سياسة، مجتمع

الهجرة السرية .. تزايد أعداد “الحراكة” رهين بعلاقات الرباط ومدريد

تقلص عدد المهاجرين السريين الذين وصلوا إسبانيا عبر السواحل المغربية بشكل كبير، حيث ضيقت السلطات المغربية الخناق على الشبكات المتخصصة في هذا المجال، وذلك منذ إبرام الرباط لاتفاقيات مع مدريد وبروكسيل تهم مساعدات مالية ولوجيستية للحد من الهجرة السرية.

وقال “إدوار سولير”، وهو متخصص في الجغرافية السياسية بشمال إفريقيا، بمركز الأبحاث CIDOB إن “المغرب وجد في خريطة الهجرة أداة ضغط مفيدة للغاية”، مضيفا أن “الأوقات التي كانت فيها العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا صعبة تزامنت مع زيادة عدد المهاجرين إلى إسبانيا وتلك التي عرفت تحسنا تميزت بانخفاض حاد”.

ووفقا لمعطيات صادرة عن وزارة الخارجية الاسبانية، أوردها تقرير لوكالة “أ ف ب” الفرنسية، فقد وصل 15683 مهاجرا إلى إسبانيا عن طريق البحر منذ يناير، أقل بنسبة 54 بالمائة عن الأشهر الثمانية الأولى من العام 2018.

“خوسيه “إنسيناس”، وهو مسؤول بالحرس المدني الإسبانية بمنطقة الأندلس (جنوب إسبانيا)، التي تستقبل عددا كبيرا من المهاجرين السريين، قال في تصريح للوكالة الفرنسية، إن “السلطات المغربية تمنع مغادرة القوارب لسواحلها، وقبل ذلك، كانت تسمح لهم بذلك”.

كما نقلت “أ ف ب” عن خبير في الهجرة طلب عدم الكشف عن هويته، أن البحرية الملكية المغربية، وضعت آلية، خصوصا في نقط إستراتيجية بمدن الشمال، من أجل الحد من المهاجرين”.

ومنذ وصول “بيدرو سانشيز” إلى الحكومة في يونيو 2018، وقت كان عدد المهاجرين في ارتفاع ملفت، أرسل وزراءه في مناسبات عدة إلى الرباط، قبل أن يزور هو المغرب في نونبر، ويتحدث بشكل خاص مع الملك محمد السادس. ثم بعد ذلك قام ملكل إسبانيا “فيليبي السادس” بزيارة إلى الرباط في فبراير الماضي، وقعت على هامشها 11 اتفاقية ثنائية.

وفي هذا الإطار، قال الخبير الإسباني “سولير”، إنه “حدث انخفاض حاد في عدد الوافدين إلى إسبانيا بعد ذلك”، من 4104 مهاجر سري في يناير 2019 إلى 936 في فبراير وفقًا لمنظمة الهجرة الدولية، مضيفا أن هذا لم يكن من قبيل الصدفة، ب لأن المغرب قررت تغيير سياسته.

كما أوضح “خوسيه إنسيناس” المسؤول بالحرس المدني بمنطقة الأندلس، في حديثه مع “أ ف ب” أنه “عندما يريد المغرب المزيد من المال، فإنه يفتح صنبور الهجرة وعندما يتلقى المال، فإنه يغلقه”.

ومنحت إسبانيا للمغرب 32 مليون أورو للحد من الهجرة غير الشرعية، بعد أن منحته في يوليوز 26 مليون يورو، “لتزويد وزارة الداخلية بالعربات”، كما تحسنت العلاقات بين بروكسل والرباط منذ وافق البرلمان الأوروبي على اتفاقية إعادة التفاوض بشأن الصيد البحري بين الاتحاد الأوروبي والمغرب في فبراير.

وذكرت “أ ف ب”، أن وزير الداخلية الأسباني “فرناندو غراندي مارلاسكا” قد أبرز يوم الأربعاء في الرباط وجود “انخفاض ملحوظ” في عدد المهاجرين الوافدين على إسبانيا، مشيراً إلى “التعاون الأمني” في سابع اجتماعاته مع نظيره المغربي.

وأكد أن مدريد “استمرت في الإصرار على مؤسسات الاتحاد الأوروبي على الأهمية الحاسمة للمغرب كشريك استراتيجي في مجال الهجرة وغيرها”. وفي هذا الإطار خصص الاتحاد الأوروبي 140 مليون يورو في عام 2018 لحد من الهجرة عبر السواحل المغربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *