خارج الحدود

الآلاف يشيعون جثمان سليماني .. وإيران تهدد بإنهاء الوجود الأمريكي بالمنطقة (صور)

شيع الآلاف في العاصمة العراقية بغداد، اليوم السبت، جثامين القائد بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس “الحشد الشعبي” أبو مهدي المهندس، ومسؤول العلاقات العامة فيه محمد رضا الجابري، بعدما قتلوا رفقة 7 أشخاص كانوا برفقتهما، إثر قصف صاروخي أمريكي استهدف سيارتين كانوا يستقلونهما على طريق مطار بغداد.

وأغلقت قوات الأمن الجسور وفرضت إجراءات أمنية مشددة، قبيل بدء مراسم التشييع الرسمية، التي انطلقت من مطار المثنى وسط العاصمة تجاه مدينة الكاظمية شمالي بغداد، بحضور آلاف بينهم مسؤولون عراقيون وإيرانيون.

قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، اعتبر أن الانتقام لمقتل قائد فيلق القدس، التابع للحرس، قاسم سليماني، سيجري على نطاق جغرافي واسع، من شأنه إنهاء الوجود الأميركي بالمنطقة.

وقال سلامي، في تصريحات لوكالة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الرسمية: “الانتقام الاستراتيجي لإيران لاغتيال سليماني سينهي الوجود الأمريكي في المنطقة”.

وأضاف “هذه الجريمة (قتل سليماني) خلقت طاقة جديدة في جغرافية شاسعة لأخذ ثأر حازم. وسيكون الانتقام واسع النطاق في الجغرافيا وبمرور الوقت وبآثار حاسمة.. اغتيال سليماني سيكون نقطة البداية لإنهاء الوجود الأمريكي في المنطقة”.

إلى ذلك، نقلت وكالة تسنيم للأنباء عن قيادي كبير بالحرس الثوري قوله إن إيران ستعاقب الأميركيين أينما كانوا على مرماها ردا على مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس.

وأثار الجنرال غلام علي أبو حمزة قائد الحرس في إقليم كرمان الجنوبي إمكانية شن هجمات على سفن في الخليج، وقال في تصريحات أدلى بها في وقت متأخر أمس الجمعة ونشرتها تسنيم، إن إيران تحتفظ بالحق في الثأر من الولايات المتحدة لمقتل سليماني.

وأضاف: “مضيق هرمز نقطة حيوية للغرب، وهناك عدد كبير من المدمرات والسفن الأميركية تمر من هناك.. حددت إيران أهدافا أميركية حيوية في المنطقة منذ وقت طويل.. نحو 35 هدفا أميركيا في المنطقة بالإضافة إلى تل أبيب في متناول أيدينا”.

وكان القائد الجديد لفيلق القدس في الحرس الثوري إسماعيل قآني قد صرح أمس بأنه على الجميع أن يصبروا قليلا حتى يشاهدوا جثث الأميركيين على امتداد الشرق الأوسط، انتقاما لمقتل سلفه سليماني، وذلك أثناء زيارته مع مرشد الثورة علي خامنئي منزل سليماني.

وأعلن المرشد الحداد ثلاثة أيام، مهددا الولايات المتحدة بأن انتقام بلاده سيكون “ساحقا” ومتوعدا بعمل يطال “المجرمين الذين لطخت أيديهم بدمائه (سليماني) ودماء الشهداء الآخرين”.

وأعلن مجلس الأمن القومي الإيراني في بيان أن الولايات المتحدة ارتكبت “أكبر خطأ إستراتيجي” في المنطقة باغتيالها اللواء سليماني، مشيرا إلى أن هذا الرد سيكون في المكان والزمان المناسبين، وأن الانتقام سيكون ثقيلا ومؤلما، وسيشمل منطقة الشرق الأوسط برمتها.

ويمثل مقتل سليماني والمهندس، تصعيدا كبيرا بعد أعمال عنف رافقت تظاهرات أمام سفارة واشنطن في بغداد يومي الثلاثاء والأربعاء، احتجاجا على قصف الولايات المتحدة كتائب “حزب الله” العراقي المقرب من إيران، الأحد، ما أدى إلى مقتل 28 مسلحا وإصابة 48 آخرين بجروح في محافظة الأنبار (غرب).

وقالت واشنطن إن قتل سليماني يأتي في إطار الدفاع عن النفس، وإن الأخير كان يخطط لشن هجمات وشيكة على مصالح أمريكية في المنطقة.

ويتهم مسؤولون أمريكيون، إيران عبر وكلائها من الفصائل الشيعية، بشن هجمات صاروخية ضد قواعد عسكرية تستضيف جنودا ودبلوماسيين أمريكيين في العراق، وهو ما تنفيه طهران.

ويتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، حليفتي بغداد، وسط مخاوف من تحول العراق إلى ساحة صراع بين الدولتين.

وينتشر نحو 5 آلاف جندي أمريكي في قواعد عسكرية بأرجاء العراق، ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *