سياسة

المغرب يفتح قنصيلة بتورونتو.. وبوريطة: 160 ألف مغربي يعيشون بكندا

أعلن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الجمعة بالرباط، أن المغرب قرر فتح قنصلية في تورونتو قريبا جدا، وذلك لتحسين الخدمات القنصلية لفائدة الجالية المغربية المقيمة بكندا.

وأوضح بوريطة، في لقاء صحافي عقب مباحثاته مع وزير الشؤون الخارجية الكندي، فرانسوا فيليب شامبان، أنه بالإضافة إلى الرغبة في تقديم خدمات أفضل للمغاربة المقيمين بهذه المنطقة القنصلية، فإن الهدف هو التفاعل بشكل أكبر مع السلطات الكندية على المستوى المحلي، وذلك من أجل تعزيز العلاقات الثنائية والمبادلات بين البلدين.

واعتبر بوريطة أن البعد الإنساني يشكل مصدر قوة للعلاقات المغربية الكندية، موضحا أن حوالي 160 ألف مغربي يعيشون في كندا، بمن فيهم 40 ألف يهودي و4 آلاف طالب في مختلف الجامعات ومراكز التكوين.

وأشار الوزير إلى أن هذا المجتمع بأسره، الذي يساهم في إثراء علاقاتنا الثنائية، سيستفيد في المستقبل القريب من الخدمات القنصلية في تورنتو، وهو مركز قنصلي هام يتوفر على ما لا يقل عن مائة تمثيل أجنبي مفتوح بعين المكان.

وفس سياق مرتبط، قال بوريطة إن العلاقات المغربية الكندية تسير في الاتجاه الصحيح، خاصة وأن المغرب يعتبر الشريك الخامس لكندا على المستوى الإفريقي، وذلك بنمو للمبادلات لا يقل أبدا عن حاجز 10 في المائة.

وأضاف أن المغرب يعتبر أيضا وجهة مفضلة للكنديين، حيث زار ما لا يقل عن 130 ألف من مواطني هذا البلد المغرب سنة 2019، لافتا إلى أن الربط الجوي المباشر بين الدار البيضاء ومونتريال يعد ميزة سواء على المستوى الإنساني أو الاقتصادي والثقافي.

تابع قوله: “لكن إمكانات علاقاتنا الثنائية لديها هامش للتحسن”، مبرزا أنه وفقا لإرادة الملك محمد السادس، فإن المغرب يريد إقامة شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد مع كندا.

وأضاف أن هذه الشراكة تشمل حوارا سياسيا منتظما وتشاورا حول القضايا الثنائية والإقليمية وتنسيقا في المحافل الإقليمية والدولية، مسجلا أنه على المستوى الاقتصادي، يتعلق الأمر بتعزيز التطور الإيجابي للتبادلات وتشجيع الاستثمارات الكندية بالمغرب.

من جهة أخرى، أشار بوريطة إلى أن المغرب يثمن دور كندا التي كانت دائما “صوتا ذي مصداقية” على المستوى الدولي، مضيفا أن المملكة مقتنعة بأن هذا البلد له مكانته الكاملة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، كعضو غير دائم.

وأبرز الوزير أنه، نظرا لكونها تشكل نقطة تقاطع بين عدة عوالم، على المستويات اللغوية والجغرافية والجيوسياسية، فإن كندا، من خلال قراراتها وشبكاتها وقيمها، ستثري المداولات داخل هذه الهيئة الأممية وستعزز عملها.

وتابع أن البلدين ينسقان أيضا أعمالهما على مستويات متعدد الأطراف، مبرزا أنه باعتبار توليهما للرئاسة المشتركة للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، فإن المغرب وكندا سيعملان على جعل هذه المنصة الدولية تضطلع بدورها الكامل من خلال عقد شراكات مع المنظمات الإقليمية والدولية، وخلق إجماع حول القضايا المتعلقة بمكافحة الإرهاب، وتكييف جهود المجتمع الدولي مع تطور هذه الظاهرة.

وذكر بوريطة بأن المغرب، مثله مثل كندا، ينتمي إلى فئة “المتفائلين الأفارقة”، مؤكدا أنه على الرغم من الصعوبات، فإن القارة الإفريقية لديها العديد من الإمكانات وتمثل مستقبل المجتمع الدولي.

وختم قوله إن المغرب طور سياسة إفريقية قائمة على التضامن، بالإضافة إلى عرض فريد للتجارة والاستقرار والأمن، وبإمكانه، في هذا الصدد، لعب دور أرضية الولوج لكندا على القارة الإفريقية.

من جانبه، قال وزير الشؤون الخارجية الكندي، فرانسوا فيليب شامبان، ّإن التقارب ”التاريخي” بين كندا والمغرب سيمكن البلدين من العمل سويا على الرهانات الكبرى للعالم.

وأوضح شامبان، أن كندا والمغرب يتقاسمان مجموعة من القيم التي ستوجه عملهما على المستوى الدولي، مسجلا أن البلدين متكاملان في جوانب عديدة، لاسيما في مجال السلم والأمن الذي سيواصلان فيه العمل سويا من أجل محاربة الإرهاب وإرساء الاستقرار في العالم.

وأضاف أن “الجالية المغربية في كندا تشكل قاعدة متينة لعلاقة يمكن تعزيزها أكثر، من أجل تمكين الشعبين من الاستفادة من هذا التقارب، لاسيما أنها ليست المرة الأولى التي يقوم فيها وزير كندي للشؤون الخارجية بزيارة المغرب”، مسجلا أن كندا تستقبل سنويا أكثر من 3000 طالبا “الذين يصبحون عند عودتهم إلى المغرب أحسن سفراء للبلد”.

وأعلن الوزير الكندي أن كندا ستطلق مبادرتين من أجل دعم المجتمع المدني بما لا يقل عن 14 مليون دولار سيتم توزيعها على خمس سنوات، موضحا أن هذه التكوينات ستقدم للشباب والنساء دورات تدريبية ترتكز على سوق الشغل، من أجل تسهيل ولوجهم إلى الشغل، لافتا إلى أنه سيتم، في هذا الصدد، التوقيع على بروتوكولي تفاهم من أجل إنجاز هذه المشاريع التنموية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *