الكثيري: المغرب يواجه هجمة شرسة تستهدف المقدسات والثوابت

سعيدة مليح
بمناسبة تخليد الذكرى السادسة والسبعين لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، قال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري، إن “مغرب الزمن الراهن يواجه تحديات وإشكالات ليست اقتصادية واجتماعية بقدر ما هي ثقافية ومفاهيمية خاصة مع الهجمة الشرسة التي تستهدف المقدسات الدينية والثوابت الوطنية، ومنها البيعة”.
وأردف الكثيري، في محاضرة “المرجعية التاريخية والمجتمعية للميثاق النضالي بين العرش والحركة الوطنية”، أمس الثلاثاء بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال، كون “الذاكرة التاريخية الوطنية أصبحت اليوم تستأثر بالاهتمام أكثر من أي وقت مضى”.
ووصف الكثيري، السياق التاريخي الرابط بين السلطة والشعب بـ”البيعة الميثاق”، بالقول “هي التي تفسر الدفاع المستميت للمغاربة عن الدين والعرش والوطن، إبان فترة الحمايات”، في إشارة منه أن المغرب كان يتأرجح بين الحماية والاستعمار لأربعة مرات.
وأشار المندوب السامي، أن هناك “سبعة وثائق تاريخية للمطالبة بالاستقلال، وتمثل تطور ونشوء الفكر النضالي في بلادنا، وشاهدة على الانخراط الشعبي في العمل السياسي لبلوغ المقاصد مهما صعب بلوغها”.
وأعرب الكثيري، أن “هناك من يقول أن وثيقة الاستقلال هي رسمية ويتم الاحتفاء بها سنويا، لكن الحقيقة التاريخية تشير لسبعة وثائق، أولها بتاريخ 17 يونيو 1940 عبرت كتابة وبشكل جاهيري عن المطالبة بالاستقلال حيث أصدرت جريدة الريف آنذاك مقال بعنوان نريد استقلال المغرب”.
وأردف المتحدث أن الوثيقة الثانية “أصدرت من حزب الشورى والاستقلال عبارة عن مذكرة أرسلت لقناصل النفوذ الدولي، كان فيها إعلان سقوط نظام الحماية على الأساس الشرعي، وهو الإعتراف باستقلال المغرب”.
وفي حديثه عن “الظهير البربري” أوضح أن في إسمه نقاش، وأنه كان يهدف لفتح مدارس فرانكوأمازيغية في منطقة الأطلس لتشجيع النزعة الانعزالية، حيث منع الحديث فيها باللغة العربية، وكان التركيز فيها في المراجع الدراسية على أن العرب غزاة”.
وأشار في السياق نفسه، أن “أفق الفرقة القسرية للأمازيغ عن العرب، كان جليا في “كوليج بربر” التي هي الآن ثانوية طارق بن زياد في آزرو، أرادها المستعمر أن تكون مؤسسة تربية وتعليمية تكرس الفرقة والتمييز بين أبناء الوطن الواحد من أمازيغ وعرب”.
الكثيري أبرز أن الخطر بات أكثر مع صدور “النشاطات التبشيرية في الأوساط المغربية عموما، والأمازيغية على الأخص”، داعيا في حديثه الباحثين إلى تناول تاريخ المغرب العميق في كتاباتهم.
ووصف مدينة ميدلت بكونها كانت قاعدة أساسية لانطلاق التنصير، ذاكرا أنه “في سنة 1934 سعى الاستعمار الفرنسي لتنصير وتجنيس المغاربة من سكان قبائل آيت باعمران”.
وجدير بالذكر أنه تم اليوم، بعد المحاضرة، توقيع اتفاقية تعاون وشراكة بين المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال، وكذا تكريم لعدد من رجال المقاومة بتسليمهم كتب من الجامعة.
اترك تعليقاً