أخبار الساعة، سياسة

من بنما .. بن شماش يعطي دفعة قوية للدبلوماسية البرلمانية

دافع رئيس مجلس المستشارين حكيم بن شماش خلال مشاركته في الدورة السنوية للجمعية العامة للبرلاتينو، التي احتضنها مقر برلمان أمريكا اللاتينية والكاراييب بالعاصمة البنمية، يومي 14 و15 يونيو الجاري، عن الدور الريادي للمغرب في مجال ربط جسور التواصل والتعاون والعمل المشترك بين المؤسسات التشريعية لدول افريقيا وأمريكا اللاتينية، وإعطاء نفس جديد للمساعي الهادفة إلى إقامة منتدى برلماني افريقي أمريكي لاتيني.

وفي هذا السياق، أكد رئيس المجلس أن البرلمان المغربي قطع أشواطا متقدمة في أفق إرساء المنتدى البرلماني الأفريقو أمريكو لاتيني، كإطار مرجعي للعمل المشترك، وفضاء للحوار، وآلية للترافع وإسماع صوت الشعوب الافريقية وأمريكا اللاتينية والكاراييب في مختلف المحافل البرلمانية الدولية، وكذا مواجهة التحديات المشتركة خصوصا في ظل التحولات المتسارعة والمتنامية التي يشهدها العالم، مؤكدا أن برلمان امريكا اللاتينية والكاراييب يعد شريكا أساسيا في ارساء هذه المبادرة النوعية والطموحة.

وذكر بن شماش، في افتتاح أشغال الجمعية العامة للبرلاتينو، باهتمام المغرب المتنامي في سبيل تقوية الشراكة بين الدول الافريقية وبلدان أمريكيا الاتينية، مؤكدا أن المغرب جعل من التعاون جنوب-جنوب محورا استراتيجيا في سياسته الخارجية.

وتأكدت نموذجية هذا التعاون المغربي جنوب-جنوب بعد مبادرة المغرب سنة 2000 بإلغاء ديون المغرب المستحقة على الدول الإفريقية الأقل نموا، وإعفاء منتوجاتها الواردة إلى المغرب من الرسوم الجمركية، الأمر الذي حظي حينها بإشادة دولية واسعة، خاصة أن قضايا التنمية المحلية للدول الإفريقية تأتي في صلب انشغالات المملكة.

ويولي المغرب الاهتمام نفسه لترسيخ علاقاته مع دول أمريكا الجنوبية، من خلال العمل على استكشاف آفاق أوسع للتعاون الثقافي والاقتصادي، وتنمية المبادلات التجارية، على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف.

وأضحت هذه القارة تحتل أهمية قصوى في الأجندة السياسية للدبلوماسية المغربية برزت بالخصوص من خلال الزيارة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس في نونبر2004 لخمس دول من أمريكا اللاتينية.

وساهم المغرب بفعالية في تعزيز الاندماج الإقليمي المتمثل في مسلسلي أمريكا الجنوبية والبلدان العربية، وأمريكا اللاتينية وإفريقيا في أفق إرساء دينامية إيجابية من أجل تحقيق التكامل الاقتصادي، وتنسيق المواقف في المنتديات الدولية اتجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتعزيز قنوات الحوار والسلام والأمن في العالم.

وفي هذا الصدد، كان للمغرب الدور الرائد في وضع الإطار المؤسسي لشراكة طموحة بين العالم العربي ودول أمريكا الجنوبية، وذلك انطلاقا من موقعه كبوابة للعالم العربي لهذه القارة التي يتقاسم معها موروثا ثقافيا وحضاريا، وتحديات تنموية وأمنية راهنة.

كما يؤمن المغرب بأن إقرار تعاون وثيق بين دول إفريقيا وأمريكا الجنوبية كفيل بالرفع من تدفق المبادلات التجارية والاستثمارات بينها ، وكذا بروز أقطاب اقتصادية، قادرة على المنافسة وعلى الاقتراح والتفاوض على الصعيد الدولي, وذلك بالاستفادة من السوق الضخم الذي يحتضنه هذا الفضاء (حوالي مليار و300 مليون نسمة).

وهكذا، فإن جهود المغرب للنهوض بالتعاون جنوب-جنوب تنبثق من قناعة أن التعاون بين دول الجنوب يعتبر أداة أساسية لتحقيق التكامل بين اقتصاديات بلدان الجنوب والاندماج في الاقتصاد العالمي ، وبمثابة استراتيجية تساهم في تحقيق أهداف الألفية للتنمية.

ويمثل العمل البرلماني الدبلوماسي إحدى الأدوار والأولويات الأساسية لمجلس المستشارين، كواجهة محورية للدفاع عن القضايا الإستراتيجية لبلادنا وعلى رأسها القضية الوطنية، وكذا تمتين وتعزيز علاقات الشراكة والتعاون مع مختلف مكونات المنتظم البرلماني الدولي.

وقد تمكن مجلس المستشارين من تطوير وتقوية حضوره في المشهد الدبلوماسي البرلماني، بفضل الدينامية المتميزة، والتجربة النوعية التي ميزت العمل المهيكل والمتجدد لجميع مكوناته خلال الفترة 2015-2018، مما مكنه من تحقيق العديد من الإنجازات والمكتسبات الدبلوماسية، سواء على مستوى انخراطه أو تعزيز تموقعه في الاتحادات والجمعيات البرلمانية الجهوية والقارية بمختلف المناطق، أو على صعيد تقوية وتمتين علاقاته مع شركائه الاستراتيجيين ومختلف الهيئات البرلمانية الدولية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *