خارج الحدود، سياسة

لماذا تجاهل إعلام الجزائر فرحة المغاربة بتأهل الثعالب؟

الجزائر المغرب- حدود - كرة القدم

لم تهتم وسائل الإعلام الجزائرية بكل أطيافها وألوانها بالفرحة العارمة التي اجتاحت المدن المغربية. وذلك بعد تأهل المنتخب الجزائري إلى المباراة النهائية لكأس إفريقيا بمصر. واكتفت القنوات والجرائد الجزائرية بما شهدته بعض المدن الفرنسية من احتفالات صاخبة. متجاهلة ما وقع على حدودها مع المغرب من زحف بشري، ظل يردد إلى ساعات متأخرة من ليلة الأحد/الاثنين شعارات تتغنى بانتصارات المنتخب الجزائري 1-2-3 viva Algérie . وبقيم الوحدة والتعايش (خاوة .. خاوة).

وعاشت مدينة وجدة أجواء من الفرحة استمرت إلى ساعة الفجر. وثقتها “العمق” في فيديوهات مصورة، ونفس الشيء عرفته مدينة السعيدية ومنطقة “بلجراف” التي تطل على الجانب الجزائري.

واستغربت الأوساط السياسية والرياضية بمدينة وجدة، تجاهل السلطة الجزائرية وإعلامها “المسخر” الفرحة المشتركة التي تقاسمها المغاربة مع أشقائهم الجزائريين على الشريط الحدودي. مبدية تأسفها عن “انحراف” الإعلام الجزائري عن قواعد العمل الصحفي الجاد والمسؤول،الذي يقتضي التقيد في جميع الظروف والأحوال، بشروط النزاهة والدقة والموضوعية. وتساءل أحدهم: “هل مازال الجيش الجزائري يتحكم في السياسة والإعلام؟”.

وتساءل عدد من المتتبعين عن مدى تحكم   قيادة الجيش الجزائري في الإعلام، على الرغم من أن النظام الذي كان يتحكم في دواليب الدولة ويرفض فتح الحدود سقط، بدءا باستقالة الرئيس المريض عبد العزيز بوتفليقة، ووصولا إلى تفكك أجنحة حكمه الواحدة تلو الأخرى.

وبالرغم أن الدستور الجزائري لا يمنح الجيش دورا مباشرا في السياسة وينص على “الطابع الاحترافي” للجيش ودوره في “المحافظة على الاستقلال الوطني، والدفاع عن السيادة الوطنية. ووحدة البلاد وسلامتها الترابية”، فان المؤسسة العسكرية قد دأبت على التدخل مباشرة أو بشكل غير مباشر في تعيين أو إقالة الرؤساء الذين تعاقبوا على حكم الجزائر منذ استقلالها. ولذلك يدرك المتتبعون لأوضاع الجزائر بأن إشارات الجنرال قايد صالح هي توجيهات لأجهزة الدولة للتحرك وفق أجندة قيادة الجيش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *