سياسة

ممثلو الديانات الإبراهيمية يطلقون “نداء تطوان” لوقف “سفك الدماء” (صور)

أطلق المشاركون في لقاء فكري حول مبادرة التسامح الديني بمدينة الحمامة البيضاء، “نداء تطوان” الذي دعا إلى نبذ العنف والكراهية وسفك الدماء، وأكد على أن المغرب أرض التسامح والتآخي بين مختلف الديانات السماوية.

جاء ذلك خلال لقاء جمع ممثلي الديانات الإبراهيمية الثلاث، نظمته مؤسسة “غابرييل غارسيا ماركيز” بالمغرب بتنسيق مع الكنيسة الكاثوليكية بتطوان والكنيس اليهودي بطنجة، أول أمس الخميس بمركز الفن الحديث بتطوان.

التشبث بقيم السلام

وأوضح “نداء تطوان” أن الأديان “لا تحرض أبدا على الحرب، ولا تحث على سيادة مشاعر الكراهية والتصادم والتطرف، ولا تدعو إلى الإرهاب أو العنف أو سفك الدماء”.

وطالب النداء “من الجميع، كل من منطلق إيمانه واعتقاده، الكف عن استخدام الأديان السماوية في هذه الغايات المدمرة والتوقف عن استخدام اسم الله لتبرير هذه الأفعال المشينة”.

ودعا النداء “المؤمنين من كافة الأديان السماوية السمحة والأشخاص ذوي النوايا الحسنة، إلى الانخراط بإخلاص وإيمان في نشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام”، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية “لاماب”.

كما شدد النداء على أن التعاليم الحقيقية للأديان السماوية تدعو إلى التشبث بقيم السلام ودعم قيم الانفتاح والحوار المعرفي، وتحقيق الأخوة الانسانية والتعايش المشترك بغية تأسيس فضاء إنساني تسود فيه الحكمة والعدالة والخير.

المغرب أرض التسامح

الحاضرون في اللقاء أجمعوا على أن المغرب “كان ولا زال أرض التسامح والتآخي، عاش على أرضه المسلمون واليهود والمسيحيون في تآخ وسلام، كما مارس كل مؤمن طقوسه الدينية بحرية تامة”.

ودعا المشاركون في اللقاء الذي حمل شعار “الإسلام والمسيحية واليهودية بين التسامح والتعايش”، إلى دعم قيم المعرفة المتبادلة والأخوة البشرية والتعايش المشترك لاستعادة الحكمة والعدالة والإحسان ونبذ الكراهية والعداء والتطرف والإرهاب والعنف والحروب، وفق تعبيرهم.

كما أوصى المشاركون بتعزيز ثقافة التسامح والتعايش السلمي وتبني المبادرات الرامية إلى نشر ثقافة التسامح والتعايش بين أتباع الديانات السماوية، ومواجهة حملات الازدراء والكراهية.

الرئيس المنتدب لمؤسسة “غابرييل غارسيا ماركيز” بالمغرب، أيمن الغازي الهراس، أوضح أن الهدف من تنظيم اللقاء هو التأكيد على أن “المجتمع المغربي مجتمع الحوار والتعايش، وأن مظاهر التطرف والعنف التي تظهر بين الفينة والأخرى دخيلة عن ثقافتنا ومجتمعنا”.

وقال الغازي في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية “لاماب”، إن مؤسسة غابرييل غارسيا ماركيز قررت تنظيم هذا اللقاء الفكري، الذي توج بإصدار نداء تطوان، في سياق زيارة البابا فرنسيس للمغرب يومي 30 و31 مارس الجاري.

المسلمون واليهود والمسيحيون

القاضي العبري بالمحكمة الابتدائية بطنجة وممثل الجالية اليهودية بشمال المملكة “جاكوب تورجمان”، شدد على أن اليهود المغاربة يفتخرون بمغربيتهم ويتمسكون بالملكية، موضحا أنهم “نشأوا مع إخوانهم المسلمين كعائلة واحدة”.

ويرى تورجمان أنه “على الجيل الجديد أن يفتخر بتاريخ المغرب وبالماضي المشترك بين المسلمين واليهود وباقي الأديان السماوية”، مشددا على أن “المغرب كان بلادا للتسامح والتعايش على مر العصور”.

بدوره أبرز مطران الكنيسة الكاثوليكية بطنجة الأب “سانتياغو أغريلو مارتينيز”، على أن “الإنسان يمكنه أن يزرع الحب والخير والتسامح والأمل، كما يمكنه أن يبث بذور الشر والحقد والتطرف، غير أن الله جميل لا يمكنه أن يقبل غير الخير والحب والتسامح في قلوب البشرية”.

من جانبه، أشار إسماعيل البشير العلمي، الباحث في مركز حوار الأديان والعقائد، إلى الأدوار الرئيسية التي لعبتها الدولة العلوية في تحقيق التقارب والتسامح الديني، وذلك انطلاقا من الظهائر السلطانية للمولى الحسن الأول.

ولفت إلى موقف الملك محمد الخامس، الذي رفض طرد وإهانة اليهود المغاربة تنفيذا لتوصية نظام فيشي الفرنسي، واللقاء التاريخي الذي جمع الملك الراحل الحسن الثاني بالبابا يوحنا بولس الثاني، وصولا بما حققه المغرب في عهد الملك محمد السادس في مجال التعايش والتآخي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *