وسط شارع محمد الخامس.. طلحة جبريل يلقي درسا لطلبته بالبيضاء

في سابقة من نوعها، خلق الأستاذ طلحة جبريل الحدث، يوم الجمعة الفائت، الذي تزامن مع عيد الحب، بإلقاءه درسا لطلبة معهد الإعلام بشارع محمد الخامس بالبيضاء.
وفي هذا الصدد، قال الأستاذ طلحة جبريل، “إلقاء درس على طلاب في الشارع بدلاً من المدرج، توقعت أن تكون تجربة مثيرة لأنها غير مسبوقة، افترضت أن هناك عدة أهداف يجب أن تتحقق من وراء التجربة، بداية معرفة مستوى التركيز لدى الطلاب، إذ ليس سهلاً عليهم أن يصغوا للدرس ويستوعبوا ما يقال وسط ضجيج الشارع إضافة إلى ما يثيره المشهد من فضول بين المارة .وهو إختبار غير مباشر لقدراتهم”.
وأوضح طلحة في تدوينة له على صفحته بالفايسبوك ، أن “درس الشارع” لطلاب صحافة يعد بمثابة تدريب مباشر لكيفية التعامل مع الناس، أكثر من ذلك كبح أي نزعة ضيق وتذمر من فضول الآخرين.
وتابع، “بعد أن اقتنعت تماما بجدوى التجربة طرحتها على طلابي في السنة الثالثة بالمعهد العالي للصحافة والإعلام بالدارالبيضاء. كان تجاوبهم ملفتاً، اخترت درساً يتطلب تركيزاً أكثر مقارنة مع الدروس الأخرى. كان درساً عن القواعد التي تتبعها وكالات الأنباء في توثيق أخبارها”.
وأشار المتحدث ذاته، إلى أن هناك قاعدة يعرفها المهنيون وطلاب الصحافة، مفادها أن توثيق الأخبار والتقارير الصحافية يكون أكثر صرامة في الوكالات، التي تراهن دائماً على السرعة في بث الأخبار والدقة في محتواها، وإذا كان الخطأ وارداً في الصحف الورقية والإلكترونية ووسائل الإعلام المسموعة والمرئية فإنه لا يقبل بتاتاً في وكالات الأنباء، أي أن ” الأخبار الزائفة (fake news) غير مسموح بها على الإطلاق في أخبار الوكالات.
وزاد قائلا، هذا الاستطراد كان ضرورياً لأوضح أن الدرس الذي اخترته ليس سهلاً استيعابه داخل المدرج ، فما بالك وسط ضجيج الشارع، مشيرا بالقول، “كان الإتفاق أن يتزامن”درس الشارع” مع “عيد الحب” ولذلك دلالته، على أن نتحرك نحو “ساحة محمد الخامس” التي إقترحها الطلاب في الرابعة عصراً. تحركنا جماعة في الموعد، ووصلنا الساحة بعد ربع ساعة، وجدنا مكانا يتسع للمجموعة وفي الوقت نفسه بمحاذاة شارع يعج بالحركة”.
وأكد طلحة، أن حجرة دراسة في بناية، لا علاقة له قطعاً مع ساحة تعج هي الأخرى بحركة المارة أو الجالسين فوق مقاعدها، لكن ذلك كان هو المكان الذي وقع عليه الإختيار .
وزاد، “قلت للطلاب في إطار التحفيز، إنهم سيشاركون في تجربة غير مسبوقة. وزعت عليهم أوراق الدرس، ورحت أشرح. كان الطلاب في غاية الانتباه يسجلون ملاحظاتهم على دفاترهم”.
واستطرد المصدر ذاته، كان مشهدا رائعاً، و”الأكثر روعة أن فضول المارة اقتصر على النظرات فقط. يتأملون مشهد مجموعة طالبات وطلاب يستمعون للداعي لكم بالخير وهو يفسر ويوضح، وهم يسجلون ملاحظاتهم وقوفاً”.
وختم طلحة تدوينته بالقول، “وجدت متعة لا توصف في الحديث إلى طلابي خاصة في يوم “عيد الحب””، وفق تعبيره.
اترك تعليقاً