غياب مروحية طبية لإسعاف طفلة يخرج ساكنة حي بوزان للاحتجاج
نظمت ساكنة حي “الرويضة” بمدينة وزان مسيرة احتجاجية صبيحة اليوم الجمعة، انطلقت من الحي المذكور، مرورا من بوابة العمالة، ووصولا إلى مقر مندوبية وزارة الصحة بـ “دار الضمانة”، وذلك على خلفية حرمان طفلة في ربيعها الخامس من خدمات نقل الإسعاف الجوي، بعدما تعذر تقديم العلاج بمستشفى أبو قاسم الزهراوي بالمدينة العتيقة، جراء عدم توفر المشفى المذكور على الأجهزة والمعدات الطبية الكافية.
وفي هذا الصدد قالت خديجة ونزة، إحدى المحتجات والقريبة من أسرة الطفلة المصابة، في تصريح لجريدة “العمق”، إنّ الساكنة عازمة على تنظيم وقفات ومسيرات احتجاجية للتعبير عن امتعاضها من التماطل الذي حصل يوم الأربعاء من قبل المسؤولين عن قطاع الصحة بجهة طنجة تطوان الحسيمة، حيث أن الطفلة وصال قرواشي حرمت من وسيلة إسعاف جوية كفلتها لها الدولة، والخاصة بجهة الشمال.
وأوضحت خديجة في التصريح ذاته، أنّه بعد سقوط الطفلة من علو مرتفع ظلت تنزف ويخرج الدّم من أنفها وفمها، في انتظار قدوم سيارة الإسعاف لنقلها إلى مستشفى المدينة، إلا أنه بسبب تأخر الإسعاف اضطر أحد سكان الحيّ نقل المصابة على مثن سيارته الخاصة في مغامرة خطيرة منه، حسب تعبيرها.
الطفلة ظلت تنزف ويخرج الدّم من أنفها وفمها بعد سقوطها من علو مرتفع
وأضافت أنه “بعد وصول الطفلة المصابة إلى مستشفى المدينة، أُعطيت للطفلة ورقة التوجيه نحو المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط، وذلك في ظل عدم قدرة المستشفى الإقليمي بوزان تقديم الإسعافات الضرورية، بسبب غياب المعدات الطبية والموارد البشرية، وفي ظل غياب سرير بقاعات الإنعاش بمستشفيات جهة الشمال ككل”، مؤكدة أنه تم تقديم “سيروم” و”أوكسيجين” للطفلة فحسب، رغم أنّها كانت في حالة حرجة دخلت على إثرها في غيبوبة، تقول المتحدثة.
وأبرزت المتحدثة للجريدة، “أنه بعدما وصلنا إلى مستشفى “دار الضمانة” على مثن سيارة خاصة، قيل لنا من طرف إدارة المستشفى، إنّ الحالة تستوجب نقلها على متن مروحية الإسعاف صوب الرّباط على عجل، وأنّه تم ربط اتصالات مكثفة بمصالح وزارة الصحة بجهة طنجة تطوان الحسيمة، إلا أنه بعد 3 ساعات من الانتظار لم يأت الإسعاف الجوي بسبب تواجد المروحية بمدينة الخنيفرة، علما أن مروحية الإسعاف تابعة للمديرية الجهوية للصحة بطنجة تطوان الحسيمة”.
وأضافت خديجة، “أنّه بسبب التماطل الذي حصل، والذي امتد لقرابة 4 ساعات، قررنا وسكان الحي الذين آزروا الطفلة وصال، تنظيم شكل احتجاجي من داخل المستعجلات، ليتم بعد ذلك نقل الطفلة المصابة برا إلى مستشفى ابن سينا بالرباط”.
المندوبية توضح
من جانبه قال مولاي عبد الله الصفي، مندوب وزارة الصحة بإقليم وزان، إن المريضة عندما نقلت إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي لوزان في حالة غيبوبة، قدمت لها العلاجات الممكنة، وتقرر إرسالها إلى المركز الاستشفائي بالرباط، عبر سيارة إسعاف مجهزة بوسائل الدعم واللوجيستيك، حيث تم توفير سرير للمصابة بالمركز الجامعي بالرباط، مشيرا إلى “أنّ حالتها استقرت بعد استفاقتها من الغيبوبة”.
وفيما يتعلق بالاحتجاجات حول مروحية الإسعاف من قبل ساكنة حيّ الرويضة، قال الصفي، في تصريح لجريدة “العمق”، إنه لا يتوفر على المعطيات بخصوص هذا الموضوع، رافضا التعليق حول ملابسات وجود الإسعاف الجوي خارج حدود الجهة، قائلا: “بدون تعليق، للي وعدهم بالمروحية يمشيو عندو، أنا لم أعدهم، ولم أكن أتواجد في المستشفى، أنا في المندوبية”، وفق تعبيره.
وأكد الصفي في السياق ذاته، أنّه لا علم له بما تداولته وسائل الإعلام بخصوص عدم مجيء الإسعاف الجوي لنقل المصابة، مشيرا إلى أن ما بلغ إلى علمه عبر الاتصالات التي أجراها، أنّ الطفلة نقلت إلى المركز الاستشفائي بالرباط، وحالتها مستقرة.