مجتمع

أشغال بمؤسسة دشنها محمد الخامس بمراكش تخلق جدلا بين مواطنين والإدارة

اشتكى سكان مجاورين لمعهد التقنيين المتخصصين في الفلاحة بجماعة السويهلة نواحي مدينة مراكش، من أشغال باشرتها إدارة المعهد لتهيئة مدخل المؤسسة، معتبرين أن الأشغال “قطعت عليهم الطريق المؤدية إلى منازلهم”، كما عبروا عن رفضهم حرث بقعة أرضية كانت ملعبا لكرة القدم منذ تأسيس المؤسسة في عهد الاستعمار الفرنسي، وفي الوقت ذاته تقول إدارة المؤسسة أن الإغلاق مؤقت وأنها متلزمة باتفاق سابق مع الساكنة.

شكاية صادرة عن جمعية الوفاء للأعمال الاجتماعي بالمعهد التقني للفلاحة، وتحمل توقيع كل من جمعية النصر وجمعية النسمة النشيطتين بالمنطقة، موجهة إلى والي جهة مراكش آسفي وإلى قائد قيادة جماعة السويهلة، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منها، قالت إن الإدارة أقدمت على “قطع الطريق في وجه الساكنة وفتحه في باب المدير وأعوانه، مع فتح باب كبير دون رخصة”، واعتبرت ذلك “خرقا صارخا للقانون”.

وقالت الشكاية أن الأشغال التي أطلقتها إدارة المعهد، “ألزمت الأطفال المتمدرسين بالمرور من طريق شائكة ووعرة يتعذر على الكبار المرور منها، بسبب الأشواك التي تحف الضيعة التابعة للأملاك المخزنية القريب من المكان، كما تسببت في انقطاع متكرر للماء الصالح للشرب جراء مرور الشاحنات ذات الحمولة الكبيرة.

واتهمت الجمعيتان في شكايتهما لولاية جهة مراكش آسفي وقيادة السويهلة، إدارة معهد التقنيين المتخصصين في الفلاحية بالسويلهة (المعروف محليا بالمدرسة الفلاحية) في الوقوف وراء “تشييد بنايات عشوائية في جميع أنحاء المؤسسة بدون رخصة”، وكذا حرث ملعب المؤسسة الذي يعد متنفسا للساكنة وهدم مصنته حرمان شباب المنطقة من ممارسة الرياضة، مشددة على أن الملعب يعد المكان لوحيد للممارسة كرة القدم منذ عهد الاستعمار.

محضر سابق

جريدة “العمق” خلال متابعتها للملف، حصلت على محضر اجتماع بين الساكنة والإدارة، بحضور ممثلي السلطة المحلية والمديرية الجهوية للفلاحة، عقد قبل حوالي سنة، وخلص إلى إزالة الجزء الذي تم تشييده من السياج وتوقيف أشغال التسييج، إضافة إلى السماح لسكان المنطقة باستغلال ملعب المؤسسة إلى حين إبرام اتفاقية شراكة بين الإدارة والجمعية المحلية الممثلة للساكنةـ من أجل تحديد المسؤوليات في استغلال الملعب، تحت إشراف المديرية الجهوية للفلاحة والسلطات المحلية بالسويهلة.

محضر آخر حصلت عليه جريدة “العمق”، يخص زيارة ميدانية أجراها كل من رئيس دائرة السعادة وقائد قيادة السويهلة، والنائب الرابع لرئيس جماعة السويهلة بصحبة تقني من الجماعة، وحضرها مدير المعهد التقني الفلاحي السويلهة، يوم 20 دجنبر 2017، يؤكد اتفاق الأطراف المذكورة على عدم منع الساكنة من استعمال الطريق المتواجد بالمعهد، وكذا إلزام الجماعة على إحداث طريق آخر لفائدة الساكنة بديلا عن الطريق موضوع النزاع والتي تخترق المعهد، وذلك مراعاة لحرمة المؤسسة على حد تعبير المحضر.

المدير يوضح

بالمقابل، أبرز مدير معهد التقنيين المتخصصين في الفلاحة سيعد ساكي في حديث لجريدة “العمق” أن الطريق موضوع الذي أثارتها الشكاية، لن يتم إغلاقها ولا منع ساكنة المنازل المتواجدة داخل محيط المؤسسة من ولوجها، موضحا أن الإغلاق مؤقت جاء نتيجة أشغال تأهيل الطريق وإصلاح مدخل المؤسسة.

وأضاف المدير أن الطريق سيعاد فتحها بعد اكتمال الأشغال فيما سيتم إغلاق الطريق والبوابة التي تم إحداثها مؤقتا قصد إيجاد منفذ إلى المؤسسة وكذا المنازل المتواجدة بداخلها خلال فترة الأشغال، كما أكد لجريدة “العمق” أنه ملتزم بمقتضات المحضر الموقع مع الساكنة قبل سنة، وأنه لن يغلق الطريق المارة من وسط المؤسسة في وجههم إلى حين إيجاد حل معقول من طرف المسؤولين على الملف، بما يحفظ للمؤسسة حرمتها وييسر للساكنة العبور والولوج إلى منازلهم.

واشتكى المدير من كون الطريق المارة من بين فضاءات المعهد “لا تراعي حرمة المؤسسة التعليمية” التي تتوفر على داخلية ومركز للتكوين المستمر لأطر وزارة الفلاحة، وتعرف زيارات متكررة لوفود أجانب، مما يجعل المؤسسة في حرج أمام ضيوفها عند مرور من أسماهم بـ”الغرباء” عن المؤسسة.

وبخصوص الملعب، قال ساكي في تصريحه لجريدة “العمق” إن الإدارة تعمدت حرث الملعب القديم وتخصيص قطعة أرضية في مكان آخر وفتحه أمام ساكنة الدواوير المجاورة والعائلات التي تقطن داخل المؤسسة، وبرر هذه الخطوة “كون الملعب الأول يقع على مقربة من الداخلية التي يقطن بها طلبة وطالبات المؤسسة”.

وأضاف أن الطلبة اشتكوا في كثير من الأحيان من تعرضهم للسرقة أو مضايقات، مبرزا أن وضع الملعب الذي يقع داخل المؤسسة ودون حاجز عن غير المنتمين للمؤسسة يجعل الطلبة والطالبات يحسون بنوع من “افتقاد الأمن”، مبرزا أنه رغم الثقة المتبادلة مع القاطنين في المنازل المتواجدة داخل المعهد، إلا أن الملعب كان مفتوحا ويلجه آخرون بعيدون عن المنطقة، مما اضطر الإدارة إلى نقله إلى قطعة أخرى أبعد من الفضاءات التربوية والاجتماعية التابعة للمعهد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *