مجتمع

“العمق” في بيت الأطفال الذين أحرقتهم زوجة أبيهم وشوهت أجسادهم (فيديو)

بين منزل أبيها وأختها، تعود حكيمة متدحرجتا لتتحمل مسؤولية أبنائها الثلاثة بعدما عاشوا التنكيل والتعذيب كما رووه بلسانهم في حوار مصور مع جريدة “العمق”، من طرف أبيهم وزوجته، طوال سنتين بمديونة بالدار البيضاء، فكل أولادها يحملون علامات التعذيب بين حرق مقصود وضرب مبرح، منشورة على جميع أجسادهم، دون أن ينعموا كأقرانهم بطفولة سليمة معافاة.

ذهاب مُكره

تروي حكيمة أن قرار طلاقها من زوجها جاء بعد تعنيفها لها أيضا، وكانت قد تحملت مسؤولية أطفالهم الثلاث بعدما حكمت لها المحكمة بالحضانة، لكن سرعان ما غلبها الزمن لتفكر في الرحيل بعيدا عن قريتها القواسمة بجماعة المراسلة بإقليم آسفي، بحثا عن عمل، وتفكر في ترك الأبناء تحث رحمة أبيهم بالدار البيضاء، لكن الأمل الذي راودها على طليقها سرعان ما تبخر إلى كابوس مؤلم تحكيه علامات التعذيب على الأطفال وتعبر عنه شفاه الأم المكلومة.

معاناة بلسان الأطفال

تحكي غزلان كبيرة أخويها ذات الرابع عشر من سنها، أن “أبوها قد حرمها من الدراسة هي وأختها سناء، أما ريان البالغ من العمر الست سنوات، فلم تطأ قدماه يوما باب الروض، وكانت زوجته تعذبنا كثيرا، إذ لا نحصل على الأكل الكافي ولا نأكل إلا حسب رغبتها، وقد كنا نضرب ضربا مبرحا وتحرق أجسادنا بمسامير الشواء.

وتروي سناء ذات الحادية عشر سنة، في الحوار المصور مع “العمق”، أنه “في أحد الأيام التي لن أنساها، أقدمت زوجة أبي على إيقاد الفرن وأدخلت قدم أخي الصغير ريان إليه، كما أنها سكبت علي أنا ماء ساخنا على ركبتي فحرقتني دون أن تعالجها”. وأردفت “إننا نجهل الأسباب وراء فعلها هذا لأننا ومنذ يومنا الأول في بيت أبي كانت تعاملنا بعنف”.

أما الصغير ريان، فيتكلم بمرراة ” لقد كانت زوجة أبي تمنعني من الأكل حتى يأتي من العمل، ومررا نمت دون أن آكل وجبة العشاء، وزاد متحسرا “إنهم لم يسمحوا لي بدخول المدرسة، كما إننا عندما نشكي لإبي عنف زوجته يقوم بضربنا أكثر وأكثر”.

يوم الكشف

قالت حكيمة الأم أنه بعد مرور سنتين من ابتعادها عن أبنائها، كانت تحاول الاتصال بهم هاتفيا لكن طليقها لم يكن يسمح بذلك، إلى أن عادت من مدينة بوجدور لزيارتهم بالعاصمة الإقتصادية، وهناك ستكتشف أنهم معذبون بعد أن طلبت منه أن يتركهم يبيتون معها ليلة واحد.

“لما وصلت المنزل”، تقول حكيمة، “رأيت أن إبني لا يحرك يديه بشكل طبيعي ولما فحصت يده وجدت لونها أخضر ومنتفخة على خير العادة كما أنها تؤلمه، وأن جسده مليئ بعلامات الكي كاملا، واكتشفت أن سناء وغزلان لا يدرسان رغم قوله العكس، بل تظلان حبيستا المنزل الكبيرة تطهي الخبز لزوجته التي تبيعه في الشارع، والأخرى تقابل المنزل”.

مطالب بسيطة

بعيدا عن أحلام الصبايا وطموحاتهم، تقول سناء أن كل ما أريده من هذه من هذه الحياة هو البقاء بجانب أمي في منزل يأوينا، لأنني لم أعد أطيق العيش مع أبي وزوجته”. أما ريان فقد ردد أكثر من مرة إن أبي كان يعذبنا، عكس أمي التي لن أفترق معها من الآن، لأنني ندمت كثيرا على الوقت الذي قضيته معه في الدار البيضاء، ولو أنني بقيت مع جدي فالقرية لكان خير لي”.

أما الأم، فقد قالت “إنه لا مشكلة لدي في أن أشتغل في أي عمل كان، المهم أن يكون عملا حلال، لأنني في حاجة للإستقرار، بنتي الكبيرة غزلان في سن يستوجب أن أكون معها، هي الآن تعيش مع أبي وترعى المواشي لأحد جيرانه وتتسخر في بيتهم، أما أنا فمرة عند أبي وأخرى عند أختي، حتى ملابسي لم أجد لهم مكانا ولا أجد حتى أين أغيرهم”.

رقم حكيمة: 0697396820

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *