وجهة نظر

هذا ما جناه علينا حصاد..

غادر حصاد، غير مأسوف عليه، وزارة باب الرواح، لكن مخلفات رؤيته البوليسية لإصلاح قطاع التعليم ما تزال تلقي بثقلها على منظومتنا التربوية، شئنا أم أبينا، ومن هذه المخلفات “نسبة النجاح في البكالوريا”، والتي سنوضح بعض مضاعفاتها على جسد المنظومة العليل في العوارض الآتية:

• مرض “اعطي النقطة”: تجنبا لأي استفسار، وعند قوم خطبا لود المدير، “اعطي النقط وكول العام زين”  وهناك من يضطر لتحويلها لاختبارات منزلية، ثم إعادتها في القسم، وهناك من ينجز الاختبار نفسه لأقسام مختلفة.

• مرض “الترحال بين المؤسسات”: قياسا على الترحال السياسي، يمكن أن نتحدث عن الترحال المدرسي، ففي مدن معينة يلاحظ هجرة التلاميذ صوب مؤسسات بعينها.

• التسابق نحو حشد الروافد: إذا كان توزيع الروافد على الثانويات التأهيلية ، ينبغي أن يخضع لمعايير تربوية، فإنه يخضع، في بعض المدن الصغيرة، لتوزيع مزاجي، لإرضاء نرجيسية مدير معين؛ حيث يحول أبناء المغاربة لسلع تركية وصينية… يظفر المدير المحظوظ بتلاميذ الطبقة الأولى، وللآخرين الطبقة الثانية.

• “جيب ولدك يقرى عندي” صدق أو لا تصدق، أيها القارئ الكريم، لقد حل علينا زمن صار المدير يتصل فيه “المدير” بولي أمر تلميذ، قصد تنقيله من مؤسسة أخرى إلى مؤسسته، ولكم أن تتخيلوا سيناريو الحوار.

• تصدير الأزمة: سعيا لتحقيق نسبة مئوية تصل لمئة بالمئة، تحقيقا لشعار “جميعا من أجل مدرسة النجاح” يعمد بعض المديرين بتواطؤ مع المديرية الإقليمية، إلى تصدير الأزمة، إلى مدير آخر لا حول له ولا قوة إلا الامتثال، ويتمثل تصدير الأزمة في تصدير قسم أو أقسام، ومقابل ذلك قد يتم إحداث قسم معين بصفر تلميذ.

• استئصال بعض الشعب: يعمد بعض المديرين إلى تفصيل بنية المؤسسة على مقاسهم، بمباركة من المديرية الإقليمية؛ فبعض الثانويات مخصصة لشعبة معينة، وبقدرة قادر يتم استئصال تلك الشعبة أو إخضاعها لانتقاء مزاجي. وإحداث شعب لا علاقة لها بتلك الثانوية، ومن الطرائف استئصال مسلك في شتنبر وإعادته في نونبر !!

هذه بعض الأمراض التي ابتليت بها منظومتنا التربوية، وقد رأيناها رأي العين، ننقلها إلى المتتبعين للشأن التربوي، والغيورين على القطاع، من باب أضعف الإيمان، ودفاعا عن حق إخواننا وأبنائنا في تعليم جيد، ينمي قدراتهم المعرفية، ويشبعهم وجدانيا وحركيا. وإدانة للأساليب غير التربوية التي تتفشى، يوما تلو آخر، في منظومتنا التربوية، التي يفترض فيها أن تكون قاطرة للتربية على القيم الحميدة، لكن لن يستقيم الظل والعود أعواج، ولن يتحقق شعار “من أجل مدرسة مواطنة دامجة” إلا ببناء الإنسان الأول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *