منتدى العمق

الشتاء الأخير..!

يُنبئنى شِتاء هذا العَام
أنّه اللقاء الأخير.. أننى أموت..
مع إشراقة عَبث صَبْيّة عَ الشطّ.. وتطايْر أحْلام اليقظة والمَدّ.. وقذف كُرات الرمل تسكن ندبة خدّ.. وتلهو بحرير بضّ الوجه.. وسِحر الفَنّ فى تشكيل الصّخر.. كًلّ صباح يزبد موج..
يزبد حلماً مشنوقاً فى حنجرتى..!
لحم حُبّى محشور بطواف حَرْمى..!
،،،،
يُنبئنى شِتاء هذا العَام
أنّه اللقاء الأخير.. أنّنى أموت..
ويتهادى الصّيْف.. فى مطارات الحلم.. تنتظرنى عروسى.. منذ ألف ألف عام؛ هى إمرأة أحببتها مُنْتهى عِشْقى.. وفى شغفٍ يمتدُّ ويمتدّ منها.. يحتدُّ ويحتدُّ بقلبى.. يسوّد ويسوّد بجدران روحى.. يفترشها فكراً.. تتبعه ظلًّا.. تجرّ نبضاً.. يرتلها دوام يوم عقب كُلّ صلاة..
وبَيْن أنامله جسدٌ.. لم يعرف الأرض غَيْر رهافة حِسّ.. و..
ولايعود منّى غير جواز سفر..
جواز سفر.. و
وكَفن..!
،،،،
يُنبئنى شِتاء هذا العَام
أنّه اللقاء الأخير.. أننى أموت..
كَفنٌ يجرّ كفناً..!
تتحقق عروسى من ملامح الجَسد.. ولم ترانى.. لم تر أبداً.. أنّها فى روحى وطن..!
وبين نهديْها مَهدى.. رحم أمى.. مشيمة أبد..
بالثوب الأبيض مُلتحفٌ .. فى البُعاد مُزمّل بـ ( جيب جينز) عِشقٍ من زمهرير هَجْر.. ما بعد اليوم اغْتراب..
ما بعد اليوم غُربة وفُراق.. عِشقٌ يسرى والروح عظم.. عَظم بدن..
ما بعد اليوم اغتراب..
اغتراب فى لحد وطن.. وفى لحد الوطن أعود..
والموت فى أرض الموت عودة رحم..
عودة رحم..!
،،،،،
يُنبئنى شِتاء هذا العَام
أنه اللقاء الأخير.. أننى أموت..
كان الموعد فى أغسطس من هذا العام.. يعلو صوت الدفّ.. وأرتدى حلم ألف ألف عام.. وتغرّد حبيبتى عِشّ اليْمام.. وتغيّر أمّى ثوب الحداد الطويل.. قُبَيْل المَمات..
وأختى تعودُ مِنْ غَيْبوبة حَيْاة.. ويبدّل أهلى السَّواد بأعلام بيضاء.. وبجوارى يعود أخى من أرض الغياب.. يغدو لى زاد!
ولكن..
بدلا من الصيْاح.. ديك هذا الصباح ناح .. وسقط على الجدار.. وبَكى المؤذّن.. واستدار الإمام بَعد الصلاة.. وفى حُضنه يدفنّى..
وشيْخ طيْب مذكور فى كُلّ الأوْرَاد والأشعار والأسفار يباركنى.. يربت على كتفى.. و
ويهمسُ:
ـ ولدى..
مع إطلالة فجر هذا الصيّف توضأ.. تطهّر..
استقبل القبلة.. و..
وارتدى أجمل ثوب للقاء الحبيب..
وللقاء الحبيب بأجمل ثوب تدثّر..
تدثّر..!
،،،،،
يُنبئنى شِتاء هذا العَام
أنّه اللقاء الأخير.. أننى أموتُ..
أنا من اختاره الربّ..
لم يعُد أمامى حياة لا تزل..
لم ولن تزل أبدًا..
أبَدْ..!
…..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *