سياسة

المغرب يهاجم إيران مجددا .. تدعم العنف والإرهاب لتخريب الدول العربية

هاجم المغرب بشكل ضمني إيران، على لسان وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، متهما طهران بـ”تأجيج الفتن الطائفية وتشجيع التناحر الداخلي”، موضحا أن طموحها لا يقتصر على منطقة عربية معينة “بل هو طموح في الهيمنة والتمدد في جميع أرجاء الوطن العربي بوسائل مقيتة تعمل من خلالها على زرع الفوضى والفتنة وتبني سياسة التخريب وتقديم الدعم المالي والعسكري لأعمال العنف والإرهاب”.

جاء ذلك في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية للدورة السادسة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب، المنعقدة بتونس، اليوم الأحد، والتي يحضرها المغرب بوفد يرأسه وزير الداخلية عبد الوافي لتفتيت، وكلا من إدريس الجواهري الوالي المدير العام للشؤون الداخلية، ومحمد مفكر الوالي مدير التعاون الدولي بوزارة الداخلية .

وأبرز لفتيت، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية “لاماب”، أن “المملكة المغربية شكلت هدفا لهذا المسعى الخبيث الهادف إلى تهديد الأمن الوطني وترويع المواطنين المغاربة، من خلال تقديم كل المساعدات لأعداء الوحدة الترابية للمملكة من أجل “تكوين قيادة عسكرية، وتأمين التدريب على الحرب وتوفير الأسلحة”.

وهو ما ردت عليه المملكة المغربية بشكل حازم وقوي، يضيف وزير الداخلية، مؤكدا ان الرد المغربي “وصل إلى حد قطع العلاقات الدبلوماسية، على اعتبار أن أمن الوطن ووحدته خط أحمر لا يمكن بأي حال من الأحول التساهل بشأنهما”، مضيفا أن مثل هذه التصرفات الماسة بأمن الدول والمؤسسات، تعتبر تربة خصبة لتفاقم الظاهرة الإرهابية .

يشار إلى أن الوفد المغربي المشارك في أشغال مجلس وزراء الداخلية العرب، يضم كذلك والي الأمن المدير المركزي للشرطة القضائية، مدير منسق مكتب الأنتربول بالرباط ورئيس شعبة الاتصال لدى الأمانة العامة لمكتب وزراء الداخلية العرب محمد الدخيسي، والجنرال دو بريغاد عبد الرزاق بوسيف مدير المكتب العربي للحماية والإنقاذ.

وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، قد كشف كواليس قطع المغرب علاقاته مع إيران، على خلفية رصد الرباط لـ”مشاركة حزب الله اللبناني في تدريب عناصر جبهة البوليساريو الانفصالية”، ملمحا إلى إمكانية إعادة العلاقات بين البلدين وفق شروط محددة تضمن احترام سيادة المغرب.

وقال بوريطة خلال استضافته في برنامج “بلا حدود” على قناة الجزيرة، مساء اليوم الأربعاء، إن “علاقتنا مع إيران منذ مدة متدبدبة للأسف، وكل مرة نمر بأزمة، وبعد توافقات وتفاهمات حول كيفية تقوية علاقتنا والحفاظ على الاحترام المتبادل، تظهر أمور تمس بتلك التفاهمات ومصالح المغرب”.

وأوضح الوزير أن المغرب قطع علاقته بإيران “عن قناعة”، مشددا على أن سياسة الملك مبنية على الاستقلال، والدليل اختياره سياسة الحياد في الأزمة الخليجية، مشيرا إلى أن مشاكل الرباط مع طهران “ثنائية بسبب أمور تمس قضية المغرب الأولى وهي الصحراء، وغير مرتبطة بأزمات إيران مع دول أخرى”.

وأشار المتحدث إلى أن الأزمة مع إيران بدأت عام 2009 “انطلاقا من تهديداتها ضد البحرين التي اعتبرها المغرب في إطار علاقته الخاصة مع دول الخليج، خطا أحمرا، وبناء على ذلك قطع علاقته مع طهران، لافتا إلى أن العلاقات عادت في 2014 بناء على تفاهمات ونقاش وقراءة للماضي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *