أخبار الساعة

غادة تستغيث: أنقذوا غابة البلوط بالمعمورة قبل فوات الأوان!

اعتادت غادة أن تقضي بعض عطل نهاية الأسبوع في الفضاء الغابوي المجاور لمدينة إقامتها سلا الجديدة. و أثناء هذه الزيارات المتكررة دفعها فضولها لتقصي مجموعة من الحقائق حول غابة البلوط المجاورة. محملة بمجموعة من المعارف التي تلقتها في مدرستها، و خاصة في مادة علوم الحياة و الأرض و مادة الجغرافيا. تبلورت عدة أسئلة في ذهن غادة و هي تحاول أن تقارن بين المعرفة المجردة والواقع، فأصرت على إيجاد أجوبة لما يختلج في صدرها من أسئلة. فقررت أن تبحت في سر غابة البلوط مسترشدة بمحركات البحت على الإنترنت وما تراه بعينها أثناء الزيارة.

بحث التلميذة أسفر عن وجود عدة معطيات لا تخلو من أهمية لعل أبرزها أن غابة البلوط المجاورة لمدينتها هي امتداد لغابة مساحتها أكثر من 130000 هكتار تضم عدة أصناف من الأشجار أهمها البلوط، و هي وسط بيولوجي يتيح عدة فرص للتنوع و الاستمرار، إنها عالم تنسجم فيه البيئة و الإنسان. فحسب معطيات رسمية تعرفت غادة لأول مرة على كون غابة المعمورة فضاء اقتصادي يعج بالمقاولات و التعاونيات ذات النفع الاقتصادي، و منها إنتاج الفلين و تربية المواشي و إنتاج عسل النحل و غيرها. كما توصلت غادة إلى أن هذا الواقع تحميه مؤسسة كبرى هي ” المندوبية السامية للمياه والغابات و محاربة التصحر”. و تضرب بيد من حديد على المخالفين.


الغابة إرث بيولوجي مهم يجب المحافظة عليه بٱستماتة.

لكن ضلت مجموعة من الأسئلة تعتصر في ذهن غادة و هي ترى بعينها ما تتعرض له أشجار الغابة من تجاوزات و تعسفات. فبعض الأسر تنصب خيامها على جذوع الأشجار بواسطة مسامير صدأة تغرس بلا رحمة في جذوع الأشجار، ويتم إشعال النار بالقرب من جذوع الأشجار المسكينة وكأنها جماد بلا إحساس. والأطفال هنا و هناك يربطون حبالهم في أغصانها متأرجحين في ضلالها. والبالغون يقذفون الأغصان بقنينات بلاستيكية مليئة بالتراب لتتساقط عليهم ثمار البلوط.

توغلت غادة قليلا في الغابة لتعثر على سوق أشبه بالأسواق الريفية وسط الغابة… ضجيج وصراخ الباعة يملأ المكان والنفايات هنا و هناك، و أغصان الأشجار محطمة و قد تهالك بعضها عل بعض من اليبس و الذبول، و أكياس بلاستيكية ملتصقة بأغصان الأشجار و قد التفت حولها مانعة إياها من أشعة الشمس يا إلهي إنها مظاهر الموت و القضاء على الغابة من داخلها.

وبينما غادة تعود أدراجها مكسورة الخاطر حزينة من هول ما صادفت و رأت، بدا لها من بعيد مجموعة من الرجال ينزعون لحاء جذوع الأشجار مستعملين مجموعة من الآلات الحادة… لم تتمالك نفسها و اتجهت مسرعة إلى سيارة أسرتها و علامات الحزن ترتسم على محياها.


جمع المخلفات أثناء رحلة استجمامية داخل الغابة هو سلوك بيئي و تربوي رفيع المستوى.

عادت التلميذة مع أسرتها مساء و هي صامتة. أخذت حاسوبها و شغلت محرك البحت ليتبين لها أن أولائك الرجال كانوا يستخرجون الفلين… إستمرت في البحت لتتأكد أن هذه العملية حساسة جدا و تتطلب قدرات معرفية و حرفية خاصة. فهناك مادة لزجة هي المسؤولة عن إنتاج الفلين توجد مباشرة بين الجدع و الفلين تسمى ” فيلوديرم” و أي سوء تقدير في إزالة الفلين يعرض هذه المادة إلى الزوال و بالتالي الموت التدريجي لأشجار البلوط… إزداد خوف غادة… و بينما هي نائمة رأت في منامها أن غابة المعمورة أصبحت مدينة تملأها العمارات و ضجيج السيارات.

استيقظت غادة مذعورة و قررت إيصال صوتها إلى العالم إنطلاقا من محيطها المحلي: “أنقذوا غابة البلوط أيها التلاميذ، إغرسوا المزيد من أشجار البلوط في المدارس و الشوارع و على جوانب الطرقات، إجعلوا مدينتكم غابة من البلوط، إجعلوا اللون الأخضر يلتهم لون الإسمنت، هيئوا الفرص لحفيف الأشجار حتى يعلو على صوت المحركات و المنبهات و الضجيج، إجعلوها جنة من البلوط”.


شتيلة لكل تلميذ من أجل غرس قيم المواطنة البيئية.

 

ربورتاج من انجاز مجموعة من تلاميذ الثانوية الاعدادية المغرب العربي بسلا الجديدة.

في إطار  البرنامج الدولي.. الصحفيون الشباب من أجل البيئة.

تحت إشراف الاستاذ الموسولي عبدالهادي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *