اقتصاد، مجتمع

بعد خبر “العمق”.. ضغط رسمي يجبر “العمران” على تحريك ملف مراكش

علمت جريدة “العمق” من مصادر متطابقة، أن شركة العمران بمراكش عاشت ضغطا كبيرا من طرف مصالح رسمية مركزيا ومحليا، من أجل إيجاد حل لتوقف أشغال مشاريع “الحاضرة المتجددة” التي تعيش حالة من “البلوكاج” منذ مدة، بسبب عدم صرف العمران مستحقات الشركات المناولة للأوراش بالرغم من توفرها.

وأفادت المصادر ذاتها، أن اجتماعا ترأسه والي جهة مراكش آسفي كريم قسي الحلو، عقد في اليوم الموالي لنشر جريدة “العمق” مقالا بعنوان “فضيحة.. العمران تتسبب في “عرقلة” مشاريع ملكية و”تشريد” 600 أسرة بمراكش”، التزمت من خلاله الشركة بإيجاد تسوية للملف وصرف مستحقات الشركات المناولة للمشروع.

وعاينت جريدة “العمق” عودة الأشغال خلال الأسبوع الماضي في بعض الأوراش، فيما أكد مصدر محلي أن والي جهة مراكش آسفي يتابع بشكل مباشر تطورات الملف، وأنه حث شركة العمران بمراكش على صرف مستحقات شركات المناولة.

الاجتماع المذكور أفضى إلى إصدار مسؤولي العمران وعدا شفويا بحل المشاكل العالق، وعلى رأسها حل مشكل صرف المستحقات التي تجاوزت قيمتها 165 مليون درهم لفائدة مستحقيها، وحدد أجل شهر واحد من أجل تنفيذ الوعود.

مصدر من داخل شركة العمران، فضل عدم ذكر اسمه، أفاد في حديث لجريدة “العمق” أن الشركة تستعد لصرف جزء من المستحقات، وأرجع سبب التأخر إلى ما أسماه “مشاكل داخلية” دون أي يدلي بأي تفاصيل.

إلى ذلك، خرج العشرات من ساكنة المدينة العتيقة اليوم الأربعاء، للاحتجاج على طول مدة الأشغال بممر الكزا، والتي تضررت منها الساكنة خصوصا مع هطول الأمطار في الأسابيع الأخيرة، وعرقلة حركة المرور بالممر المذكور.

وطالب المحتجون السلطات المحلية والمؤسسات الحكومية ذات الصلة بالتدخل العاجل من أجل إتمام الأشغال التي “طالت مدتها كثيرا” حسب تعبيرهم، مشددين على أن الأشغال “تتسبب في خسائر مادية ومعنوية على ساكنة وتجار المدينة العتيقة”.

وكانت جريدة “العمق” قد كشفت في مقال تسبب شركة العمران في “عرقلة” 4 برامج كبرى أشرف الملك على إطلاقها بمدينة مراكش، وتسبب الشركة المذكورة في تشريد ما يزيد عن 600 أسرة بسبب تسريح الشركات المناولة للعمال بعد أزمة مالية جراء عدم صرف مستحقات الأشغال التي قامت به.

ويتعلق الأمر ببرامج “مراكش الحاضرة المتجددة”، و”تأهيل المسار السياحي”، و”تأهيل المسار الروحي”، ثم “تثمين المدينة العتيقة بمراكش”، وكلها برامج أشرف الملك على تدشينها وتم توقيع الاتفاقيات الخاصة بها أمامه بمدينة مراكش، فيما أوكلت مهمة التنفيذ والتنزيل فيها إلى شركة العمران.

مصدر شديد الاطلاع، أفاد لجريدة “العمق” أن الشركة الشبه العمومية المذكورة “تتخبط” في جملة من المشاكل والارتباك الإداري منذ إجراء تعديلات في مناصب المسؤولية، وأنها “أضاعت عددا من الوثائق المتعلقة بالتعاقد مع الشركات التي تمت مناولتها الأشغال المتعلق بالبرامج بالأربعة”.

وأضاف مصدر جريدة “العمق”، أن العمران رفضت أداء مبلغ وصلت قيمته إلى 165 مليون درهم لإحدى الشركات التي تمت مناولتها جزء كبير من الأشغال وأتمت ما يزيد عن 80 في المائة من المطلوب، غير أن “تماطل” العمران في أداء المستحقات والتي تم رصد ميزانيتها والتأشير عليها من قبل المصالح الوزارية المعنية تسبب في توقيف الأشغال.

مصدر آخر فضل عدم ذكر اسمه، قال في حديث مع جريدة “العمق” أن إحدى الشركات اضطرت إلى تسريح ما يقارب 600 عاملا بسبب “تماطل” العمران عن أداء ما بذمتها من مبالغ مالية لفائدة الشركة طيلة سنة 2019، وهو ما تسبب للأخيرة في مشاكل مالية ويهددها اليوم بـ”الإفلاس” بسبب إنجاز مشاريع دون الحصول على المستحقات.

وتشتكي ساكنة “طوالة الكزا” في المدينة العتيقة من توقف أشغال التبليط، وزادت معاناتها أكثر بهطول الأمطار خلال الأيام الأخيرة، مما جعل الحي المتواجد في قلب المدينة السياحية يصبح شبه مستحيل المرور منه بسبب الأوحال وبقايا الأشغال غير المنتهية.

كما أشغال تهيئة الممر السياحي والممر الروحي، وتأخرها عن وقتها المحدد والمتعاقد عليه مع أصحاب المحلات التجارية و”الفنادق” الخاصة بالصناع التقليديين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *