منتدى العمق

صحافيون ضد عقوبة الإعدام.. من أجل ضمان الحق في الحياة

ماذا يعنى أن يؤسس صحفيات وصحافيون شبكة ضد عقوبة الاعدام سؤال من بين أسئلة أخرى قد يطرحها المتبعون ومنهم نساء ورجال مهنة المتاعب ومكونات الحركة الحقوقية الاعلاميون بخصوص هذه المبادرة التي التأم مؤخرا حولها صحافيون ينتمون لعدة وسائل اعلام ومن أجيال مختلفة في اطار لقاء أولي بالرباط، بهدف وضع مختلف التدابير الكفيلة بعقد جمع تأسيسي يكون بمقدوره أن يشكل إضافة نوعية تدعم حملة الترافع لإلغاء عقوبة الاعدام.

وإذا كان الائتلاف المغربي ضد عقوبة الاعدام ، قد نجح في تأسيس شبكتين ضد عقوبة الاعدام الأولى تضم برلمانيات وبرلمانين والثانية تجمع محاميات ومحاميين، فإن مبادرته بالدعوة الى احداث شبكة الصحفيات والصحافيين، تشكل قيمة مضافة ستساهم بلا شك بفعالية أكبر في نشر الوعي بالإلغاء وتقوية جبهته، خاصة في ظل الدور المتعاظم الذى أضحت، بفضل الثورة الرقمية، تقوم به وسائل الاعلام في التأثير على تشكيل الرأي العام، والمكانة التي أضحت تضطلع بها السلطة الرابعة في التحسيس والتوعية بقضية الإلغاء النهائي لعقوبة الاعدام.

إن من شأن تأسيس هذه الشبكة ضد عقوبة الاعدام التي ستصبح آلية مناهضة بدورها ضمن الحركة المغربية المناصرة للإلغاء، المساهمة في دفع عجلة الالغاء، وبناء رأي عام مواكب سيؤدى الى ترسيم قناعة مجتمعية مناصرة للإلغاء والارتقاء بمستوى نقاش عمومي متعدد، يدعم قضايا حقوق الانسان والدفاع في نفس الوقت عن الحق في الحياة.

غير أن تأسيس الشبكة الذي يأمل الائتلاف المغربي في أن تصبح بدورها آلية مناهضة ضمن الحركة المغربية المناصرة للإلغاء، ليس هدفا في حد ذاته، بل هو تأكيد على المساهمة الى جانب الفعاليات والقوى الأخرى في الإلغاء الدستوري لعقوبة الاعدام والمصادقة على البروتكول الاختياري الثاني.

وكان عبد الرحيم الجامعي رئيس الائتلاف المغربي ضد عقوبة الاعدام، استعرض في بداية الاجتماع المرامي من اقتراح الائتلاف الذي يضم سبع منظمات حقوقية غير حكومية مشيرا الى التكامل القائم بين الفعل المدني والعمل الصحفي وأوجه الترابط ما بين الممارسة الاعلامية والمواثيق الدولية. واقترح على الصحفيين العمل على اعداد مشروع ميثاق عمل وتحديد الضوابط القانونية والتنظيمية الملائمة لتأسيس شبكة الصحافيات والصحافيين مع اتخاذ الاجراءات الكفيلة باشراك أكبر عدد من الاعلامين في اللقاء المقبل.

وسجل الحاضرون خلال هذا اللقاء الذي احتضنه مقر المنظمة المغربية لحقوق الانسان بحضور ممثلين عن مكونات الائتلاف، القصور الحاصل في التعاطى مع مناهضة عقوبة الاعدام في وسائل الاعلام، مقابل المواكبة المكثفة للصحافة للمحاكمات التي تفضى الى عقوبة الاعلام معبرين عن انخراطهم التام في الترافع من أجل إلغاء عقوبة الاعدام.

وفي ختام الاجتماع تم تشكيل لجنة تحضيرية عهد اليها بالتحضير الادبي والمادي لتأسيس ” شبكة الصحفيات والصحافيين ضد عقوبة الاعدام” على أساس عقد الاجتماع المقبل في الثالث من يناير 2020.

وكانت 147 دولة ألغت عقوبة الاعدام في القانون وفي الواقع من خلال عدم تنفيذ العقوبة. وإذا كان المغرب لم يقدم على تنفيذ عقوبة الاعدام منذ سنة 1993، إلا أن القضاء لازال يصدر أحكام الاعدام بمعدل 10 اعدامات التي سجلت خلال سنة 2018. ويهدف الائتلاف المغربي من أجل إلغاء عقوبة الاعدام، الذي تأسس سنة 2003 ، بالخصوص الى تنسيق الجهود لإلغاء عقوبة الاعدام من التشريع الوطني نهائيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *