أخبار الساعة، خارج الحدود

“النهضة” التونسية على صفيح ساخن.. الغنوشي يترشح وقيادات غاضبة

أعلنت حركة النهضة التونسية، ذات التوجه الإسلامي، أمس السبت ترشيح رئيسها راشد الغنوشي على رأس قائمة “تونس1” في الانتخابات التشريعية المقبلة، المزمع تنظيمها في شهر أكتوبر من السنة الحالة.

وقال المتحدث باسم حركة النهضة عماد خيري إن الحركة صادقت على ترشيح الغنوشي في قوائم العاصمة، كما أبرز أن المكتب التنفيذي للحركة صادق على كل القوائم التي ستقدم بها للاستحقاقات التشريعية.

واعتبر خيري أنه من الضروري أن ترشح الأحزاب السياسية التونسية أبرز قياداتها “لتجسيد الممارسة الديمقراطية على حد قوله”.

 خلافات حادة

من جهة أخرى، تعيش “النهضة” خلافات حادة مع بعض القياديات الغاضبة من تدخل المكتب التنفيذي في تعديل اللوائح التي سيخوض بها الانتخابات، واتهمت الغنوشي بـ”الانحياز” لدوائره المقربة، و”عدم احترام إرادة كبارة الناخبين”، فيما رأى الغنوشي أنه تصرف وفق الصلاحيات التي يجيزها له القانون الداخلي للحركة، حسب ما نقلت عنه “الجزيرة.نت”.

ورفض كل من القيادي عبد اللطيف المكي وعبد الحميد الجلاصي الانصياع لقرارات المكتب التنفيذي بعد إزاحتهم من قوائم “تونس الكبرى” وتعيينهم في كل من دائرة الكاف ونابل، فيما كشفت رسالة مسربة للمكي، حجم الخلاف داخل النهضة، وما وصفه بـ”شعور الظلم” الذي يعتريه وقيادات من النساء والشباب في الحركة على ضوء قرارات المكتب التنفيذي.

واعتذر المكي في الرسالة ذاتها عن عدم قبوله ترؤس القائمة التشريعية لدائرة محافظة الكاف، وهو الذي حقق فوزا ساحقا في دائرة “تونس 1″، خلال الانتخابات التمهيدية، مستغربا قرار نقله وموجها عبارات لوم قاسية لراشد الغنوشي، كما وصف ترؤس الأخير لقوائم “تونس1″ بـ”المرتجل”.

وختم قائلا، حسب “عربي21”: “وإني أدعو بعض القيادات إلى أن يعينوا إخوانهم بالصمت إذا لم يستطيعوا رد المنكر وأدعو رئيس الحركة أن يتقي الله في حركتنا وشبابنا ونسائنا وإخوتنا”. 

وغير بعيد عن مواقف الجلاصي والمكي الغاضبة، عبر زميلهم في الحركة محمد بن سالم عن رفضه للتغييرات التي أجراها المكتب التنفيذي بشأن أسماء المرشحين للتشريعية، خصوصا رؤساء القوائم، وفقا للجزيرة نت.

وتصدر ابن سالم قائمة دائرة زغوان خلال نتائج الانتخابات الداخلية للحركة ليجد نفسه مقصى من رئاسة القائمة، ومتذيلا المرتبة الثالثة، وهو ما وصفه بالإقصاء الممنهج لخيارات كبار الناخبين، وأعضاء مجلس شوراها المركزيين داخل المحافظات.

وأضاف: “لا أريد التجني على الحركة ولا على رئيسها، لكن من غير المعقول أن أتباهى بانتخابات داخلية ديمقراطية غير مسبوقة يقوم بها حزب سياسي، ثم أرمي بنتائجها عرض الحائط”.

تدوينات أخرى لقيادات من حركة النهضة لا تخلو بدورها من رسائل مباشرة ومبطنة، حيث كتب سمير ديلو: “الجوّ خانق .. أفكر جديا في الاعتزال”، في حين راجت أنباء عن تقديمه لاستقالته من الحركة نفاها لاحقا، كما رفض عضو مجلس شورى الحركة زبير الشهودي إزاحة المكتب التنفيذي للنساء من تصدر القوائم.

وأجرت الحركة، في يونيو الماضي، انتخابات داخلية على مستوى المحافظات، اختار خلالها كبار الناخبين فيها (أعضاء المكاتب المحلية والجهوية والمستشارون البلديون التابعون للحركة) المرشحين المحتملين على قوائم الحركة للانتخابات التشريعية.

جدير بالذكر أن حزب حركة “النهضة” هو الأكثر تمثيلا في البرلمان الحالي، بـ68 نائبا من أصل 217.

وإضافة إلى الانتخابات التشريعية، تشهد تونس، في 17 نونبر المقبل، دورا أول من انتخابات رئاسية، وكانت “النهضة” قد أعلنت سابقا أن الغنوشي هو مرشحها الحالي للانتخابات الرئاسيّة، بمقتضى النظام الداخلي للحركة، وقالت في الوقت نفسه إن إمكانية اقتراح مرشح آخر من داخل الحركة أو خارجها “ما يزال واردا”.‎‎

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *