مجتمع

من مخترعة إلى مريضة نفسية.. “خليلة” همشها المسؤولون وتخلت عنها أسرتها (فيديو)

سلمى درداف – هشام لشكر

رفعت رأسها إلى السماء وبدأت تدعو الله أن يساعدها للتخلص من هم يشغل بالها: “يا رب ساعدني لأتمكن من دفع إيجار المنزل الذي أسكن فيه”، هكذا لخصت أحلامها وأمنياتها في سقف تعيش تحته تجنبا لحياة التشرد.

قبل 15 سنة، وتحديدا في 2004، لم يكن يخطر ببال خليلة زيزي أن الابتسامة التي تظهر في الصور التي انتشرت لها في بعض وسائل الإعلام، لن تظل مرافقة لها لوقت طويل.

توضح خليلة بالقول:” كنت أعيش أسعد أيام حياتي وكان لدي العديد من الأصدقاء والمعارف.. وحاليا أعيش وحدي، انفضوا من حولي جميعا ولم يبق لي إلا الله”.

خليلة، مخترعة مغربية، حصلت على على شهادة براءة اختراع رفقة زميلها كريم عبد الرحيم، من قبل المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية في مارس 2004، والآن هي مجرد امرأة تلبس معطفا أسود وتجر حذائها في أزقة الرباط، “أعيش حياتي يوما بيوم كالعصفور” تقول خليلة في تصريح لجريدة “العمق”.

وتحكي خليلة عن أيام عملها محضرة بالمختبر العلمي بكلية العلوم بالرباط ومساهمتها في اختراع ملتقط هوائي متحرك للإرسال واستقبال الذبذبات والموجات الترددية، قبل أن يباغثها مرض نفسي فضلت عدم الكشف عن تفاصيله، تقول: “كنت أعيش أسعد أيام حياتي، كنت أؤمن أن المرأة المغربية قادرة على تحقيق أي شيء”.

وتحمل المخترعة السابقة المسؤولية عن الوضع الذي تعيشه للمسؤولين والدولة التي تعطي اهتماما مبالغا فيه للمواهب الغنائية والرياضية ولا تلتفت لأمثالها، حتى لو كانوا في حاجة لذلك، وفق تعبيرها.

وكانت زيزي قد أوضحت في تصريحات سابقة لجريدة الشرق الأوسط، أن فكرة اختراعها جاءت بعد انزعاجها كلما حل طارئ يتعلق بعملية التقاط القنوات الفضائية، ويتمثل في سقوط الامطار وهبوب الرياح، مما يؤثر على الصحن الهوائي الخاص بالتقاط إشارات القنوات الفضائية أو ما يعرف بـ”البارابول”.

وأشارت إلى أنها كانت تضطر إلى صعود سطح المنزل لإعادة تثبيت الدش في الاتجاه الذي يسمح لها بالتقاط اشارات القنوات الفضائية، لذلك اهتدت إلى فكرة اختراع آلة تحل محل مكونات “البارابول” بكل لوازمه يمكن أن توضع في فناء المنزل، كما يمكن أن تحمل في نزهة عائلية داخل الغابة، كما يستطيع كذلك القاطن بالجبل استعمالها لالتقاط ما يريد من القنوات والباقات الرقمية من دون حاجة الى حمل الصحن.

المتحدثة ذاتها قالت إن الجهاز يمكن استعماله داخل البواخر والطائرات، بالإضافة إلى إمكانية استعماله في الكشف عن الألغام والقيام بدور المراقبة والحماية كرادار سواء في المجال البحري أو غيره، كما يمكن استعماله في البث الإذاعي والتلفزي والإنترنت وفي المجال الطبي، بل يتعدى ذلك إلى الكشف عن الإشعاعات النووية، حسب قولها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *