مدير الـANRT يواجه دعاوى قضائية.. والشفشاوني يحرج العثماني

يُواجه عز العرب حسيبي، المدير العام للوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، ثلاثة دعاوى قضائية أبرزها تلك التي رفعها ضده المدير السابق للمعهد الوطني للبريد والمواصلات INPT عبد الفتاح الشريف الشفشاوني، على خلفية إقالته من منصبه شهر أكتوبر الماضي.

وأقيل الشفشاوني في العاشر من أكتوبر الماضي من منصبه كمدير للمعهد الوطني للبريد والمواصلات، بعد خلاف طويل مع “دركي الاتصالات” عز العرب حسيبي، حيث يتهمه الأول بـ”التدخل” في صلاحياته واختصاصاته كمدير للمعهد.

وقال مصدر من داخل المعهد لجريدة “العمق”، إن مدير الـANRT “يتدخل” بشكل كبير في طريقة تسيير معهد البريد ويتخذ القرارات، في حين أن هناك قوانين تؤطر عمله، ومديره يعين في مجلس حكومي، بعد نجاحه في المباراة، وبالتالي فمهمة تسيير المعهد هي التي من أجلها تم تعيينه في هذا المنصب.

الاصطدامات بين الشفشاوني وحسيبي، بحسب المصدر ذاته، بدأت بحضور المدير العام للوكالة الوطنية لتقنين المواصلات لاجتماعات المجلس الإداري لمعهد البريد والمواصلات، وتدخله في جدول أعماله، في حين أن هناك لجنة تجتمع بمدير المعهد وتقوم بصياغة جدول الأعمال.

وأحرج الشفشاوني، رئيس الحكومة سعد الدين العثماني الذي وقع على قرار إقالته من منصبه، حيث طالب المدير السابق لمعهد البريد في مراسلة حصلت “العمق” على نسخة منها، بتوضيحات حول أسباب إقالته، مذكرا العثماني بأنه سبق له أن شغل مديرا لمعهد البريد لمدة 14 سنة (1998-2012) وحظي بالثقة من طرف مديري الـANRT السابقين.

وأوضح الشفشاوني، في المراسلة ذاتها، أنه عاد ليشغل منصب مدير معهد البريد والمواصلات في فبراير 2018، بعد أن قضى 6 سنوات بالمكتب الشريف للفوسفاط، من أجل وضع خبرته ومعرفته في سبيل تطوير المعهد على أساس خارطة طريق، مستغربا من إقالته في الوقت الذي يدعو فيه الملك محمد السادس إلى الكفاءة من أجل تطوير البلاد.

مصدر مقرب من مدير المعهد، قال إن العثماني “تجاهل” رسالة الشفشاوني المؤرخة في 15 أكتوبر الماضي، ولم يَرُد عليها لحد الآن، مشيرا إلى أن الخلاف بين مدير الـANRT ومدير معهد البريد السابق، احتدم بعد أن قام عز العرب حسيبي بإلغاء نتائج مباراة المديرين المساعدين.

وكشف المصدر ذاته، أن مدير الـANRT بدل أن يلتزم بما جاء في محاضر لجنة المقابلات مع المترشحين لشغل منصب نواب المدير، قام بتعيين نائب واحد للمدير مكلف بالدراسات في أكتوبر 2018، في حين لم يتم الإعلان عن أسماء باقي النواب، وبعد 7 أشهر، أخبروا أن نتائج المقابلات قد ألغيت.

ويعين نواب مدير معهد البريد والمواصلات باقتراح من المدير، الذي كان آنذاك هو الشفشاوني، يضيف المصدر ذاته، متسائلا: “كيف يتم تعيين مدير مساعد للدراسات، ويتم إلغاء باقي المناصب”، معتبرا سلوك مدير الوكالة “لا يحترم قرارات اللجنة”. وفي هذا الإطار قرر المتضررين رفع دعوى قضائية في مواجهة عز العرب حسيبي، مدير الـANRT.

الأخطر من ذلك، بحسب مصدر الجريدة، هو “تدخل” الوكالة في مباراة توظيف 6 أساتذة مساعدين، حيث “تماطلت” في إطلاق المباراة التي كان مقررا إجراءها في يوليوز 2018 إلى نونبر من نفس العام، غير أن نتائج المباراة لم تنشر لحد الآن في الوقت الذي التحق فيه 3 من هؤلاء بمناصبهم.

وفي السياق ذاته، رفع أستاذ بالمعهد يدعى “باطاس” دعوى قضائية ضد مدير الـANRT بعد أن وقع هذا الأخير قرار إحالته على التقاعد بنهاية الشهر الجاري، في حين أن الشعبة التي يدرس بها مددته له، وأيضا مدير المعهد منحه الموافقة لذات الغرض.

ودعت نقابة التعليم العالي، المدير العام للوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، إلى تلبية طلب الشعبة وإدارة المعهد ومجلس المؤسسة ونقابة الأساتذة القانوني والموضوعي القاضي بإحالة الأستاذ باطاس على التقاعد في نهاية السنة الجامعية كما يجري به العمل في مختلف مؤسسات التعليم العالي، وذلك قبل يوم الجمعة 20 دجنبر 2019.

النقابة ذاتها، طالبت في بلاغ لها تتوفر “العمق” على نسخة منه، إدارة الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات بتسوية الملفات العالقة، لعدة سنوات، والمتعلقة بتعويضات الأساتذة الذين أنجزوا مشاريع للبحث العلمي مؤدى عنها، وكذا تسوية الملفات الدارية للعديد من الأساتذة.