مجتمع

مؤثر.. مطلقة: زوجي وأهلي تخلوا عني بسبب طفلي “المعاق” (فيديو)

كأي فتاة كانت تحلم بالاستقرار والأمومة، خاضت مريم وعمرها لا يتجاوز 17 سنة تجربة زواج فاشل،  لم يدم سوى سنتين، عاشت خلالهما تجربة قاسية مع أهل زوجها الذين كانوا ينعتونها بالمعاقة بدوار لبهيهات بابن كرير ، ويهددونها بالطلاق إن لم تنجب لهم ولدا، وشاء القدر أن يحقق حلمهم،فأنجبت ذلك الولد، فرحوا لقدومه لكن سرعان ما اكتشفوا أنه ضرير لا يرى، فلم يتقبلوا الأمر ، لتزيد معاناتها.

بداية المعاناة

«يلومنني وكأنني أنا التي صورت ذاك الإبن في بطني» بهذه العبارة العميقة، عبرت  مريم في حديث مع “العمق”  عن حجم الألم الذي لاقته من طرف أهل زوجها.«أهانونني وبدأو يستعرون مني ومن ابني الضرير، ويمنعونني من الخروج  لكي لا يرى أحد إبني “المعاق”».

بدموع تملؤها الحسرة والألم تروي مريم معاناتها مبرزة أنها كانت تتوسل إلى زوجها من أجل أن يوفر لها سكنا صحبة صغيرها…لكن رموا بهما بدون شفقة إلى إلى مصير مجهول.


أخذت مريم لقب مطلقة  قبل أن تنعم بالاستقرار  ببيت الزوجية، لم تجد ملجأ يأويها سوى بيت أهلها بابن كرير رفقة  آدم ابنها “المعاق”.

مريم التي لم تحصل على أي حق من حقوقها المشروعة عند طلاقها، تقول إن« طليقها تزوج بأخرى ويعيش حياة سعيدة متناسيا إبنه الذي رمى به إلى الشارع».

ظلم الأهل

حاولت مريم تحدي الواقع المر الذي فرضه الزوج عليها، خرجت لتعمل في البادية، لتضمن بعض القوت لها ولصغيرها.
تقول مريم والألم يعتصرها “كنت أبحث  على سرغينة  في التراب وأبيعها لكي أعالج إبني  في المستشفى بسبب ارتفاع ضغطه كل مرة”، لكن نظرة  المجتمع للمرأة المطقة دفعت أهل مريم  إلى منعها من الاشتغال.

«أهلي رفضوني رفقة إبني المعاق واشترطوا لبقائي التخلي عن ابني»  تروي الأم الصغيرة المكلومة  التي رفضت التخلي عن  فلذة كبدها،  وقررت الهجرة إلى المدينة لتشتغل بإحدى المقاهي بمدينة سلا. وتكمل علاج إبنها.

تمسح دموعها  المنهمرة على خديها، وتسترسل مريم في الحكي بحرقة «كل عائلتي تخلت عني، وفي العمل لم يقبلني أحد بسبب صغيري الذي كان كثير الحركة، عشت أياما مريرة في بيت اكتريته ولم استطيع تسديد  مستحقاته لمرضي وعجزي عن العمل، بل لم أكن أجد وفلذة كبدي ما نأكله لضيق ذات اليد».

أدم توحدي

آدم ذو 6 سنوات، طفل جميل كثير الحركة والصراخ، يسمع لكن لا يتكلم، لم تكن تعلم مريم أن إبنها  الضرير مصاب بإعاقة التوحد، إلى أن لاحظت ذلك سيدة آوت مريم في بيتها مؤخرا غير معترضة على ابنها رغم مرضها.

تحكي هاته السيدة للعمق« من اليوم الأول لاحظت أن آدم لديه نفس أعراض  الأبناء التوحديين،  كثير الحركة، يصرخ ويضرب رأسه ويعض يديه. الأمر الذي أكدته لي  ابنتي الطبيبة».


حاولت السيدة المحسنة مساعدة مريم من خلال البحث عن جمعية خاصة بالتوحديين، لكنها وجدت صعوبة في ذلك لرفضهم استقباله بمجرد علمهم أنه لا يرى ولا يتكلم، لتجد مريم نفسها أمام واقع أمر لا تكاد تستسلم له حتى تظهر فاجعة أخرى.
“مريم حالة إنسانية صعبة وتواجه مشكلة كبيرة مع إبنها التوحدي، الذي يمنعها من الخروج إلى العمل» تقول السيدة المحسنة بألم، وأمل أن تجد مريم وابنها الذي تنكر إليه والده يدا رحيمة تساعدها لتتخطى بعض هذه الصعاب.

حنان الأم

رغم المعاناة وقسوة الأهل والأحباب  والمجتمع، تتمسك مريم بابنها الوحيد، وترفض نعته بالمعاق، وهي تعانقه تصرخ بصوت حزين «أحب إبني كثيرا ولا أتقبل أن يمسه أحد بسوء.لكن الناس تحبطني عندما يحاولون اقناعي أنه «معاق» ولن ينفعني بشيىء».

تحلم  مريم فقط  بما هو حق لها في الأصل،و هو العيش الكريم،وتطالب بحق ابنها  القانوني الذي تخلى عنه اباه من غير شفقة ولا رحمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *