مجتمع

مؤسس حزب “الحب العالمي” يكشف دواعي التأسيس وآراءهم في القضايا المجتمعية

في حوار مصور مع جريدة “العمق”، أوضح مؤسس حزب الحب العالمي، عبد الكريم سفير، مواقف حزبه في مجموعة من القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية المطروحة اليوم، كالتشغيل، التعليم، الصحة، الخوصصة، اللغة، الحريات الفردية بما فيها العفو الملكي عن الصحافية هاجر الريسوني، وقضية الصحراء المغربية.

كما تحدث عبد الكريم سفير عن فلسفة حزبه والمرجعية العالمية التي يتبناها مع ضرورة احترام الخصوصية المحلية في البرامج الانتخابية، وموعد دخولهم المشهد السياسي، موضحا كذلك دلالة شعار الحزب وسبب تغييب الفرنسية فيه.

كثيرون يسألون ما الداعي إلى تأسيس حزب جديد وسط عدد من الأحزاب بالمغرب؟

هناك دواعي كثيرة، أما الداعي الأساسي فهو الحاجة اليوم إلى بدائل سياسية جديدة داخل المجتمع المغربي، وذلك بعدما وصل الجميع إلى قناعة مفادها أن الأحزاب السياسية القائمة لم تعد تلبي الغرض الذي أنشأت من أجله، والذي هو تمثيل المواطنين والدفاع عن قضاياهم في إطار الصالح العام.

قضايا الحزب واهتماماته عالمية.. كيف ستتم مراعاة الخصوصيات المحلية؟

طموحنا في حزب الحب العالمي أن نكوّن حزبا عالميا ونُقدم نموذجا لحزب عالمي مبني على قيم الحب والإيكولوجية البيئية، وبالتالي نحن نحاول أن يكون تصورنا الفلسفي للحزب دو بعد كوني، أما الخصوصيات فستتم مراعاتها في برامج الأحزاب على مستوى كل بلد.

وبخصوص الفلسفة فهي دائما كونية وعالمية، لأنه ليست هناك فلسفة غربية وعربية، بل هناك فلسفة إنسانية تخاطب كل ما هو إنساني، ومن تم كان لا بد من التفكير في مبادئ إنسانية يتوافق عليها جميع البشر في جميع الشعوب والثقافات باختلاف ألوانهم ودياناتهم.

هناك من يرى أن اهتمامات حزبكم بعيدة عن هموم المواطن المغربي؟

أعتقد أن الأمر ليس بهذه الصورة، فمن اطلع على تقديم فلسفة حزب الحب العالمي في بعدها الكوني، والتي تلامس ما هو وطني كما سيتم تفصيله في البرنامج السياسي خلال اللقاء الوطني الثالث، سيدرك أننا نناقش قضايا السكن، الصحة، التشغيل، التربية والتعليم، بل نحن منشغلين بكل انشغالات المواطنين.

لكن انشغالات الحزب ليست هي فقط هي ما يشغل بال المواطنين بشكل مباشر، بل هناك قضايا كثيرة على الحزب أن يهتم بها، ويجعل المواطنين يهتمون بها، لأنه لا يمكن فصل مجال حقوق الإنسان عن التنمية.

كما لا يجب أن نسقط في مقولة المصريين؛ “الجمهور عايز كدة”، لأن هذا سيكون شعبوية، ولذلك فشلت كل الأحزاب التي تكلمت هذه اللغة في معالجة المشاكل المجتمعية، لأنها كانت تركب على الموجة فقط، وحاجات المواطنين لهذه الشعارات.

مبادئ الحب “رومانسية”.. كيف سيتدافع داخل المشهد السياسي خاصة وأنه مجال معروف بالصراع والتراشقات؟

حزبنا لن يدخل في السجالات العقيمة، لأن هذه السجالات يرفضها الشعب بنفسه ويتهكم على الأحزاب التي سقطت في هذا المستوى، ونحن لا نريد أن نعيد إنتاج هذه المسائل. كما إننا واعون بأن المشهد السياسي مجال تدافع، لذلك سنتدافع ونتصارع بكل حب مع جميع الفرقاء السياسيين وسنتحالف مع من يمكن أن نتحالف معه.

كما أريد التأكيد على أننا سنمارس السياسة بكل نبل وشرف بعيدا عن أية دسائس ومكر وخداع كما يُصور دائما، وفي هذا إعادة اعتبار لممارسة للسياسة في حد ذاتها، بكل احترام وحب.

أريد أيضا أن أوضح أن أفكارنا رومنسية بمعنى معين، لكنها أفكار جذرية على مستوى تغيير رؤيتنا نحو الإنسان والعالم ونحو السياسة بحد ذاتها، نحن نتبنى فلسفة الحب كفلسفة ثورية جذرية في مغزاها وفي عمقها، من أجل تغيير علاقات القوة مع الفاعلين الاقتصاديين والسياسيين والاجتماعيين والمدنيين على مستوى العالم والمستوى المحلي.

ألن يؤثر اختياركم الفكري سلبا على عدم وجود كتلة انتخابية تدعمكم؟

نحن الآن لا نتكلم على كتلة ناخبة، بل في مرحلة نقاش عمومي مفتوح حول مبادرة لتأسيس حزب الحب العالمي، والكلام القائل بيجب أن تراعي مشاعر الناس، كله يدخل في إطار الخداع والمكر السياسي الذي لا نريد ممارسته، نحن سنطرح أفكارنا وسنحاول إقناع الناس بها، ومن رحب بها أو رفضها سنقول له مرحبا بك.

وفي نهاية المطاف ليس لدينا ما نخسره، لأننا لسنا حزب يستثمر أموالا سياسية ليشتري أصوات يدخل بها للانتخابات ويردد الكلام الذي يريد الناس سماعه من أجل الحفاظ على كتلته الانتخابية.

هل تعني أن حزب الحب العالمي يسعى إلى بناء الأفكار أكثر من الحصول على الأصوات؟

هذه الأفكار هي التي ستأتي بالأصوات، قالمغاربة يعرفون جيدا من يكذب عليهم ومن يصدقهم القول، والآن يريدون أن يتجاوزو سنين الكذب التي عاشوها مع الأحزاب السياسية.

ما الدلالة التي تحملها الوردة في شعاركم، ولماذا غيبتم اللغة الفرنسية؟

إنها وردة الطفولة الإنسانية التي تتقاسمها شعوب العالم، إذ كانت رمزا للتفاؤل والاستشارة عل مر السنين، كما أنها رمز بيولوجي، أي أنها ليست من الورود المستهجنة، بل طبيعية بيولوجية، ونحن اخترنا أن نكون “حب إيكولوجي” “GREEN LOVE”.

أما بالنسبة لعدم حضور اللغة الفرنسية في شعار الحزب؛ معناه التزامنا بالمحلية في العربية والأمازيغية، والعالمية بالإنجليزية، وهذا أيضا سيكون له انعكاسات على مستويات أخرى ستظهر في قضايا التربية والتعليم، ولكننا نتبنى التعدد اللغوي.

متى سيشاهدكم المغاربة في المشهد السياسي؟

هذا رهين بالوقت الذي يريدون ذلك، وسيجدوننا مستعدين لذلك، نحن لم نضع وقتا محددا لتواجد حزبنا في الساحة السياسية، لكننا على استعداد أن يتقدم هذا النقاش وسط تطور الأحداث.

هل تؤمنون بالتغيير في المغرب؟

نحن متفائلين ونقول بأن التغيير ممكن وأن الإصلاح ممكن، لكن يجب أن يكون الفاعلين قادرين وصادقين في نواياهم الإصلاحية، وليست مجرد شعارات سياسية وانتخابية وضحك على الذقون.

ما هي الطريقة التي يمكن بها التغيير في نظركم؟

أولا البدئ بالفاعل السياسي والحزبي، لأن الحزب السياسي اليوم في المغرب ليس في المستوى المطلوب، وغير مؤهل للعب دورهم الإصلاحي، هم كائنات فالغالب دون التعميم تعيش على الريع السياسي.

رأيكم في العفو الملكي عن هاجر؟

لقد شكرنا جلالة الملك على هذا العفو، واعتبرنا أنه سيشكل مقدمة لمغرب جديد تليه جملة من الإعفاءات الأخرى لتشمل معتقلي الريف وجرادة وجميع الحركات الاجتماعية.

ماذا عن الحكومة الجديدة؟

هي حكومة قديمة.

ما رأيك في وجود التكنوقراط داخل الحكومة الجديدة؟

التكنوقراطي شخص لا يفكر بل ينفذ، والمشكل هو ماذا سينفذ أمام وضع لا تملك فيه الأحزاب برنامج تدبيري، وبالتالي فالتكنوقراطي سيكون مفيدا عندما يكون للأحزاب أجندة سياسية من خلال، لكن واقع الحال هو أن فاقد الشيئ لا يعطيه.

انتخبات 2021؟

أتمنى أن تكون انتخابات استثنائية تُخلخل المشهد السياسي في المغرب وتعيد ترتيب الأوراق من جديد لأن هناك فشل منذ سنين في إعادة ترتيب الأوراق السياسية وإعادة إنتاج نفس الأوضاع، كما أتمنى أن تدخل شرائح شبابية جديدة للمشهد السياسي، وتخرج من العزوف السياسي، لأن السبب الرئيسي في ما نعيشه اليوم هو العزوف السياسي في التصويت والترشيح، وبالتالي فالأمل هو الخروج من هذه المقاطعة السلبية إلى المشاركة الإيجابية.

كيف ترى نسبة التصويت في الانتخابات المقبلة؟

أعتقد أن هذه السنة  ستعرف مشاركة كبيرة، لأن المغاربة صاروا أكثر وعيا بأهمية التصويت، وربما ننتظر المفاجئات.

كيف تنظرون لموضوع المساواة بين الرجل والمرأة في أوراقكم؟

نعتبر بأن هذه المسألة عادية وطبيعية كما جاءت بها جميع المواثيق الدولية والوطنية، بل الأكثر من هذا نطالب بإنصاف المرأة داخل المجتمع، لأن هناك كثير من الظلم الاجتماعي على المرأة في وسط ذكوري، لذلك يجب أن نناضل بكل حب مع الرجال من أجل أن يتفهموا أن تمتع المرأة بحقوقها معناه تمتع المجتمع كله بحقوقه.

موقفكم من الخوصصة؟

نحن في حزب الحب العالمي وكما أعلنه في فلسفتنا؛ ضد خوصصة القطاعات الاستراتيجية الحيوية للمجتمع، كالصحة والتعليم والطاقة والماء، لأنها قطاعات استراتيجية حيوية لا نسمح بخوصصتها ونريد من الدولة أن تعود لتلعب فيها دورها الاستراتيجي.

ما قول حزبكم في إشكالات اللغة في المغرب؟

يجب تفعيل أولا طابع الأمازيغية كلغة رسمية في البلد، لأنها ما تزال لم تفعل بشكل فعلي، ففي المدرسة  تدرس بشكل محتشم وفي الإدارة شبه غائبة.

ويجب أن نتعامل مع اللغات بمقاربة تعددية، بحسب الجهات والخصاص وقدرتها التاريخية والاقتصادية، وبالتالي فيمكن لجهة الشمال أن تعتمد على الاسبانية، وممكن الدار البيضاء كمدينة عالمية اقتصادية أن تعتمد الإنجليزية، ومن الممكن أن تعتمد أكادير الألمانية نظرا لنسبة السياح الذين يزورونها، ويمكن لبني ملال والنواحي أن تعتمد على الإيطالية لأنه هي الأنسب لها بحكم الهجرة، ونترك الفرنسية للعاصمة الرباط.

نصيب قضية الصحراء المغربية في أوراقكم؟

هذه قضية لا نقاش فيها، نحن نتبنى مغربية الصحراء، لكن في نفس الوقت لدينا تصور حول كيفية تدبير هذا الملف خاصة مع جبهة البوليساريو، خصة أن هذا الملف تم تدبيره من طرف الأحزاب بشوفينية كبيرة مع الصحراويين، لأنه لا يعقل أن تدعوهم للحوار وأنت تصفهم بأنهم انفصاليين وأنهم خونة ومرتزقة وعملاء، في حين أن لو اعتبرناهم جزء لا يتجزأ من حركة المغرب التحررية واعتبرنا أن نضالهم يصب في نضالنا، سنكون أمام  مغرب ديمقراطي يتسع للجميع، بدل حوار جاف إقصائي عنيف لا طائل من ورائه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *