مجتمع

قتلت أمهما.. مغربي يناشد المسؤولين استرجاع ابنتيه من “داعش”

لا يزال عمار أمدجار وهو مغربي من مدينة بني ملال متأثرا بقصة هروب طليقته المهاجرة بالديار الفرنسية وهي حامل وبرفقتها ابنتاه أمينة وماريا إلى أحضان تنظيم “داعش” الإرهابي بسوريا، وما زاده تأثرا وحزنا هو مقتلها وابنه الرضيع خلال غارة حربية أمام أعين ابنتيه التي أصيبت إحداهما بعاهة مستديمة.

أمدجار الذي لم يدع باب مسؤول إلا وطرقه من أجل استرجاع ابنتيه الموجودتان حاليا بمخيم “الهول” بسوريا، الذي يعتبر الملاذ الأخير لنساء وأطفال تنظيم “داعش”، ناشد من جديد عبر جريدة “العمق” المسؤولين للتدخل لإعادة ابنتيه إلى المغرب، محملا مسؤولية تواجدهما هناك للسلطات الفرنسية التي سمحت لوالدتهما بالسفر إلى سوريا رغم أنها كانت تحت المراقبة بسبب أفكارها المتطرفة.

بداية القصة
تزوج عمار أمدجار من مهاجرة مغربية تدعى “رحمة، أ”، سنة 2005، وخاض لسنوات معركة الالتحاق بزوجته في فرنسا عبر مسطرة لم الشمل العائلي، غير أن طلباته قوبلت بالرفض، قبل أن يقرر سنة 2008 الهجرة سرا إلى فرنسا، غير أنه تم ترحيله، ليعاود الكرة في سنة 2009 ويتم اعتقاله أمام باب مدرسة ابنته ويقضي شهرا حبسا ويعاد ترحيله من جديد إلى المغرب.

أمام هذا الوضع، يقول أمدجار في حديث مع “العمق”، “حاولت زوجتي وابنتي العيش معي هنا بالمغرب، غير أنهن لم يتأقلمن، لتقرر العودة إلى فرنسا سنة 2013 وهي حامل بابني الثالث وهو الذي وضعته خلال التحاقها بداعش في سوريا”، مضيفا أنه قرر وزوجته وضع حد لعلاقتهما والطلاق بعد أن فشلا في لم شمل أسرتهما.

الالتحاق بتنظيم “داعش”
أوضح عمار أمدجار أن طليقته “رحمة” قررت الإلتحاق بتنظيم “داعش” الإرهابي بسوريا، وقبل ذلك غيرت رقم هاتفها حتى تمنعه كأب من التواصل مع ابنتيه، مضيفا أن والديها يقطنان بمدينة بني ملال و قد قصد منزلهم يسأل عن أحوال أبنائه، غير أنه لم يجد جوابا، إذ أخبره والدها أنها خرجت مع أبنائها دون أن تخبر أحدا عن وجهتها.

أمدجار ومن خلال ما دار بينه وبين والد “رحمة”، فهم أن طليقته التحقت بـ”داعش”، وقال في هذا الصدد: “كانت تقول عن والديها بأنهما غير مسلمين، وابنتاي كانتا ترددان بأنهن سيسافرن إلى الدولة الإسلامية”، مضيفا أن والدها لم يخبر لا الأمن المغربي ولا الفرنسي بنية ابنته الالتحاق بهذا التنظيم الإرهابي.

وأضاف المتحدث، أنه وضع شكاية لدى الوكيل العام للملك ببني ملال، والذي قام بالإجراءات اللازمة، وأن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية استمعت له بخصوص التحاق طليقته رفقة أبنائه بـ”داعش”، مضيفا أنه بتنسيق مع السلطات المغربية والأنتربول والشرطة الفرنسية تأكدوا فعلا أنها التحقت بالتنظيم الإرهابي المذكور بسوريا.

مقتل الأم والابن
ويحكي أمدجار كيف أن طليقته وشقيقتها التي كانت تتواصل معه منعتاه من رؤية ابنه الذي ازداد بسوريا، قبل أن يتمكن من ذلك سنة 2018 عبر سيدة من عائلته، مضيفا أنه في الصيف الماضي توصل بخبر مقتلها وابنهما في غارة حربية.

وزاد قائلا: “ابنتي أمينة أصبحت معاقة فقد أصيبت أيضا في القصف وأصبحت غير قادرة على تحريك يدها اليمنى وخضعت لعملية جراحية، أما ابنتي ماريا فهي الأخرى تعاني من أزمة نفسية ولا تتكلم”، مضيفا أنه يتواصل معهما عن طريق مواطنة فرنسية توجد أيضا بمخيم الهول.

صرخات دون استجابة
وقال عمار أمدجار إنه قام بجميع الإجراءات الإدارية لاسترجاع ابنتيه أمينة وماريا، من بينها شكاية إلى الوكيل العام للملك ببني ملال، وطلبات للولاية، والصليب الأحمر، وحتى الهيئات الحقوقية، دون أي استجابة، مضيفا أنه يفكر في أن يستأجر “حراكا” لإخراج ابنتيه من سوريا بعد أن سدت جميع الأبواب في وجه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 4 سنوات

    نسأل الله أن يفرج عنهما وان تلقى هاده الصرخة اذانا صاغية