مجتمع، منوعات

الأغنية الحسانية.. مقامات موسيقية فريدة و”هبة” إلهية لا يتجرأ عليها (فيديو)

قال المغني الصحراوي الحبيب العيساوي مدافعا عن لونه الغنائي؛ “الموسيقى الصحراوية تضم مقامات وقواعد خاصة بها، ولا يستطيع أحد أن يتجرأ عليها، كما يمكن للفنان أن يتناول أي موضوع في أغانيه مدام يحترم المقامات ويملك أذن بيضة”، (البيضان) هم الناس الذين يتكلمون اللهجة الحسانية.

وتابع العيساوي القول في حوار مصور على جريدة “العمق”؛ ما دامت أذن الأشخاص غير ذلك، فلن يستطيعوا التمعن في الأغنية الحسانية، وليس من هب ودب يستطيع أن يغوص في غمارها ويصبح فنانا لها، “فهي فن موهوب من عند مولانا”، وفق تعبيره.

مواضيع الأغاني

يمكن للأغنية الحسانية أن تتناول أي موضوع وتقدم فيه وصلة فنية تحمل رسائل يختارها الفنان حسب المناسبات التي يظهر فيها، “فهي تضم كلمات الغزل والحب، وتتناول مواضيع الافتخار والاعتزاز، علاوة على قصائد المدح والذم”.

يبين الحبيب ذلك بالقول؛ كل المواضيع تجد لها موطن في الأغنية الصحراوية، “فأنت الفنان وأنت من تبدع”، “لأنه في الأخير الأغنية مقامات موسيقية تستطيع أن تضم العديد من المواضيع، فقط تتطلب احترام القاعدة والمقام الموسيقي”.

وعن اعتماد الأغنية الصحراوية للشعر العربي، يردف المتحدث قائلا؛ “لا يمكن للموسيقى أن تنفصل عن الشعر، والثاني لن يستطيع أن ينفصل عن الأولى، كلهم مترابطين مع بعضهم”.

“أسود وأبيض”

هي موسيقية عربية تأخذك إلى عالم الكلمات والمعاني، وتساعد فيها الآلات الموسيقية على التمعن وفهم مضامينها، تحمل بين طياتها جانبين كما حدثنا الحبيب؛ “الموسيقى الحسانية تضم جانب أبيض وجانب أسود، وكل جانب مقسم لمقامات”.

يوضح الحبيب، أن مقام “فاقو” وهو مشتق من اللفظ العربي الفواق وهو الشهقة العالية، “يحمل معاني الافتخار والاعتزاز، وقد وجدوا أن هذا المقام ينسجم ويتوافق مع مقامات وموسيقى، العيطة بكل أنواعها داخل جهات المملكة المغربية”، وفق تعبيره.

أما بخصوص الآلات الموسيقية، فتستعمل فيها آلة “التدنيت” وهي شبيهة “الكنبري” الذي يستعمل في أغاني كناوة، إلا أن “التدنيت” تضم خمسة أوثار وليست ثلاثة، وقد عوضتها القيتارة اليوم، كما تمت إضافة البيانو كآلة عصرية تضم العديد من المقامات الموسيقية، علاوة على الطبول. أما آلة “آردين” الوترية، والتي كانت تعزفها النساء، لم تعد تستخدم  بكثرة.

الأغنية والدستور

الفنان الصحراوي الحبيب العيساوي، مستشهدا بالدستور المغربي، اعتبر الثقافة الحسانية موروث ثقافي ورافد من روافد الثقافة المغربية وجب الحفاظ عليها، وهي ثقافة عريقة وكبيرة تهتم بجميع المجالات، إذ تضم موسيقى حسانية وألعاب شعبية والعديد من الأمور ذات الصلة.

وتابع القول “هناك بعض الأشخاص لا يمثلون الموسيقى الحسانية بشيئ، ويتطفلون على المجال، وما يجمعنا معهم هو بطاقة الفنان، والتي يتوقف منحها في مدينة أكادير”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *