هل اعترضت الوفي عن تأطير اسليمي لندوة حول الصحراء بالجامعة الشتوية؟

علمت جريدة “العمق” من مصدر مطلع، أن وزارة المغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، قد ألغت مشاركة عبد الرحيم المنار اسليمي، الأستاذ الجامعي في القانون الدستوري، لتأطير ندوة حول قضية الصحراء المغربية، في إطار الجامعة الشتوية لشباب مغاربة العالم المنظمة بإفران.

وشارك المنار اسليمي في جميع دورات الجامعة الشتوية للشباب المغاربة المقيمين بالخارج التي تنظمها الوزارة المنتدبة لدى وزير الخارجية المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة في فترة تولي الوزير المنتدب السابق عبد الكريم بنعتيق في المحور المتعلق بقضية الصحراء المغربية.

وبحسب مصدر الجريدة، فقد تلقى دعوة في بداية هذا الشهر من طرف أحد المسؤولين بالوزارة المنتدبة يطلب منه المشاركة مجددا في الجامعة الشتوية لهذه السنة التي تنظم هذه الأيام، ليفاجأ الأستاذ المنار اسليمي بعد ذلك باعتذار من طرف المسؤول المعني في الوزارة المنتدبة بحجة أن الجامعة ألغيت.

واتضح فيما بعد، يضيف المصدر ذاته، أن الجامعة الشتوية قائمة وأن الاعتراض عن حضور المنار اسليمي أشغال هذه الجامعة لتنشيط محاضرة في قضية الصحراء المغربية قد يكون صدر عن الوزيرة المنتدبة نزهة الوافي بسبب صراع قديم جرى على مواقع إعلامية بين اسليمي ونزهة الوافي قبل تحملها مسؤولية أي منصب وزاري.

نفس الكلام، أكده المنار اسليمي في حديث مع جريدة “العمق”، حيث قال إنه تلقى فعلا اتصالا هاتفيا للمشاركة بمداخلة حول قضية الصحراء المغربية ليفاجأ باعتذار فيما بعد بسبب أن الجامعة الشتوية ألغيت، مشددا على أن حضوره في كل الجامعات الشتوية السابقة كان تطوعيا ومجانيا ويدخل في إطار تقديم معارف للترافع حول قضية الصحراء المغربية للشباب المغاربة المقيمين في الخارج.

وزاد المتحدث، أنه فوجئ بهذا السلوك من الوزيرة الوفي لأنه من المفترض أن موضوع الصحراء المغربية موضوع إجماع كل المغاربة ولا يجب أن تتسرب له مواقف شخصية ناتجة عن صراعات جرت في مجالات أخرى منذ سنوات قد تكون بسبب انتقاده لحزب العدالة والتنمية.

وهاجمت الوفي المنار اسليمي، أواخر سنة 2016 بعد أن وصف مضمون تدوينة سابقة لها بأنها “ذات حمولة عنصرية فيها احتقار لكل المغاربة الجامعيين والمحللين الذين ناقشوا قضية ترشح عبد الإله بن كيران، واعتبروه ترشيحا غير قانوني”، معلقة على السليمي بالقول: “لا يستقيم أن تصف من انتقد الأفكار التراجعية بالعنصرية”.

واعتبرت في تدوينة لها على موقع فيسبوك، أنها لا تقصد أحدا بعينه في تدوينتها، بل تقصد كل “المسخرين” الذين يوظفون عملهم من أجل “تأويلات نكوصية وتراجعية بعيدا عن المبادئ السامية التي عززت المسار التمثيلي الديمقراطي والذي بموجبه نؤسس أعرافا تنسجم والمنطق الديمقراطي للنظام البرلماني”.

وكانت الوافي، قد انتقدت تحليلات بعض المحللين السياسيين الذين وصفوا ترشح ابن كيران للانتخابات التشريعية المقبلة ب “اللاقانوني” و”اللاأخلاقي”، واصفة إياهم بـ”المسخرين”، في حين اعتبر منار السليمي، أن ما قالته الوافي يمثل حمولة عنصرية.