة على صدق القول لأن عودة خاطفة لاستبداد اصحاب المال بالقرار داخل الهيئات واولها الاحزاب….،

ومعاينة طغيان تيار “اهل السمع و الطاعة” للمسؤولين الكبار و”الاتباع” و”الصامتين” على حساب تيار المناضلين ….و تطعيم أحور لصفوف المناضلين بأشباه المناضلين بدعاوى واهية وتصدرهم لكراسي أفرغت عنوة ولا عجب! يزيد من قتامة الصورة في اعيننا ويؤكد اننا احوج ما نكون الى اعادة الاعتبار للحضور النضالي النبيل….

والى ان نستفيق من اخذة العجب هذه ، و نؤمن بان النضال ليس شعارا اجوفا ولا مادة استهلاكية محدودة الصلاحية تاريخا ومكانا ….  يسترد المناضل مكانته داخل هيئاته ، حي على النضال في صفوف النضال الصافي يا اهل النضال !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *