مجتمع

مئات الأطباء يقدمون استقالة جماعية بسبب “أوضاع كارثية” (وثائق)

يعيش قطاع الصحة على وقع توتر غير مسبوق، جراء إقدام مئات الأطباء العاملين بالمستشفيات العمومية والمراكز الصحية بثلاث جهات بالمملكة، اليوم الجمعة، على تقديم استقالة جماعية، احتجاجا على ما وصفوه بـ”الأوضاع الكارثية التي يعيشها قطاع الصحة والتي لا تستجيب للشروط العلمية المعمول بها دوليا”، وذلك بعد خطوة مماثلة قام بها مئات الأطباء بجهة طنجة تطوان الحسيمة الأسبوع الماضي.

وتوصلت جريدة “العمق” بنصوص الاستقالات التي قدمها أطباء منضوون تحت لواء النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، تشير إلى تقديم 122 طبيبا وطبيبة بجهة بني ملال خنيفرة استقالاتهم، و125 بجهة فاس مكناس، و63 بالجهة الشرقية تنضاف إلى لائحة بـ50 طبيبا بنفس الجهة كانوا قد قدموا استقالاتهم في وقت سابق.

وخلال الأسبوع الماضي، قدم أزيد من 305 أطباء بالمستشفيات والمراكز الصحية لمدن الشمال، استقالة جماعية من العمل، فيما كان أزيد من 300 طبيبا بجهة الدار البيضاء سطات، قد أعلنوا عن تقديم استقالة جماعية من العمل بالقطاع العام إلى المديرية الجهوية لوزارة الصحة خلال 2018، وهي نفس الخطوة التي أقدم عليها 30 طبيبا بورزازات، ليصل عدد المستقيلين إلى حد الآن 995 طبيبا.

لوائح الاستقالات الجديدة التي قُدمت اليوم بجهات فاس-مكناس وبني ملال-خنيفرة والشرق، أوضح خلالها الأطباء أن هذه الخطوة جاءت “بعد وصولهم إلى قناعة تامة بأن هذا الوضع السيء لن يساعدهم على أداء مهامهم على أكمل وجه”، مشيرين إلى أنهم “لم يعودوا قادرين على لعب دور الشماعة التي يعلق عليها المسؤولون على القطاع الصحي فشلهم في ضمان الحق في الصحة للمواطنين والذي يكفله الدستور المغربي”.

الكاتب العام للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام المنتظر العلوي، وصف هذه الاستقالات بأنها “جمعة سوداء بقطاع الصحة في المغرب”، مشيرا إلى أن لوائح أخرى للاستقالات الجماعية سيقدمها الأطباء بجهات ومدن أخرى خلال الأيام المقبلة، وذلك ضمن البرنامج الاحتجاجي التي دعت إليه النقابة، بعدما لوّحت بإجراء بحث ميداني حول رغبة الأطباء في الهجرة الجماعية إلى الخارج.

يأتي ذلك بعدما أعلنت النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، عن خوض إضراب وطني عام لأربعة أيام بكل المستشفيات والمراكز الصحية بالمملكة، والخروج إلى الشارع في مسيرة وطنية بالرباط يوم 29 أبريل الجاري، داعية أطباء القطاع العام إلى المشاركة المكثفة في المسيرة وارتداء البدل السوداء.

وحددت النقابة موعد الإضراب الوطني أيام 29 و30 أبريل الجاري، و2 و3 ماي المقبل، باستثناء أقسام الإنعاش والمستعجلات، مع مقاطعة “الحملات الجراحية العشوائية التي لا تحترم المعايير الطبية وشروط السلامة للمريض المتعارف عليها”، داعية الأطباء إلى الانخراط في “الحداد الدائم لطبيب القطاع العام” بارتداء البدلة السوداء بداية من فاتح أبريل.

* صورة الخبر الرئيسية من احتجاج سابق لأطباء تطوان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *