سياسة

خبير يقدم وصفة حل نزاع الصحراء ويدعو للتنسيق مع قوى حراك الجزائر (فيديو)

قدم أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس بالرباط تاج الدين الحسني، وصفة متعددة الأركان من أجل الوصول إلى الحل النهائي لنزاع الصحراء والانتصار للوحدة الوطنية المغربية، داعيا إلى المرور إلى السرعة القصوى وتبني الديبلوماسية الهجومية بدل الدفاعية في الخطاب الترافعي المغربي، إضافة إلى نهج سياسة عدم ترك المقعد الفارغ في كل المناسبات والتظاهرات.

ودعا الحسني إلى استثمار الدينامية الكبيرة التي تعيشها القارة السمراء وخاصة المنطقة المغاربية، وذلك ببناء تحالفات جديدة خصوصا مع قوى الثورة الجزائرية ومرشحي الحكم بعد الحراك، كما شدد على ضرورة الاستعداد من الآن لاستقبال العائدين من مخيمات تندوف وتوفير السكن اللائق بهم.

التنسيق الديبلوماسي

ووقف الحسيني في تصريح خص به جريدة “العمق” على ضرورة تحالف الديبلوماسية الرسمية مع الديبلوماسية الموازية، وذلك عن طريق التنسيق بين ديبلوماسية وزارة الخارجية وكل روافد الديبلوماسية الموازية، وجعلها في بوتقة واحدة على مستوى وحدة المواقف وتوزيع الأدوار.

وشدد على ضرورة التنسيق بين كل روافد الديبلوماسية الموازية، وأساسا الديبلوماسية الحزبية البرلمانية والاقتصادية والجامعية، وديبلوماسية المجتمع المدني وكذا “الديبلوماسية الروحية التي تلعب دورا مهما في دول إفريقيا جنوب الصحراء وعدة دول في العالم”، على حد قوله.

ودعا الدولة إلى التنسيق مع مغاربة العالم لدعم المواقف المغربية، موضحا أن “مواطني الشتات لم يعودوا مجرد عمال في معامل ومناجم وأصحاب وظائف عادية، بل أصبحت المراكز والجامعات تعج بالباحثين من أصل مغربي، كما أن عددا منهم يتولون مسؤوليات في عدة مجالس منتخبة ومؤسسات بمختلف دول أوروبا وأمريكا وغيرها”.

الاقتصاد يمهد للسياسة

واعتبر الأستاذ الجامعي أن الديبلوماسية الاقتصادية المرتكزة على الأذرع الكبرى للاقتصاد المغربي مثل المكتب الشريف للفوسفاط والخطوط الملكية المغربية وكذا الأبناك والشركات الكبرى، يجب أن تصبح سندا للجهود السياسية في قضية الصحراء المغربية.

وأعطى مثالا على ذلك بجهود المكتب الشريف للفوسفاط في ترسيخ صناعة الأسمدة الصناعية بإثيوبيا، مما سيجعل المغرب يلعب دورا مهما في مساعدة إثيوبيا التي حظيت بزيارة الملك محمد السادس على تغطية حاجياتها الغذائية، كما أن هذا التعاون الاقتصادي سيدعم العلاقات الديبلوماسية بين البلدين.

وأضاف أن بين الأمثلة في الشأن ذاته، توقيع اتفاقية أنبوب الغاز الطبيعي مع نيجيريا، خصوصا وأن الأنبوب سيمر من 11 بلدا من غرب إفريقيا، مبرزا أن هذا سيجعل كل البلدان تحس أن للمغرب فضل عليها في ربطها بالقارة الأوروبية، الأمر الذي سينعكس إيجابا على مواقفها من قضية الصحراء المغربية.

وأشار الحسني إلى الديبلوماسية الجامعية يمكنها أن تلعب أدوارا إستراتيجية بانفتاحها على طلبة الدول التي تعترف بـ”البوليساريو”، وقال “عندما سيعود الطلبة إلى بلدانهم بعد التخرج سيتذكرون أفضل الذكريات التي عاشوها في المغرب، وسيكون هذا مرجحا أساسيا في تغيير المواقف نحو الأحسن”.

التنسيق مع قوى الثورة

ودعا أستاذ القانون العام، في حديثه لجريدة “العمق” إلى تنسيق السياسيين المغاربة والأحزاب مع قوى الحراك في الجزائر، ومع المرشحين لتولي الحكم خلفا للنظام الذي أسقطته الثورة.

وأوضح الحسيني أن القيادات السابقة للجزائر كانت ترى قوتها في ضعف محيطها، والذي يتكون من دولة ليبيا التي وصفها بـ”الفاشلة”، وتونس التي “تعيش وضعية التأرجح بين عدة مواقف”، ثم موريتانيا “الحلقة الأضعف في المنطقة والتي لا تمتلك أليات سياسيتها الخارجية”، وهو ما يجعل الجزائر “ترى أن قوتها في ضعف المغرب”، وأنه “مصدر الإزعاج الوحيد لدى النظام السابق”.

وأضاف أن قضية إغلاق الحدود منذ 1994 كافية لوحدها لفهم تفاصيل الصراع وحقيقته، وأن الخصم الحقيقي في تاريخ النزاع كان هو الجزائر وليس البوليساريو.

النهاية بعودة اللاجئين

الخبير في القانون الدولي، اعتبر أن نهاية صراع الصحراء سيكون بعودة من وصفهم بـ”المهجرين قسرا” إلى مخيمات تندوف، داعيا الدولة إلى التفكير في مشاريع من شأنها أن تخلق دينامية وتعطي قوة لحركة العودة إلى الوطن.

واقترح في هذا الصدد أن تطلق الحكومة من الآن مشروعا لتوفير السكن للمهاجرين، بعد أن تحصيهم عن طريق عائلاتهم المتواجدة في داخل الأقاليم الجنوبية للمغرب والتي مازالت على تواصل بأقاربها بالمخيمات.

وقال الحسيني “تصوروا لو أن عائلة تعيش حالة مأساوية طلع عليها يوم ترى في لائحة رسمية أن  لها منزل في مدينة مراكش مثلا، ذو الرسم العقاري كذا وكذا… تصوروا نوع الديناميكية التي يمكن أن يخلقها مثل هذا المشروع في حركة عودة اللاجئين”.

واعتبر أن مثل هذا المشروع لن يكون مكلفا للحكومة، مستدركا “حتى لو كان مكلفا فإن أغنياء البلد ومواطنيه سيتطوعون ويساهمون في إنجاحه”، وأعطى المثال بمساهمة المغاربة في بناء مسجد الحسن الثاني، وذلك “رغم تجاوزات الداخلية يومها في جمع التبرعات”.

كتاب أبيض

وشدد المتحدث على ضرورة إعادة النظر في التعاطي الإعلامي مع قضية الصحراء المغربية، خصوصا فيما يتعلق بالتواصل مع المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن العديد من المسؤولين الجدد على مستوى الدول أو الأمم المتحدة، يجدون أنفسهم دائما بعد تولي المسؤوليات أمام الدعوة إلى “تقرير المصير” و”حفظ الحقوق والعودة”.

واقترح الحسيني أن يقوم المغرب بصياغة “كتاب أبيض” أو “كتاب مرجعي” عن الصحراء، يضم كل عناصر المقارنة بين ما كانت عليه الصحراء قبل أن يسترجعها المغرب من الاحتلال الإسباني سنة 1975، وبين ما أصبحت عليه اليوم، وأن يضم كذلك “كل الحقائق في ما يتعلق بمفهوم البيعة وقانون السيادة وفق القانون الدولي الإسلامي، وبالعلاقات والروابط القائمة بين المغرب والصحراء”.

ودعا كذلك أن يشرح “الكتاب الأبيض” مدى “قانونية ومصداقية مشروع الحكم الذاتي الذي وصفه مجلس الأمن بالمصداقية والجدية، وكيف أن أسمى قانون للحكم الذاتي يمكن أن يفكر فيه مواطن ما في دولة ما”.

وقال “إذا صدر مثل هذا الكتاب وفيه مثل هذه المقارنات والمعطيات، فإن كل مسؤول ذهب البرلمانيون والسياسيون لزيارته ومناقشة مشكل الصحراء معه ومدوه بنسخة من هذا الكتاب باللغة التي يفهمها ويتكلمها… سنكون على يقين أن الأوضاع ستتغير”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    من تأتوا بمثل هذا النوع من الوصفات اظن ان استاذنا يظن نفسه امام كعكة يوجه البوصلة لكيفية اعدادها، من اعطاك الخبرة يالحسيني، المغرب يوفر السكن لمواطنيه ومن ثم نشوفوا المهاجرين، المغرب له مشكل واحد فقط لتسهيل الامور عليه يجب ان يعيد ترتيب بيته الداخلي فقط ليكن في علمك الشعب هو مستقبل الدولة