سياسة

خبير: زيارة وفد أمريكي إلى تندوف إنسانية وليست دعما للبوليساريو

اعتبر عبد الفتاح الفاتيحي الخبير في شؤون منطقة الصحراء والساحل، أن الزيارة التي قام بها وفد من الكونغرس الأمريكي إلى مخيمات تندوف “ذات طابع اجتماعي في سياق البحث عن تطبيق توصية مجلس الأمن الدولي بشأن إحصاء سكان مخيمات تندوف وتدبير برامج دعم الثقة، ولاسيما فيما يتعلق بالقضايا الإنسانية”.

وأضاف الفاتيحي، أن ذلك يتضح من خلال “تصريح رئيس الوفد الأمريكي الذي تمحور حول ما خلص إليه مجلس الأمن الدولي من دعم للمفاوضات والبحث عن حل للمشكلة السياسية”، مضيفا أنه “على الرغم من اللبوس السياسي الذي أرادته البوليساريو من وراء هذه الزيارة إلى أن تصريحات أعضاء الوفد الأمريكي لم تتجاوز ما هو إحساني والتعبير عن دعم عمل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي”.

وأوضح مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الإستراتيجية، في تصريح لجريدة “العمق”، أن البوليساريو من خلال التغطية الإعلامية لهذه الزيارة “لم تجد ما تروج به لأطروحتها غير الصور مع أعضاء الوفد، وذلك لمحاولة التغطية على حالة العزلة وانحصار أطروحة الانفصال لجبهة البوليساريو على المستوى الأفريقي والأوروبي وفي الولايات المتحدة الأمريكية”.

ويأتي ذلك، بحسب الفاتيحي، “عقب تكبدها صفعات متتالية بعد مصادقة البرلمان الأوروبي على اتفاقي الفلاحة والصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي يشملان الأقاليم الجنوبية وبعد مصادقة دولاند ترامب على الفصل الثالث من الميزانية الأمريكية تسمح باستخدام المساعدات في الصحراء”.

وشدد الخبير المذكور، أنه “وإن كانت زيارة ثانية للسناتور جيمس إنهوف رئيس لجنة القوات المسلحة في الكونغرس، إلا أنها ذات طبيعة إنسانية تنسجم مع رؤية الأمم المتحدة لإعادة تنشيط برامج دعم الثقة، أو بالأحرى محاولة لترتيب ما بعد انهيار جبهة البوليساريو بعد تزايد التأييد الدولي لمقترح الحكم الذاتي”.

وعليه، يقول الفاتيحي، “فإن الزيارة حدد سياقها في الاطلاع على الوضع الإنساني لمخيمات الاحتجاز، ولا تعبر عن دعم سياسي للأطروحة الانفصالية، بل زيارة إسناد ودعم دور مجلس الأمن الدولي في إيجاد تسوية سياسية لنزاع الصحراء”.

يشار إلى أن وفدا من الكونغرس الأمريكي، برئاسة جيمس إينهوف رئيس لجنة الدفاع بالكونغرس، قد حل نهاية الأسبوع الماضي، بمخيمات تندوف، واجتمع بزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، بحسب ما أوردته ما الآلة الإعلامية للجبهة الانفصالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *