وجهة نظر

من الثورة إلى الفتنة..!

(لنْ تنبعثَ شرارةُ الاصلاحِ الحقيقي في وسطِ هذا الظلامِ الحالكِ إلا اذا تعلمتِ الشعوبُ العربيةُ وعرفتْ حقوقَها ، ودافعتْ عنها بالثورةِ القائمةِ على العلمِ والعقل.)/ جمال الدين الأفغاني

ما يجري في العراق ولبنان مثلاً، تحويلٌ لانتفاضة الشعبين ضد الفساد والتفقير والتخلف والتبعية المقيتة – الطوعية والاضطرارية منها- إلى فتنة مستدامة، تحققُ للإمبريالية الأمريكية والغربية عموماً، وللصهيونية بشقيْها اليهودي والمسيحي… تُحققُ لهذا العدو المركب الغاصب لخيرات وثورات وطاقات وإرادات الشعوب والأوطان، استدامةَ التحكم في مصائرها وإطالة وجعها وتخلفها وخضوعها…

إنه ذات المخطط المتواصل منذ أواخر القرن التاسع العاشر والقرن العشرين وسايس بيكو المقيت ووعد بلفور المشؤوم ومرحلتَيْ الاستعمار المباشر ثم الاستعمار غير المباشر (…) الذي أُخضعتْ له القارات الثلاث (إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية).

نفسُ المخطط تم ويتم تحيينه بشراسة الغزو الإعلامي والمدني والثقافي (الحزبي والجمعَوي والمهرجاني) وبالعنفِ العسكري والإرهابي (الحروب وافتعال النزاعات)، وبأدواتِ ما يسمى بوسائط التواصل الاجتماعي وبالعقوباتِ الاقتصادية والمديونية والرشاوي والعملاء والخونة في هذه الأوطان.

ومن فلسطين المغتصبة وسوريا الصامدة وليبيا الممزقة والعراق ولبنان والسودان ومصر والجزائر وإفريقيا وكل المنطقة العربية والفارسية، إلى فنزويلا وبوليفيا وكوبا والبرازيل والشيلي (…) تواصل شعوب أمريكا اللاتينية التوقَ إلى التحرر من قبضة ومؤامرات الامبريالية الأمريكية ومن المخطط الصهيوني والاستعماري عموماً… وذلك بالتزامنِ مع تنشيطِ استراتيجية ومخططات إغراق هذه الأوطان في الفتنة والفوضى والاقتتال والانقلابات والثورات المضادة…

لا تخلو منطقةٌ صغيرةٌ أو كبيرةٌ في العالم من مؤامرات هذا العدو المركب الإمبريالي الصهيوني، سواء في القارات الثلاث أو في الدول والمناطق التي تجاور كل من روسيا والصين…

وفي سياق هذا كله أو بعضه، وبالرغم من تمكن هذا العدو المدجج بالقوة والسلاح والعقوبات وامبراطوريات الإعلام والتواصل الاجتماعي وبضعافِ النفوسِ من الخونة والعملاء المحليين من إضعافِ واختراق مناطق ودول وأوطان شاسعة في العالم، فإن مقاومةَ هذ المخطط الرهيب وكل الحروب المدمرة لقدرات الدول والشعوب وللضغوط والعقوبات والاختراقات الشتى… إن هذه المقاومة تتواصلُ هنا وهناك… ويجبُ أنْ تندلعَ في كل مكان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *