سياسة

تكليف الملك لبركة..هل هو التفاتة لإصلاح ما أفسده شباط مع موريتانيا؟

لم يخل تكليف الملك محمد السادس للأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، بتسليم الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز رسالة ملكية، من عدة دلالات رمزية، حيث اعتبر محللون هذه الخطوة بمثابة طمأنة للجارة الجنوبية، بعد التصريحات التي سبق أن أدلى بها الأمين العام السابق لحزب الميزان، حميد شباط، والتي أحدثت توثرا في العلاقة بين البلدين.

واستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، أمس الاثنين بنواكشوط، الأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة، مبعوثا خاصا من الملك محمد السادس، وسلمه رسالة خطية من الملك، وقال في تصريح صحفي إن “هذه الخطوة تؤكد متانة العلاقات الثنائية التي تجمع بين البلدين المرتكزة على الروابط التاريخية والأسرية التي تجمع بين الشعبين، وكذلك على إرادة قائدي البلدين من أجل تطوير هذه العلاقات”.

إشارة من الملك ومن حزب الاستقلال
وقال خالد الشيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، إن “اختيار أمين عام حزب الاستقلال هو إشارة من الملك ومن الحزب نفسه على أن العلاقات بين البلدين لا تتأثر بتصريح جهة معينة كانت قد مست بهذه العلاقات في مرحلة سابقة”.

وأضاف الشيات في تصريح لجريدة “العمق”، أن هذا التكليف، هو “إشارة إلى ما سبق أن قام به الأمين العام السابق لحزب الاستقلال، حميد شباط، عندما أثار بتصريحاته أزمة في العلاقات المغربية الموريتانية”، مضيفا بقوله: “هذه رسالة على أن حزب الاستقلال لا يتبنى المواقف الشخصية لأمينه العام السابق حميد شباط”.

تحسن العلاقات
وأشار المتحدث ذاته، إلى تحسن العلاقات الثنائية بين المغرب وموريتانيا، حيث أنه في شهري يوليوز الماضي تم تعيين سفير للرباط بنواكشوط، وحظي باستقبال رسمين من الرئيس الموريتاني ولد عبد العزيز، لافتا إلى اللقاءات العديدة التي شارك فيها المغرب إلى جانب موريتانيا في أجواء من التعاون، منها ما يتعلق بالتعاون في منطقة الساحل والصحراء.

واعتبر الشيات، بأن “المغرب تجاوز التصريحات المستفزة للكثير من الشخصيات الموريتانية فيما يتعلق بقضية الوحدة الترابية للمغرب خاصة بعد عودته إلى موقعه في الاتحاد الإفريقي، مشيرا إلى أن المغرب “لا يزال يريد أن يكون لموريتانيا دور فيما يمكن أن نسميه خريطة او طريق حرير المغربية في إفريقيا عن طريق موريتانيا، وكانت الجزائر قد تنبأت لهذه المسالة وقطعت الطريق على المغرب بتقاربها الكبير جدا مع موريتانيا”.

قبول ملكي
وتابع المحلل السياسي المذكور، بأن نزار بركة رجل دولة يحظى بالقبول الرسمي للملك محمد السادس فيما يتعلق بالمستقبل السياسي لحزب الاستقلال بالمغرب، مضيفا أنه “يمكن أن يكون له دور محوري في أي حكومة، لأن هناك حاجة ملحة لهذا الحزب، خصوصا في التحولات على المستوى الحكومي في المغرب في الانتخابات القادمة”.

سياسة خارجية موحدة
وبدوره، قال رشيد لزرق المتخصص في الشؤون السياسية، إن تكليف نزار بركة بتسليم رسالة ملكية إلى رسالة مفادها بـ”أن السياسة الخارجية تهم جميع الأحزاب بغض النظر عن تموقعها سواء في الأغلبية أو في المعارضة”، مضيفا أنه “لا يمكن فصلها عن تداعيات تصريحات الأمين العام السابق لحزب الاستقلال حميد شباط لطمأنت موريتانيا”.

وزاد لزرق في تصريح لجريدة “العمق”، أن الدبلوماسية الخارجية رؤية واحدة تعني جميع الأحزاب المغربية، أغلبية ومعارضة، مضيفا أن تكليف الملك لنزار بركة “طمأنة لموريتانيا بأن موقف المغرب واحد، وأنه يعترف بدولة موريتانيا كدولة قائمة الذات ولا سبيل للتراجع على ذلك، وبان المغرب موحد حول ذلك”.

تصريحات شباط
وكان الأمين العام السابق لحزب الاستقلال، حميد شباط، قد أدلى بتصريحات قال فيها إن موريتانيا جزء من السيادة المغربية، وهو ما أثار أزمة بين البلدين، وصلت تداعياتها إلى درجة اتصال الملك محمد السادس بالرئيس الموريتاني، وزيارة رئيس الحكومة آنذاك عبد الإله بنكيران الرئيس ولد عبد العزيز، لتطويق “الأزمة” وتبديد سوء الفهم بين البلدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *