مجتمع

اجتثاث عشرات الأشجار يثير غضبا بخنيفرة .. والرئيس: تسبب الحساسية

اقتلاع الأشجار بخنيفرة

الساعة تشير إلى التاسعة صباحا، حرارة مفرطة توحي ببداية يوم مشمس، ونحن نعبر شارع سيدي لامين بخنيفرة، أول مايثير انتباه الزائر هو اقتلاع العشرات من الأشجار، إلى جانب عمليات الحفر وتراكم الأتربة مما جعل عملية المرور تعرف اختناقا كبيرا.

صادفنا في زيارتنا بعض الشباب الذين يبدو أنهم خارجين للتو من مباراة لكرة القدم من قاعة مغطاة جاثمة وسط شارع سيدي لامين، الشباب عبرو في تصريحات متطابقة لـ”العمق”، عن تذمرهم مما وصفوه ب”المجزرة البيئية” التي عرفتها مدينة خنيفرة، جراء إقتلاع أشجار سيدي لامين القلب النابض لحاضرة زيان.

عادل طالب يبلغ من العمر 23 سنة، تحدث لـ”العمق” بحرقة كبيرة، مستنكرا عمليات اقتلاع الأشجار بطريقة غير قانونية، منددا بشدة هذا الفعل الشنيع، وفق تعبيره.

في المقابل، عابت خديجة، وهي سيدة تقطن بالحي المقابل للشارع الذي شهد اقتلاع الأشجار، على المجلس البلدي تبجحه بالمقاربة التشاركية، قائلة “كان من الضروري الإستشارة مع السكان، نحن تفاجأنا بهذه الكارثة البيئية، كل ما هو جميل يتم تدميره بهذه المدينة، للأسف المجلس الجماعي لجأ إلى الحلول السهلة وهي إعدام الأشجار بشكل جماعي” حسب قولها.

كارثة بيئية

في السياق ذاته، قال رئيس الفرع المحلي المحلي بخنيفرة للهيئة المغربية لحقوق الإنسان عزيز الإبراهيمي، إنه لايختلف إثنان في كون الحق في بيئة سليمة هو حق للجميع آيا كان يعيش في هذه البيئة من كائن حي ، إلا أن هذا الحق أصبح مصادرا بمدينة خنيفرة مع توالي ظاهرة قطع الأشجار واجتثاثها تحت مبرر شق شارع أو توسيع طريق وتبليط جنباتها.

وأوضح الفاعل الحقوقي، “نعتبره كمكتب محلي للهيئة المغربية لحقوق الإنسان جريمة بيئية متكاملة الأركان، أعطيا انطلاقتها العامل السابق علي حجير ورئيس المجلس البلدي أنذاك حميد البابور فمن من ساكنة خنيفرة لايتذكر شجر الكاليبتوس الذي عمر لمئات السنين ليتم إعدامه بين عشية وضحاها”.

نفس المتحدث، انتقد بشدة “صمت وتواطؤ كبيرين للجهات الوصية على المجال دون مراعاة لمحيط الأحياء السكنية خاصة (أحياء حي السلام ، حي الحسن، حي القشلة إضافة لساحة أزلو وغيرها وإلى حدود اليوم لازال التساؤل سيد الموقف حول هاته العملية ومصير القطع الخشبية التي تم اجتثاثها حينئذ؟”.

وطالب نفس المصدر ، وزارة الداخلية و الوزارة المكلفة بالبيئة بفتح “تحقيق ومحاسبة جميع المسؤولين عن تنفيذ قرار ليس له قاعدة قانونية تقنع بتخريب البيئة ومحيط السكان علما أن خنيفرة في حاجة إلى غرس المزيد من الأشجار وليس اقتلاعها وبالتالي فإننا لسنا ضد إصلاح شارع سيدي لامين الذي أعاد موضوع اجتثاث الإشجار بالمدينة الى الواجهة ولا ضد أي مشروع يساهم في تنمية حقيقية المدينة لكن شريطة عدم الإجهاز على البيئة، يضيف الفاعل الحقوقي.

“تسبب الحساسية”

وللوقوف على رأي المجلس الجماعي لخنيفرة، اتصلت “العمق” برئيس الجماعة الترابية لخنيفرة إبراهيم أوعبا الذي أوضح أن شارع سيدي لامين، أصبح من الشوارع الكبرى بالمدينة، “حيث يعرف حركية كبيرة للوافدين من الدار البيضاء وأجلموس وكهف نسور في اتجاه مدينة مكناس، ونظرا لضيقه قررنا توسيع، لذلك تم اقتلاع الأشجار وتحويلها إلى خارج المدينة”.

وأضاف أوعبا في حديثه لـ”العمق” قائلا، هذا النوع من الأشجار الموجود بشارع سيدي لامين، يضاعف مرض الحساسية ويشكل خطرا على الساكنة وسيتم اقتلاعه تدريجيا وتعويضه بأشجار أخرى لاتشكل خطرا على صحة السكان” على حد قوله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *