وجهة نظر

“الزنزانة لا تليق بك”

الكل يقر وبالا جماع عن دور المدرسة في المجتمع مهما اختلفت الرؤى .فهي كمؤسسة تقوم على ترسيخ مجموعة من القيم الإنسانية و الأخلاقية من خلال برامجها و مناهجها التربوية و التعليمية .داخل المجتمع و لن يتأتى ذلك ما لم تعط الأهمية البالغة و القصوى للمدرس والمدرسة بالدرجة الاولى .فهي تحافظ على توابث المجتمع والسهر على تربية النشء وخلق مواطن صالح وهي بذلك تكون

فضاء لترسيخ قيم أخلاقية و إنسانية نبيلة…

ما حدث مع أستاذ (تارودانت) (ذ. بوجمعة ) يندى له الجبين اذ سجن عقابا على ذنب مشكوك فيه حسب تضارب الروايات ، ولكن للأسف وقود الحقد موجود على كل مر الزمان في سجل البشرية ، والخروقات التي شابت المحاكمة وهذا الهجوم الشرس على الأساتذة وعلى المدرسة العمومية خصوصا لكن من أسندت لهم مهمة التحقيق ربما عميت قلوبهم ، ولم يتريثوا ، ولم يكفوا . عن اللعب بإشعال النار وصب الزيت لتأجيجها بدءا بالإعلام المأجور

ووصولا الى أصحاب القرار فيحرقون الغابة ثم يدعون حب الشجر .فحركوا آلة العقاب في حق الشرف ومهنة الرسل بخلفية انتقامية بلا شك ..فبعملهم المخز أرادوا اﻹلقاء بنا جميعا في قمقم التهميش واﻹهمال..وانتزاع نخوتنا وكبريائنا كمربين . وكأننا نتاجر في الممنوعات.

وأين هي النقابات والجمعيات والتنسيقيات مما يجري ويقع؟

ربما نسوا أن الأستاذ أعلى قامة من الحاقدين ، و يزداد علواً عندما تحوله الضغينة والكراهية الى ظنين بلغة القانون ، بينمايخيب الحاقد ويتقزم حينما يظلم ويتجبر .

فرمت الكراهية والبغض والحقد الدفين الذي تؤججه الأقلام المأجورة وجمعيات مدنية تقتات على المال السحت مدعية المواطنة وحقوق الطفل حينما يتعلق الأمر بالأستاذ ،رمت به خلف القضبان والأدهى في ذلك هو مطالبتهم ب مبلغ خيالي كتعويض …أية كراهية هذه وأية ضغينة يحملها هؤلاء النكرات اتجاه مربي الأجيال …كيف يرمى برجل التربية بزنزانة موحشة مظلمة؟ فأعلم أيها الزميل أنك تدفع ضريبة عشقك لهذه المهنة فكن متيقنا زميلي بأن قلبك يمنح الحب وهاهو جزاؤه الظلم . واعلم بأن اﻹحساس بالحرية يتجلى بشكل أقوى داخل السجن، وفي سجنك تأكد أنك أكثر حرية منهم أجمعين هؤلاء الحاقدون الذي زجوا بك وراء القضبان فمطلوب منك توفير جهدك زميلي أمام ثقل التهم الموجهة إليك. لأنهم ظلموك وهنا تحضرني قولة شهيرة ( لجون جاك روسو):
“حين أرى الظلم في هذا العالم، أسلي نفسي بالتفكير في أن هناك جهنم تنتظر الظالمين”.

زميلي الاستاذ أعرف جيدا اللحظات التعيسة التي غيبتك عن ذويك وأهلك وعن أسرتك التربوية .فكن قويا ولا تدع اليأس يتسلل اليك …وفي الغذ القريب سيكون الفرج ..

فأنت الشريف وأنت العزيز وأنت الحر رغم حقد الحاقدين وكيد الكائدين . فالزنزانة لا تليق بمن حمل رسالة التنوير ومشعل العلم وكاد أن يكون رسولا. والقضاء يتحمل مسؤوليته في الحكم .وما تغيير الشهادة من 18 يوم والتي لا تجيز الا عتقال بتغييرها الى شهادة تفوق 20 يوما كي يزج به وراء القضبان .

وكيف تم اعتماد شهادة القاصرين ؟

ولماذا لم يتم عرض الطفلة على الخبرة الطبية ؟

عزيزي الأستاذ مكانك القسم وليس الزنزانة لو علموا ماقترفوه في حقك لتبين لهم أنهم حكموا بالسجن على المدرسة وعلى الأستاذ الذي درسهم جميعا . فلا شيء يبدد عتمة الليل المظلم وأنت بزنزانتك سوى بزوغ الصباح .

لماذا لم تتحرك الآلة الردعية اتجاه الجانحين من التلاميذ حين يتعلق الامر بتعنيف الأستاذ

والحاق الاذى به و اهانته وتجريحه وتهديد حياته لماذا ؟ فهم يسيئون لمؤسسة تربوية تسهر على تربية النشء قبل كل شيء .

الحاقدون على (الشرفاء من الأساتذة)، غريب أصبحوا يزعمون أنهم “شرفاء الوطن ” شرفاء بالأسماء التي وجدوها في الحالة المدنية لأبائهم الذين ورثوها عن أجدادهم من أزمنة الاقطاع التي لاتتقن لغة أخرى غير لغة العبد والسيد.والا ستعلاء والغرور . انه شرف موروث عن ازمنة الضباع القارضة للزرع والضرع. شرف مرتبط بفساد متأصل في الجينات. بفساد لاينفصل عن الافساد وتعميم الفوضى . والدوس على كل ما هو جميل وانساني. وتخريب الأخلاق.والزج بالشرفاء الأحرار بالسجن وإعادة انتاج الأزمنة البائدة في زمن طموح الى العدالة والتنمية (هنا لا أقصد الحزب المغربي الذي يقود التحالف الحكومي )..فويل لهم ولأطروحتهم التي يبررون بها هجومهم على الأساتذة الشرفاء والنيل منهم والحط من كرامتهم …ولا أحد تجرأ لشجب الحيف الذي لحقت بالاستاذ وتحية عالية لك يا بوجمعة ولكل الشرفاء الأساتذة الأحرار .وتضامني المطلق والغير مشروط معك.

أخيرا وليس آخرا ” فالزنزانة لا تليق بك”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *