منتدى العمق

“ابستمولوجيا انحدار الخطاب السياسي بالمغرب”

بدا جليا في الآونة الاخيرة انحدار مستوى الخطاب السياسي في المغرب ،وبالضبط منذ تولي “بنكيران” زمام الأمور في البلاد وقيادته لحكومة معلولة مشلولة مقيدة بنظام “كوطا ” حزبية فأصبح من المتعارف عليه ان يطلق كل فريق خطابات جارحة ومضادة ضد الفريق الآخر دون اي مراعاة لأصول الخطاب السياسي وأدبياته.على سبيل المثال مايقع في الغرفتين أثناء كل جلسة شهرية (البرلمان ومجلس المستشارين).

وهذا شيء ينذر بانفراط المجتمع، والانحراف عن المسار الديمقراطي المنشود ، ولا يبشر بالخير للوطن ولا للمواطن اطلاقا .ويهدد ديمقراطية لا زلنا نحلم بها وهي في المهد.

لماذا انحدر الخطاب السياسي الى هذا المستوى؟ أو يتجه شيئا فشيئا نحو الا ندحار ؛أنا باعتقادي أن هناك فئة اعتمدت هذا النوع من الخطاب واعتبروه الوسيلة الوحيدة ليكون لهم دور سياسي، وهذا مؤسف.

ثم اذا ما قارننا خطابات السياسيين اليوم وكيف كانت بالأمس منذ سبعينيات وحتى تسعيينيات القرن الماضي ، سنلاحظ الفرق كبير جدا، في التهذيب واللياقة، في الماضي كانت الكلمة تقال بطريقة أفضل، حتى مع وجود الاختلاف، والتعبير عن الرأي كان لا يرتدي طابع الاهانة، اليوم المؤسف ان هناك البعض الذين لا يستطيعون التعبير عن رأيهم لأن لا شيء يقولونه سوى الاهانات والشتائم كما كان يفعل رئيس الحكومة “بنكيران” ، فاتهام الآخر واعتماد أسلوب أن كل الآخرين الذين يخالفونه الرأي هم فاسدون وخونة وعفاريت وتماسيح وهلمجرا من الأوصاف والنعوت، وهذا مدلول سيئ جدا على سطحية من يطلق الكلام ومرجعيته الحزبية المستمدة من أطروحة اسلامية ، وهذا يدل بأن من يقول هذا الكلام لا يتمتع بأي حرية ديمقراطية ولا يقبل غيره ورأيه حتى لو كان هذا غيره على حق وهو على خطأ.فأنا باعتقادي للخطاب السياسي ضوابط مثلا :

اليوم يجب اعادة تثقيف الناس وتوعيتهم وتأطيرهم سياسيا ، واذا ما استمر هذا النوع من الخطاب قد يؤدي الى تشردم العمل السياسي ،وأعتقد ان ما يجري اليوم يشير الى ان هذا النوع من الخطاب يخلق المناخ الملائم لاشعال فتنة في البلاد، وذلك بسبب التشنج الذي يحمله هذا النوع من الخطابات والممارسات السياسية الرديئة والضيقة التي تغلب عليها الشخصانية بمعنى : ان مشكلة الناس انهم يعبدون الأشخاص وليس المبادىء وهذا ناتج عن قلة الوعي على الرغم من الشهادات العالية والكفاءات التي تتميز بها فئة عريضة من المجتمع المغربي .من أكاديميين وأساتذة وأطر عليا وكفاءات مهنية محترمة .

ثم هناك معضلة كبرى تتمثل في عدم وعي الشعب المغربي بكافة أبنائه في اي موقع كان والى اي فريق انتمى لمسؤولياته، ولمعرفته لحقوقه. فالدولة المخزنية تهيء وتطبخ في مطبخها ممثلين من صنيعتها ليوم الاستحقاق الكبير(الا نتخابات)، وهذا يؤدي الى انقسام مريع تسقط فيه كل المبادئ والقيم..

الخطاب السياسي في المغرب لا يحتاج الى تقييم بل الى صمت أعمق منه. (واذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا) . لأن الصمت أفضل من الكلام..فاتركوا المغاربة يختاروا جيدا الطاقم السياسي الذي يلائم متطلباتهم طاقم وليد إرادة الشعب

ولا تفرضوا عليهم أي كان. (يتبع)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *