أخبار الساعة، وجهة نظر

الاتحاد الاشتراكي .. بحث عن استعادة المبادرة

لا تتوانى قيادة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية اليوم عن طرح كل احتمالات العودة القوية للساحة السياسية واستعادة المبادرة الاتحادية في المشهد.

في وصفة القيادة الحالية للاتحاد الاشتراكي توجد المصالحة الاتحادية، على رأس الأولويات، وعلى الرغم من أن الوقت مبكر لتقييم نتائج المبادرة التي أطلقها الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر، لكنه و في ظاهر الأمر فإن مصالحة الاتحاديين تظهر على أنها تجاوز خصومات شخصية وسياسية، تراكمت على مر السنين وعلى مر المحطات التنظيمية، لكن في خفايا الأمور تبرز محطة المصالحة بين الاتحاديين بحثا عن عودة قوة التنظيم.

وهذا ما يظهر بجلاء في بحث قيادة الوردة عن زيادة جاذبية التنظيم لدى فئات المواطنين. ترافقت مبادرة « المصالحة » مع محطات تنظيمية موازية على مستوى الجهات والأقاليم، والظاهر أن نجاح بعض هذه المحطات، كاليوم الدراسي الذي عقدته كتابة الحزب في جهة فاس، حول الحريات الفردية.

ففضلا عن إثارة موضوع يشكل اليوم نقاشا مجتمعيا حاضرا بقوة داخل المغرب، حرص المنظمون على تنويع ضيوف المتلقى، محاولين إظهار الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كحزب يحمل هموم الشارع، وهموم المجتمع، ويحاول لذلك تبنيها، وجعلها محط اهتمامات مرافعاته.

يحمل الاتحاديون اليوم همَ العودة للساحة السياسية والساحة الانتخابية، ويعلمون أن السبيل لذلك ليس سهلا، لكن مبادرة المصالحة، أظهرت حنينا نحو العودة للساحة التنظيمية، واستعادة المبادرة.

تقر القيادة الحالية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ابتعاد المنطق الانتهازي عن مبادرة المصالحة، لكونها لا تعلم ما إن كانت ستستفيد مما ستجنيه المصالحة فعليا، فالقيادة الحالية ستكون على وشك الرحيل عن قيادة الحزب، إما قبل أو بعيد الانتخابات التشريعية القادمة بقليل، وهذا يجعل هدفها نبيلا من إطلاق مبادرة المصالحة، لكن نبل المبادرة لا يخفي طموح الحزب في كسب نقاط في الانتخابات القادمة.

فالتنظيم يعيش على وقع التخوف من مواصلة الانهيار، حتى أنه استطاع بالكاد الحفاظ على فريق برلماني في مجلس النواب، ما مكنه من التواجد في التحالف الحكومي، ومكنت المفاوضات القوية التي قادها الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، الحزب من الفوز برئاسة مجلس النواب.
ينبني التصور الموازي لمصالحة الاتحاديين على إطلاق دينامية تنظيمية في الجهات والأقاليم، ومحاولة تغطية واسعة لكافة الجهات.

لكن الخفي في الموضوع، هو أن الاتحاد الاشتراكي، يبذل قصارى جهده لاستقطاب منتخبين كبار، باستطاعتهم تمكين الحزب من تصاعد نجمه داخل المشهد الحزبي والسياسي في المغرب، ليتمكن من الاستمرار في المواقع الحكومية في المستقبل، فيبدو أن الاتحاد الاشتراكي أصبح غير مستعد في الوقت الحالي لمغادرة السفينة الحكومية، بعد أن كانت كلفة ذلك في الحكومة السابقة كبيرة وساهمت في تدهور سريع لشعبية الحزب وحضوره الانتخابي.

لكن مبادرة المصالحة لا تحظى بقبول الجميع، وهذا شأن أي مبادرة، داخل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، هناك من يعتبر أن هذه المبادرة لن تأتي بطائل على مستوى الحضور الانتخابي للحزب، لأن صورة الحزب اهتزت بفعل قيادة الحزب، مضيفة (أي هذه الأصوات) أن الاتحاد الاشتراكي في حاجة لتغيير قيادته الحالية، التي ساهمت في تأزيم الوضع داخل التنظيم، أكثر مما هو في حاجة لمبادرات مصالحة، وكأن الجميع كان في خصام ،قررت القيادة الحالية وضع حد له، في مستوى ثالث، يرى المتتبعون، أن من حق الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن يجرب اليوم وصفة العودة القوية للمشهد السياسي والحزبي في المغرب، ومن حق قيادته أن تعلن مصالحة الاتحاديين ما دام أنها ارتأت أنها وصفة مناسبة لنهضة للاتحاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *